فورين بوليسي تكشف دور الإمارات في استهداف "الصماد" باليمن
كتب - عبدالعظيم قنديل:
كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن السلاح الجديد الذي استخدمته دولة الإمارات العربية المتحدة في اغتيال القيادي الحوثي صالح الصماد بمدينة الحديدة يوم الخميس 19 ابريل الماضي، حيث تمكن صاروخ جو أرض من طراز "Blue Arrow 7" موجه بالليزر من طائرة مسيرة (صناعة صينية) من تنفيذ المهمة بنجاح لافت.
وقالت المجلة الأمريكية إن الإمارات نجحت في اغتيال القيادي الحوثي صالح الصماد عبر غارة بطائرة بدون طيار، مؤكدة أن العملية تسلط الضوء على التطور العسكري المتزايد لدولة الإمارات منذ عام 2016، حيث تحاول الأمة الخليجية ترسيخ نفسها كشريك رئيسي للغرب في مكافحة الإرهاب بالمنطقة وفي نفس الوقت دعم قدراتها العسكرية من خلال صفقات أسلحة مع بكين.
وكانت وسائل إعلام يمنية نقلت عن مصادر في ميليشيا الحوثي تأكيدها مسؤولية الاستخبارات الأمريكية عن مقتل صالح الصماد، معتبرة أن "الطائرة التي استهدفته، لا تملك تقنيتها قوات التحالف، وأن مقاطع الفيديو التي نشرها التحالف "أظهرت بوضوح ودقة استهداف السيارة الأولى واستهداف سيارة المرافقين".
وأعلن الحوثيون، مساء الإثنين الماضي، مقتل الصماد في غارة نفذها التحالف العربي بمحافظة الحُديدة (غرب)، في 19 أبريل الجاري، قبل أن تنقل قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، الاتهامات الجديدة على لسان القيادي العسكري الحوثي اللواء الركن إبراهيم الشامي.
ومنذ 26 مارس 2015، ينفذ التحالف العربي، بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية الشرعية، في مواجهة المسلحين الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني.
كما أوضح التقرير أن الإمارات استثمرت أموال طائلة في دعم القوات التي تدعمها قوات التحالف في اليمن، وبالتالي ساهمت أبوظبي في بناء وحدات أمنية مختلفة، ينظر إليها على أنها قوات بالوكالة من قبل الأمم المتحدة، لمحاربة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على الساحل الجنوبي.
ويضيف التقرير، كرست الإمارات جهودها لدعم طارق صالح، ابن أخ الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي يقود هجوماً لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من الحوثيين.
كما نقلت المجلة الأمريكية عن المحلل السياسي اليمني فارع المسلمي، الباحث في مركز شاتام هاوس: "إنهم يعملون بجد بشكل لا يصدق لكي يحصلوا على دور فاعل في المنطقة، سياسياً وعسكرياً". "لم يعدوا يريدون البقاء على الهامش. اليمن واحدة من المعارك التي يعتقدون أنها يمكن أن تحسن كل من مؤهلاتهم وقدراتهم".
وعلى الرغم من أن ادعاء السعوديين بأن قواتهم لها الفضل في القضاء على القيادي الحوثي، إلا أن المعلومات الاستخباراتية عن الهجوم تم توجيهها من خلال موظفي طارق صالح إلى الإمارات، والتي نفذت العملية أيضًا، لكن الحكومة الإمارتية لم تستجب إلى طلبات "فورين بوليسي" للتعليق على التقرير.
وبحسب التقرير، قائد كبير في قوات التحالف البرية التي تتقدم من ميناء المخا: ما زلنا نحافظ على صلات مع بعض الحوثيين، ففي بعض الأحيان، تتواءم أجنداتنا على الأرض".
واضاف: "كنا نراقب عن كثب تحركات الصماد".
ووفقًا لفورين بوليسي، لم يكن مقتل الصماد حادثة منعزلة، وقد تم تصفية عدد من الشخصيات الرئيسية في الميلشيات الحوثية، الذين يشتركون في علاقات وثيقة مع الرئيس السابق صالح، على شاكلة منصور السعيدي، قائد قوات البحرية الحوثية. وصلاح الشرقي، نائبه؛ ناصر القبارى، القائد العام لقوات الحوثي. كما قُتل فارس مانا، وهو تاجر سلاح سيئ السمعة والحاكم السابق لصعدة، في غارات جوية على مدار الأسبوع الماضي.
ومن المرجح أن يؤدي موت الصماد إلى تفاقم الانقسامات القائمة داخل الحركة الحوثية، التي كان قد لعبها دوراً مهماً في تماسكها. وكان أعضاء كبار في الحركة يقولون إن الوقت قد حان للتفاوض وتأمين صفقة مناسبة، وفق التقرير الذي أوضح أن الصماد كان ينظر إليه كمفاوض موثوق به بسبب صلاته القوية مع عائلة صالح. في المقابل، اعتقد معظم قادة الحركة أن هزيمة الرئيس السابق أثبتت جدوى اتباع نهج أكثر عدوانية.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الإمارات اقتنت مؤخرا الطائرة المسيرة الصينية "لونج الثاني"، وهي مركبة جوية غير مأهولة بالسلاح تعادل MQ-9 American Reaper، حيث تم استهداف القيادي الحوثي بصاروخ بلو أرو 7 صيني الصنع.
ويقول جاستين برونك، وهو زميل باحث متخصص في القوة الجوية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "لقد كانت الإمارات مائلة إلى الأمام في نشر الطائرات بدون طيار". "رأينا أنهم على استعداد لاستخدامهم في مناطق حساسة سياسياً، مثل ليبيا، حيث قاموا بعدد كبير من الغارات".
وألمحت المجلة الأمريكية إلى أن مقتل الصماد يعد حلقة في سلسلة أوسع لدولة الإمارات العربية المتحدة بهدف توسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، مع العديد من القواعد العسكرية على طول الساحل الجنوبي لليمن، إريتريا؛ وخطط للتعاون الدفاعي مع الصومال. كما تقوم الإمارات العربية المتحدة ببناء علاقات مع السودان والسنغال، وكلاهما أرسل قوات إلى الخطوط الأمامية لليمن.
ويؤكد أحد ضباط الاستخبارات حلف شمال الأطلسي لـ"فورين بوليسي" أن الإمارات تنفق الكثير من الأموال لتطوير قدراتها العسكرية، مشيرًا إلى أن واشنطن منحت السعودية والإمارات "تفويضا مطلقا للتوسع".
فيديو قد يعجبك: