لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: مخاوف من تدهور الأوضاع في ليبيا بسبب حالة "حفتر" الصحية

09:09 م الجمعة 20 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الثلاثاء، الضوء على مرض قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، والذي يقبع منذ أسابيع في مستشفى بباريس لتلقي العلاج.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن التكهنات حول مصير المشير حفتر قد خلقت فراغًا في السلطة بشرق ليبيا، مما أثار مخاوف من وجود خلافات متلاحقة عنيفة يمكن أن تجر البلاد إلى الاضطراب مرة أخرى.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن الحالة الصحية لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر تحسنت، وسط تضارب الأنباء عن وضع القائد العسكري البالغ من العمر 75 عاما.

ونقلت "إذاعة فرنسا الدولية" الحكومية عن لودريان قوله، في إفادة له أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) أمس، إن أبرز القادة العسكريين في شرق ليبيا يتلقى العلاج في أحد المستشفيات العسكرية بضواحي باريس، ووضعه الصحي تحسن.

المشير خليفة حفتر، هو الشخصية المهيمنة في شرق ليبيا حيث يقود القوات المتحالفة مع حكومة طبرق والتي تسيطر على معظم المنطقة الغنية بالنفط.

وأوضح التقرير أن الإعلان عن نقل حفتر جوًا من الأردن إلى فرنسا خلق موجة من الشائعات حول وفات المشير خليفة حفتر، الذي يبلغ من العمر 75 عامًا، حيث تمكن الجيش الوطني من السيطرة على ﻣﻌﻈﻢ ﺷﺮق ﻟﻴﺒﻴﺎ تحت قيادته.

كما لفتت الصحيفة الأمريكية إلى نجاة رئيس أركان الجيش الليبي والحاكم العسكري للمنطقة الشرقية عبد الرزاق الناظوري من محاولة اغتيال الأربعاء الماضي، مؤكدة أن الحادث يعطي مؤشر هام حول تصاعد وتيرة العنف جراء غموض مصير حفتر.

ووفق التقرير، قال طارق مجريسي، المحلل الليبي بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "هناك إشارات واضحة على أن مسابقة القيادة قد بدأت". "لقد انتقلت المحادثة من ما إذا كان حفتر ميتًا أو حيًا، وما إذا كان سيتمكن من العودة إلى الدور نفسه الذي كان عليه من قبل. يعتقد معظم الناس أنه لن يفعل ذلك".

واستكمل: "لقد تدمرت صورته القوية، الآن هو الرجل المريض في ليبيا".

وتعاني ليبيا من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي، حيث انتشرت الجماعات المتطرفة المدججة بالأسلحة في عدة مواقع في عموم البلاد، لكن أخطرها، كان في درنة، وتحاول العديد من القوى الدولية والإقليمية التوفيق بين أكبر شخصيتين حالياً في البلاد، وهما المشير خليفة حفتر، قائد الجيش، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، المدعوم من الأمم المتحدة.

ويضيف التقرير، أن الغموض الذي يكتنف صحة الجنرال الليبي يعد ضربة قاصمة لسلطة الشخصية الأكثر سيطرة في شرق ليبيا، والذي ساهم في تحول بلاده إلى الاستقرار بعد الفوضى التي شهدتها بعد مقتل العقيد معمر القذافي في عام 2011.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المشير حفتر قاد جهودًا فاشلة مدعومة من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي إي إيه" للإطاحة بالعقيد القذافي في أواخر الثمانينات، ومن ثم بزغ نجمه بعد سيطرته على مدينة بنغازي في عام 2014 بمساعدة تحالف من الميليشيات القبلية والفصائل الدينية.

وأضاف التقرير أن حفتر قام بإعداد ولدين في السنوات الأخيرة ، لترقيتهما إلى مناصب قيادية في الجيش الوطني الليبي. لكن الأبناء خالد وصدام لم يروا سوى القليل من القتال على الخطوط الأمامية، ويقول خبراء إنه من غير الواضح ما إذا كانوا يتمتعون بسلطة تولي السلطة، مما يضع الشخصية المرشحة لخليفته معضلة لمؤيدي "حفتر".

ووفقًا لـ"نيويورك تايمز"، على الرغم من أن المشير حفتر يصنف أنصاره كقوة عسكرية تمهد لتأسيس الجيش المنضبط الوحيد في ليبيا، إلا أن جيشه الوطني الليبي في الواقع هو ائتلاف فضفاض من الميليشيات برئاسة قادة ذوي إرادة قوية، ولكن الآن، في كل يوم يتغيب فيه عن بنغازي، تكبر التكهنات بأن ائتلافه يمكن أن يتصدع بينما يتحول القادة المتنافسون إلى بعضهم البعض.

وتؤكد الصحيفة الأمريكية، أن العديد من القوى الدولية ستتأثر بالأوضاع في ليبيا، فقد راهنت مصر على حفتر لحماية حدودها الغربية الطويلة ومنع تسلل المتطرفين الإسلاميين، كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بحراسة طائرات حربية وطائرات بدون طيار في عدة قواعد جوية في شرق ليبيا لدعم قوات الجيش الوطني الليبي، فيما أرسلت فرنسا قوات شبه عسكرية لمساعدته على هزيمة الإسلاميين في بنغازي، حيث قتل ثلاثة ضباط فرنسيين في تحطم مروحية في عام 2016.

وبحسب التقرير، نأت الدبلوماسية الأمريكية بنفسها عن التواصل مع المشير خليفة حفتر، حيث اعتبروه عائقًا للمحادثات السياسية، على الرغم من تجديد وكالة الاستخبارات "سي أي أيه" علاقتها مع "حفتر، في الوقت الذي وصلت عدد من القوات الخاصة الأمريكية إلى قاعدة جوية خارج مدينة بنغازي.

وألمح التقرير إلى أن الحالة الصحية للمشير حفتر من شأنها أن تلقي بظلالها على النفط والجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام سياسي، غير أن رفض مساعديه الإفراج عن صورة أو مقطع فيديو لدعم ادعاءاتهم بأنه لا يذكي إلا صوابه على صحته.

ويبدو أن الحكومة الفرنسية مصممة على قول أقل قدر ممكن عن الحالة الصحية لحفتر، وسيؤكد المسؤولون الفرنسيون فقط أن الجنرال حفتر كان يتم رعايته في مستشفى في منطقة باريس لكنه لم يقدم أي معلومات عن حالته.

فيديو قد يعجبك: