بوليتيكو: ماذا يحدث لضيوف الرئيس الأمريكي في خطاب "حالة الاتحاد"؟
كتب - هشام عبد الخالق:
"يستقبلون مكالمة هاتفية غير متوقعة من البيت الأبيض، يُنقلون إلى العاصمة واشنطن، ويطوفون بها في وفدٍ رئاسي، ثم يجلسون في شرفة مع كبار الشخصيات والسيدة الأولى للولايات المتحدة".. هذا هو ما يحدث عندما يستضيفك الرئيس الأمريكي في خطاب "حالة الاتحاد" خاصته.
بهذه البداية، نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية تقريرًا سلطت فيه الضوء على ضيوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذين يحضرون خطاب "حالة الاتحاد" المقرر أن يلقيه ترامب اليوم أمام الكونجرس.
وقالت المجلة، يحصل كل شخص على فرصته عندما يقدمه الرئيس أمام عشرات الملايين من الأشخاص الذين يتابعون الخطاب على شاشات التلفاز، سواء كانت هذه الشخصيات ضباط شرطة، مدرسون، أرامل فقدن أزاوجهن في الحروب، وتكون كل هذه الشخصيات غير معروفة حتى يقدمهم الرئيس كتجسيد لأولوياته أو استغلالًا للصفات الإنسانية في السياسة، في واحدٍ من أشهر الأحداث السنوية بواشنطن.
ويعود هذا التقليد إلى الرئيس الأسبق رونالد ريجان، الذي كرّم روح "البطولة الأمريكية" في ليني سكوتنيك في خطابه عام 1982، وسكوتنيك هو موظف في مكتب الميزانية بالكونجرس، وقفز إلى المياه الجليدية في بوتوماك، للمساعدة في إنقاذ ركاب طائرة تحطمت.
تم تكريم ما يقرب من 100 شخص في ربع القرن الماضي بشكل علنيّ من قبل الرؤساء الأمريكيين خلال "حالة الاتحاد"، ولا يتم ذكرهم جميعًا في الخطاب، ولكن يُذكر بعضهم فيما يصبح أكثر اللحظات العاطفية في الليلة بأكملها.
وتساءل مُعد التقرير، بليك باتيرسون، ولكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ عندما يخرج أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وكذلك المحكمة العليا من القاعة، وعندما يُلقي الجميع بدلوهم ويغادر ضيوف الشرفة عائدين إلى حياتهم الطبيعية، فالتجارب التي تلي لحظات الشهرة تلك تتنوع بشكل كبير.
وقال باتيرسون، تابع بعض النجوم مسيرتهم اللامعة، مستخدمين الدعم والحماس الذين حصلوا عليه من الظهور علنًا في تأمين التغير الساسي والحصول على الإشادة المحلية، فيما عاد آخرون إلى غموضهم وأكملوا حيواتهم بهدوء، وعادت الأغلبية إلى الأعمال التي كانوا يؤدونها متمسكين ببعض اللحظات الساحرة من تلك الليلة التي وصفها الكثيرون بـ"السيريالية".
وأضاف التقرير، كان هناك بعض الأشخاص الذين استغلوا ما أنجزوه بحضور خطاب "حالة الاتحاد"، ففي 2011 كرم الرئيس السابق باراك أوباما، روبرت وجاري آلين، مالكي شركة "روكستر هيلز" في ولاية ميتشجين، لكونها شركة ناشئة ودليل على استخدام الطاقة المتجددة، مانحًا إياهما 500 ألف دولار من حزمة التحفيز الخاصة به، واستطاع الأخوين آلين صنع سقف لوح خشبي مجهز بالألواح الشمسية.
وتابع التقرير، بينما استمر بعض الأشخاص فيما يقومون به قبل أن يحصلوا على تلك الشهرة، ومن بينهم ريتشارد كافولي، الذي تلقى دعوة لحضور خطاب "حالة الاتحاد" عام 1986، وكان طالبًا جامعيًا يبلغ من العمر وقتها 21 عامًا، وكانت الدعوة بسبب تصميمه تجربة لصالح مركبة الفضاء شاتلر، وحاول فيها تكوين بللورات من الكريستال في ظروف منعدمة الجاذبية، وانتظر كافولي في مبنى مكتب إيزنهاور التنفيذي للقاء الرئيس ريجان، وفي ذلك الوقت انفجرت مركبة الفضاء شاتلر على التلفاز مباشرة.
ويتذكر كافولي تلك الأحداث الآن ويقول: "أصاب الشلل جميع الأشخاص في ذلك الوقت"، وأجّل الرئيس الخطاب لمدة أسبوع احترامًا للكارثة، وقال ريجان لكافولي في خطابه: "نعلم جميعًا أن التجربة التي بدأتها في الثانوية انطلقت وانفجرت الأسبوع الماضي ولكن لا يزال حلمك حيًا".
بعد ذلك استطاع كافولي في تطبيق تجربته على مهمة فضائية لاحقة، مركبة الفضاء "ديسكفري"، وحاول بعض الناس إقناعه بالترشح لأحد المناصب السياسية هنا أو هناك بعد أن ذكره ريجان في خطابه والشهرة التي حاز عليها، ولكنه كان ملتزمًا بكلية الطب، والآن يعمل كافولي طبيبًا للأشعة في ألباني بولاية نيويورك.
ويتابع التقرير، بعض الأشخاص تبدّل شغفهم تمامًا ووجدوا شغفًا آخر، فقد دعا الرئيس بيل كلينتون، كريس جيتسلا، لخطاب "حالة الأمة" عام 1997، ليمثل تلاميذ الصف الثامن في شمال ولاية إلينوي، والتي حلّت في المركز الأول في العلوم، والمركز الثاني في الرياضيات في تقييم على مستوى الولايات المتحدة.
وقال كلينتون في ذلك الوقت: "هذا دليل على أننا عندما نتحدى تلاميذنا، سوف يصبحون الأفضل على مستوى العالم"، وأصبح جيتسلا الذي كان شغوفًا بالرياضيات في ذلك الوقت، أصبح ينتج عرضًا مسرحيًا لإحياء ذكرى فريق "البيتلز" - إحدى فرق الروك الشهيرة - في شيكاغو.
ويختتم الكاتب تقريره بالقول: "أكد عدد من ضيوف خطاب حالة الاتحاد أنه مهما كان الاهتمام موجزًا فأنه ساعد في دعم القضايا التي يتبنونها".
فيديو قد يعجبك: