لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التايم: "ثورة جياع".. الفنزويليون يقتلون بعضهم من أجل الطعام

08:13 م الثلاثاء 30 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشرت مجلة "التايم" الأمريكية، تقريرًا حول المجاعة الأخيرة التي تشهدها فنزويلا على خلفية الأزمة السياسية الأخيرة.

وتروي المجلة - في تقرير مشترك لكلًا من وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، ومراسليها سكوت سميث وفابيولا سانشيز - قصة أحد سائقي سيارات الأجرة ويُدعى كارلوس ديل بينو، الذي استطاع بفضل سيارته أن يحظى بمقعدٍ في الصفوف الأمامية، ليرى موجة النهب الأخيرة التي طالت المتاجر الفنزويلية، لسرقة طعام الغذاء.

20160620-VENEZUELA-slide-6HQ7-videoSixteenByNineJumbo1600-v2

ويقول ديل بينو، إنه أثناء عمله كسائق سيارة أجرة، وفي بعض الأحيان ينقل الطعام، وذات مرة بعد أن ابتعد قليلًا عن بويرتو كابيللو، أكبر ميناء في البلاد، رأى 20 شخصًا يحاولون الاستيلاء على شاحنة طعام تحت تهديد السلاح.

ويصف ديل بينو الوضع قائلًا: "يدفعك هذا للجنون ويملؤك بالخوف".

وتابع، "عملت في نقل الزبائن والبضائع لمدة 14 عامًا، وكنت أكسب ما يكفي زوجتي وابنتيّ - ما يوازي 100 دولار -، وعلى الرغم من ذلك يتعاطف مع مواطنيه الفقراء، الذين أصبحوا بائسين بعد نقص الطعام الذي تواجهه الدولة وكذلك نسبة التضخم العالية.

وقال ديل بينو: "أصبح على المواطنين أن ينهبوا عربات وحافلات الطعام لكي يحصلوا على ما يكفيهم من الغذاء".

20180127_venz2

وتشرح المجلة، انتشرت عمليات النهب المتفرقة والمظاهرات التي يقودها الفقراء من الجوع في أنحاء فنزويلا، وهي الدولة التي اعتادت على المظاهرات، ولكن تلك التي اندلعت في الفترة الأخيرة تختلف عن مثيلتها التي أطلقتها الطبقة المتوسطة العام الماضي، وغلب عليها الطابع السياسي، وطالب المشتركون فيها بخلع الرئيس نيكولاس مادورو.

وقال ديفيد سميلد، أحد العاملين في مكتب واشنطن ومتخصص في أمريكا اللاتينية، وقضى عقودًا يدرس الأوضاع في فنزويلا: "المظاهرات المندلعة حاليًا يقوم بها أفراد من طبقات اجتماعية أقل بكثير من سابقتها، فهم - ببساطة - لا يستطيعون الحصول على قوت يومهم وما يكفيهم من الغذاء، وهم يريدون الراحة، وليس بالضرورة أن يكون ذلك عن طريق خلع مادورو".

وتقول المجلة، كانت فنزويلا واحدة من أغنى الدول في أمريكا اللاتينية، فهي لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم، ولكن بعد عشرين عامًا من الحكم الاشتراكي والإدارة غير الناجحة للدولة التي تعتمد على البترول، فقد ضربتها أكبر أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث.

وقد بدأت الأزمة في نقص الغذاء في الأماكن الفقيرة من الدولة بحلول الكريسماس، عندما وعد مادورو أن العطلات ستشهد توزيع لحوم الخنزير من قِبل الحكومة على مؤيديه.

BN-KA013_venloo_M_20150825170528

ولكن لم يصل الكثير من تلك اللحوم إلى مستحقيها، مما دفع بعض المتظاهرين إلى حرق القمامة وسرق المتاجر في المناطق الفقيرة، وأطلقت المعارضة على تلك الحركة "ثورة لحم الخنزير"، وفي محاولة منه لاحتواء الوضع، أمر مادورو مئات المتاجر في الدولة بتخفيض أسعارها إلى مثيلتها من الشهر السابق، بعد أن كانت تضاعفت أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.

وفي تكرار لما تفعله أغلب الدول، ألقت الحكومة الفنزويلية باللوم في نقص لحوم الخنازير على التدخل الخارجي من قبل منتقديها، وفي هذه الحالة البرتغال، والتي قالت فنزويلا عنها إنها تأخذ أوامرها من الولايات المتحدة.

وقال زعيم الحزب الاشتراكي ديوسدادو كابيلو، على التلفزيون الحكومي التابع للدولة: "لماذا لم تصل لحوم الخنزير بعد؟ بسبب الحصار المفروض علينا"، وألقى في ذلك باللوم على "المجانين"، ولكنه لم يوفر دليلًا على هذا.

وتابعت المجلة، هدأت الاضطرابات إلى حدٍ ما، ولكن يخشى الفنزويليون أن يكون هذا هدوء مؤقت بسبب خروج عجلة الاقتصاد عن مسارها، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن التضخم سيصل إلى خمسة أرقام هذا العام، بينما سيتضاءل الاقتصاد بنسبة 15% في العام الخامس على التوالي من الركود.

وتقول الشركات الكبرى القادرة على الاستيراد والتصدير، إنها تخشى أن تستورد بضائع أكثر في الفترة المقبلة، لتواجه بعد ذلك أمرًا من الحكومة بأن تخفض من ثمن تلك البضائع، وفي الوقت الذي تزدهر فيه العملة في السوق السوداء، أصبح معدل الأجور الشهري في الوقت الحالي ما يوازي 3 دولار فقط.

وزادت العقوبات الأمريكية التي فرضتها إدارة ترامب في أغسطس الماضي، من معاناة فنزويلا، لتضيق الخناق على الدولة وتبعد شركات البترول عن الاستثمار فيها.

ويأتي هذا في الوقت الذي تنتشر فيه المجاعة في الدولة، فمؤخرًا قام مجموعة من الأشخاص بسرقة أحد المتاجر في مدينة باركيسيميتو الواقعة في غرب البلاد، وأظهرت كاميرات المراقبة دخولهم المحل كزبائن ثم قاموا بسرقته وتركوه بلا بضائع في بضع دقائق.

ونشر أحد الأشخاص مقطع فيديو على موقع "تويتر" يظهر دستة من الأشخاص يقتلون بقرة في مدينة ماردة الفنزويلية بواسطة الطوب، وقال أحد الأشخاص في الفيديو: "نحن جوعى".

BN-NX718_amcol0_P_20160508094611

ووقعت في النصف الأول من يناير، 110 حادثة نهب، وهو الرقم الذي يمثل 5 أضعاف نظيره في العام السابق، حسبما ذكر المرصد الفنزويلي للنزاع الاجتماعي، وهو منظمة غير حكومية تتقصى الاضطرابات الاجتماعية.

وأضافت المجلة، الحصول على الطعام والأموال اللازمة لشرائه أصبحا من الأمور الصعبة، خاصة في العاصمة كراكاس، وإذا حصل الأشخاص على النقود تكون الأسعار مرتفعة بشكل كبير، مع ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 2600% في 2017، حسبما تقول الجمعية العامة التي تسيطر عليها المعارضة.

ويقول مدير المرصد الفنزويلي للعنف في كراكاس روبرتو ليون: "يعد النهب جزءًا من اتجاه أوسع انتشارًا في الجرائم المتعلقة بالجوع، حيث تغوي عصابات الشوارع الأطفال من عمر 9 سنوات بالطعام، حيث كان الإغواء يتم سابقًا بإعطائهم حذاء من ماركة "Nike" أو جينز، ولكنهم يغوونهم الآن بـ "ماكدونالدز".

وتختتم المجلة تقريرها بقول ديل بينو: "عندما رأيتُ العصابة تستولي على الشاحنة أمامي، أوصدتُ أبواب سيارتي خوفًا من أن تتجه تلك العصابة "الجائعة" نحوي، حيث تكمن المشكلة هنا أن الجوع تملك من الناس لدرجة أنهم يقتلون بعضهم من أجله".

untitled-article-1465257681

فيديو قد يعجبك: