لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجارديان: روسيا وبريطانيا بحاجة لبعضهما وسيضطران للحوار

12:24 ص الأربعاء 18 أبريل 2018

لندن - (أ ش أ)

أكد المدير العام لمجلس الشؤون الخارجية الروسي أندريه كورتونوف ونائب المدير العام للمعهد الملكي للخدمات المتحدة مالكولم تشالمرز أن تسميم سيرجي ويوليا سكريبال باستخدام غاز الأعصاب، يعد ضربة قوية للعلاقات الروسية مع بريطانيا وأوروبا وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وأوضح الكاتبان -في مقال للرأي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكتروني- أن حملة الضربات الجوية التي وجهت ضد سوريا مطلع الأسبوع الماضي، زادت من حدة المواجهة بين روسيا والأطراف الأخرى، وقد تزداد الأمور سوءا .. فمع المزيد من العقوبات التي تناقش في الفترة الراهنة فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يتحدث عن أن الحرب الباردة "تعود وبقوة".

غير أن الكاتبين قالا إن الوضع اليوم مختلف تماما وفي بعض الأحيان يكون أكثر خطورة، فبعد أزمة صواريخ كوبا عام 1962 تعرفت جميع الأطراف وتقبلت إلى حد كبير الخطوط الحمراء للأطراف الآخرى، وهو ما يختلف عن الوضع في الوقت الحالي.. فعقليات الحرب الباردة وعادات المواجهة عادت بدون قواعد واضحة، حيث قدمت القدرات الإلكترونية الجديدة وأسلحة الفضاء الحديثة وأنظمة الضرب التقليدية السريعة فرصا غير مسبوقة للتصرفات العدوانية التي لا تخضع لأي قواعد، كما أن الاتفاقيات الدولية التي تم الاتفاق عليها بعناية في أوقات أفضل -مثل اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية- حاليا تحت التهديد.

وأشار الكاتبان إلى أن العزلة المتبادلة ليست خيارا متوفرا إذ أن روسيا وبريطانيا ببساطة تعتمدان كثيرا على بعضهما البعض في المجالات الاقتصادية والأمنية.. روسيا تحتاج إلى دخول الأسواق الأجنبية لتسويق صادراتها وتوفير احتياجاتها التقنية لدعم تنمية اقتصادها المستقبلي، وعلى الجانب الآخر استفادت بريطانيا من الاستثمارات الروسية وإسهامات سكانها من الأصول الروسية في المجتمع البريطاني، كما حارب الروس والبريطانيون جنبا إلى جنب في الحربين العالميتين خلال القرن الماضي.. وأضاف الكاتبان أنه حتى في حالة تصدع تلك الروابط حاليا ونسيان تاريخ الأخوة بين البلدين فإن واقع العصر النووي يؤكد أنه لن تكون أي من بريطانيا أو روسيا في أمان إلا عندما تأمن كلتا البلدين معا.

ويذكر أنه خلال العامين الماضيين كان مجلس الشؤون الخارجية الروسي والمعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة ينظمان حوارا للخبراء غير الحكوميين حول القضايا الأمنية لمناقشة سبل إدارة العلاقات البريطانية-الروسية بشكل أفضل، ولكن الحقائق الجديدة التي أوجدتها قضية سكريبال جعلت بعض توصيات المجلس والمعهد مستحيلة التنفيذ بشكل فوري.

وكذلك أكد الكاتبان ضرورة الحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة في الفترة الصعبة المقبلة، فبالتأكيد ستحدث المزيد من الأزمات ولكن كل أزمة ستجلب مخاطرها الخاصة بها وربما تجلب أيضا الفرص، فالحفاظ على الطرق التي تستطيع الدول التحدث من خلالها يكون أكثر أهمية عندما تكون العلاقات بينها في أسوأ حالاتها.

وأوضح الكاتبان أن قنوات التواصل الموثوقة بين القوات المسلحة لكل من روسيا وحلف الناتو أصبحت أكثر أهمية حاليا إذ زادت مواجهاتهما ضد بعضهما، ويعد الخط الساخن بين الولايات المتحدة وروسيا في الأراضي السورية خير مثال على هذا الأمر، وسيصبح أكثر أهمية في حالة استمرار تصعيد الصراع في سوريا.

ومن الخسائر الناجمة عن سوء العلاقات بين بريطانيا وروسيا ضعف الاتفاقيات الرئيسية للتحكم في التسلح التي تم التوصل إليها في نهاية الحرب الباردة والمرتبطة بالأسلحة النووية والكيماوية.

وتظهر الأحداث الأخيرة في ساليسبيري وسوريا ضرورة توجيه الانتباه إلى استعادة مصداقية اتفاقيات الأسلحة الكيماوية.

وتطرق الكاتبان إلى أن كلا من بريطانيا وروسيا تواجهان عددا من التهديدات المشتركة مثل الإرهاب الدولي وتزايد عدم الاستقرار في أفغانستان وشبكات إجرامية قوية، وعمل تلك الدولتين معا سيخدم اهتمامهما المشترك بمكافحة تلك المشكلات وتوفير الأمن للشعبين البريطاني والروسي.

وختم الكاتبان مقالهما بأن العلاقات بين بريطانيا وروسيا تلقت ضربة قوية من الأحداث الأخيرة ولن يكون من السهل إصلاح الأضرار الناتجة عن تلك الضربة، لذلك وفي تلك الظروف بالتحديد يكون الحوار الصريح والصادق أكثر أهمية من أي وقت مضى.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان