لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيسك يتحدث عن ''تطهير بابا عمرو'' و''الحقيقة القذرة الواضحة''

05:30 م الخميس 01 مارس 2012

كتب – سامي مجدي:
قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك إن كلمة ''تنظيف'' التي استخدمها مسؤول حكومي سوري تبريرا للهجوم على حي بابا عمرو، هي نفس الكلمة التي استخدمها الإسرائيليين حينما شنوا حربهم على لبنان سنة 1982، وخلفوا ما يقرب من 17.500 قتيل. وقبل (اجتياح لبنان) بخمسة أشهر استخدمت القوات السورية كلمة ''بحث وتحقيق'' عندما اجتاحت حماة (1982) وقتلت ما بين 10 آلاف و 15 ألف شخص.

وكانت بي بي سي قد نقلت عن مسؤول حكومي سوري قوله إن القوات السورية تستعد لـ ''تطهير'' بابا عمرو المحاصر من مئات المسلحين المقاتلين، حسب قوله. كما أفادت أنباء أن الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الرئيس، ماهر الأسد تقصف حي بابا عمر و الذي يشكل أهمية رمزية للطرفين النظام والمعارضة.

وأضاف فيسك، في مقالة له بجريدة الإندبندنت البريطانية، الخميس، إن هناك كلمات محببة لكل الجيوش، عندما تذهب لانتهاك حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن البريطانيين اعتادوا استخدام كلمة ''تمشيط'' أيضا خلال الحرب العالمية الثانية وسقط خلالها مايقرب من 60 مليون شخص، وكذلك فعل الروس، كما يقول فيسك.

وزاد الكاتب البريطاني، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن الألمان أشاروا إلى ''تطهير'' الشوارع من اليهود في عام 1944، والتي أودت بحياة نحو 50 ألف، ملفتا إلى أن ''تنظيف، تطهير، تمشيط، بحث'' كلها كلمات تقع عليها مسؤولية القتل الجماعي. وقال متهكما ''بعد أن تنظف شيئا ما.. لا تُشتم له رائحة بعد''.

ولفت إلى أن السوريين ليسوا كالإسرائيليين، ولا الإسرائيليون مثل البريطانيين والروس. وأيضا السوريين والإسرائيليين والبريطانيين والروس ليسوا كوحدة ''إس إس''، الألمانية التي كانت مكلفة بحماية الزعيم النازي أودلف هتلر، إلا أن الكلمات لا تعكس بالضرورة النوايا؛ فكلما ''لمعت، بحثت، غسلت، نظفت، طهرت'' أكثر كلما كان الدم على الأرض أقل، ولفت إلى أن المدرعات التي سحقت حماة قبل 30 عامل بقيادة رفعت الأسد عم الرئيس بشار وأخيه ماهر الأسد الذي أُفيد أن الفرقة الرابعة التي يقودها في طريقها لاقتحام حي بابا عمرو.

وتحدث فيسك في مقاله عن القصف التي تعرضت له حمص بالدبابات، وفقا لما قاله له حمصيون عبر الهاتف، تبعه تقدم قوات المشاة، مشيرا إلى أن ''شهر الحسم'' قد بدأ. وقال ''إن كل شهر في سوريا يكون شهر الحسم''، مذكرا بماقاله رجال صدام حسين في سبتمبر 1980، حين تحدثوا عن ''شهر الحسم'' خلال غزو إيران تلك الحرب التي استمرت ثماني سنوات وأودت بحياة 1.5 مليون شخص.

وقال فيسك سوف نرى ما أي شيء صنعت طائرات الأسد، وهل سينشق المشاة عندما تهاجم حمص؟، موضحا أن هناك قلق حقيقي حيال هذا الأمر، كما تسأل عما إذا كان الجيش السوري الحر سيحارب حتى الموت أم سيفر ليحارب في يوم آخر؟.. وماذا عن خسائر المدنيين في بابا عمرو؟!''.

وتنبأ فيسك بأنه لو فاز رجال الأسد، فربما نسمع عن عدد القتلى، من ''العدو'' السني، والعلويين والمسيحيين، إنما سيقول الأسد أنه هزم ''الإرهابيين''، وهو نفس ما قاله رفعت الأسد في حماة (1982)، وأيضا ما استخدمه الفلسطينيين آلاف المرات مع الفلسطينيين، وقاله الروس عن الألمان وما قاله يورجين شتروب (القائد النازي والمسؤول بوحدة ''إس إس'') عن اليهود.

واقتبس فيسك في النهاية عبارة شهيرة وليم شكسبير في رائعته ''ماكبث''، ''واحسرتاه، كل العطور العربية لن تجمل هذه الأيادي الصغيرة''، في إشارة إلى أن تلك الأيادي التي لطختها دماء الأبرياء لن تبرأ أبدا..

اقرأ أيضا:

روبرت فيسك لمصراوي: مبارك رحل وبقى نظامه

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان