لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مهاجر إريتري: هكذا رحّلتنا إسرائيل وعاملتنا كالكلاب

09:11 م الأربعاء 21 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

بدأت إسرائيل تطبيق سياسة جديدة لترحيل المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، وذلك عبر منحهم المال وتذكرة طائرة إلى دولة أخرى للاستقرار هناك.

وفي تقرير لوكالة أسوشيتد برس، اليوم الأربعاء، كشفت أحد هؤلاء المهاجرين أنهم يُجبرون على المغادرة وليس كما تُروّج السلطات الإسرائيلية بأن الخيار يكون خيارهم. وأضاف أن الخيار الآخر يكون السجن، وبالتالي لا يمكن رفض الأموال وتذكرة السفر إلى دولة من رواندا أو أوغندا.

وأمام أحد مكاتب الهجرة في تل أبيب، اتخذ يوهانيس تسفاجبر قراره، فهو غير قادر على العودة إلى إريتريا وطنه الأصلي حيث غادرها حفاظًا على حياته في عام 2010. كما أراد تجنب مصير الحبس بأحد السجون الصحراوية في إسرائيل.

وبحسب حديثه لأسوشيتد برس، واجه مصيره في نهاية نوفمبر الماضي، وقرر صاحب التسعة والعشرين عامًا أن يقبل العرض الإسرائيلي وحصل على 3500 دولار وتذكرة ذهاب فقط إلى أوغندا.

بعد أسبوعين كان الشاب على متن طائرة متجهة إلى أوغندا ومعه خمسة مهاجرين من إريتريا لا يعرفهم. وصرح لأسوشيتد برس: "قالوا إنه إذا لم أقبل بالعرض فسوف يُزج بي في السجن. الأمر إجبار. يقولون إنه رحيل طوعي لكنه ليس كذلك. يجبرونك على ترحيل نفسك".

وتسلط هذه الحالة الضوء على ما يعانيه عشرات الآلاف من الأفارقة في إسرائيل الذين يواجهون السجن في حال عدم قبولهم بعرض السلطات، وأيضًا لا يتم إعطاؤهم ضمانات بأمن أو إعادة توطين في دولة بعينها.

تنفي أوغندا ورواندا بشكل مستمر أنهما وجهتا هؤلاء المغادرين من إسرائيل، ونفيتا توقيع أي اتفاق مع تل أبيب حول هذا الشأن.

بينما قال يوهانيس تسفاجبر للوكالة الأمريكية، إن مجموعته من الإريتريين لم يتم تسجيلهم بشكل رسمي في مكتب الهجرة بأوغندا. قبل أن يتم نقلهم في سيارة أجرة وبرفقتهم شخص يتحدث لغة دارجة في إريتريا -اعتقدوا أنه مترجم- ووصلوا إلى فندق بالعاصمة كمبالا. ثم صادر هذا الشخص جوازات السفر الخاصة بهم، وبعد ساعات، تم طرد الإريتريين "غير المسجلين" من الفندق.

رفض الأشخاص الخمسة الآخرون المرافقون ليوهانيس في رحلتهم على طائرة مصر للطيران في 16 نوفمبر الماضي إلى أوغندا، الحديث بسبب مخاوف أمنية. لكن الشاب يوهانيس على الرغم من قلقه، قال إنه أراد الحديث لأنه واجه معاملة قاسية خلال محاولات إسرائيل إبعاده عن الدولة "التي تربى على حبها". وتابع للوكالة: "لغتي العبرية أفضل بأربع مراحل من الإنجليزية".

خاض يوهانيس رحلة الهجرة غير الشرعية من إريتريا إلى إسرائيل ووقع ضحية لاستغلال مهربي البشر، ولكنه نجح ووصل إلى تل أبيب. لكن مع القبض على اثنين من زملائه في السكن لأن إقامتهم قد انتهت داخل الدولة العبرية، علم أن أيامه باتت معدودة وفكر في مغادرة إسرائيل.

وقال لأسوشيتد برس حول طريقة اصطحاب المهاجرين نحو مركز الاحتجاز: "يصطحبونك مثل الكلب. مثل الحمار. يفعلون ما يحلو لهم. لا يلتزمون بأي قانون بخصوصنا.. أعلم أنه بمجرد وصولي إلى هناك فلن أكون بشرًا مرة أخرى".

وبدأت إسرائيل بداية من هذا الشهر تحذير نحو 40 ألف مهاجر إفريقي بأنهم يمكنهم البقاء حتى الأول من إبريل فقط. أغلب هؤلاء المهاجرين من إريتريا والسودان.

وتسبب خطة الترحيل التي تبنتها إسرائيل في غضب واسع، حيث يمكن أن تؤثر على صورة إسرائيل كملجأ لليهود المهاجرين.

وبعد ترحيله من إسرائيل إلى أوغندا، يوهانيس المهاجر الإريتري بلا وظيفة ولا جواز سفر ويعتمد على مدخراته لتوفير النفقات. وقال إنه يشعر بأنه سجين ويتمنى الهجرة إلى أوروبا. ومن أجل الاسترخاء ونسيان المأساة ولو لفترة قليلة، يقول إنه يلعب كرة القدم مع رفاق إريتريين يشاركهم نفس المستقبل المجهول. واختتم حديثه بالقول: "أريد حياة جديدة".

فيديو قد يعجبك: