كاتب بريطاني: على الغرب استغلال الفرصة الذهبية القائمة في إيران
لندن (أ ش أ)
قال الكاتب البريطاني، روجر بويز، "إن التظاهرات التي تشهدها إيران فرصة ذهبية يجب على الغرب استغلالها لإنهاء عهد الإرهاب في الشرق الأوسط "، على حدّ وصفه.
وعاد بويز- في مقاله بصحيفة (التايمز) البريطانية اليوم الثلاثاء- بالإذهان ثمانية أعوام إلى الوراء عندما جاب طلابٌ إيرانيون الشوارع احتجاجا على سياسات نظام الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد والذي قمع هذه التظاهرات التي عُرفت بـ (الثورة الخضراء) مُصْدرًا أوامره إلى ماكينته الأمنية بسحق المتظاهرين واعتقال قادتهم.
وقال بويز إن الرئيس الإيراني حسن روحاني- الذي من المفترض أنه أكثر ليبرالية من نجاد- يواجه الآن مهمة أكثر صعوبة إزاء التظاهرات الراهنة؛ إذْ كيف يتسنى لروحاني أن يقمع احتجاجات يقودها عُمّال وليس طُلاب في غضب اجتاح البلاد مدفوعا بالإحباط على نحو اجتذب تعاطفا من أبناء الطبقة المتوسطة المطحونة والشباب العاطلين عن العمل.
ورجح الكاتب أن يتضح مسار تلك التظاهرات أكثر بعد يوم/ الجمعة/ المقبل عندما يدفع القائد الروحي لإيران علي خامنئي، السلطات إمّا إلى مزيد من الوحشية في التصدي للتظاهرات والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 20 متظاهرا حتى الآن، أو إلى قبول فكرة وجاهة غضب العمال وتفّهُم معاناتهم.
ولفت الكاتب إلى أن الهواتف الذكية الآن زادت من ديناميكية الحراك الثوري؛ فقبل 9 سنوات وإبان (الثورة الخضراء) لم يكن في إيران سوى مليون هاتف محمول مُستخدَم، أما الآن فثمة 48 مليون هاتف محمول، إضافة إلى 40 مليون مستخدِم لتطبيق (التلجرام)؛ ما ساعد على الاتصال بأطياف معارضة متنوعة وخليط من القبائل غير الراضية عن سياسات النظام.
وقال بويز إنه أيا كانت نتيجة ما يجري الآن في إيران فإن البلد التي بدت كواحة للاستقرار وسط اضطرابات الربيع العربي باتت في طريقها للانفجار، ورأى الكاتب أن هذا الوضع في إيران اليوم يُذّكره بالوضع في بولندا عام 1980 عندما نجح العمال الساخطون في اجتذاب أطياف متنوعة من المجتمع.
وأضاف: "إذا كان الغرب يرغب في التأثير على نتائج ما يجري.. إذا كان يرغب في رؤية نوع من المقاومة المدنية تتشكل في إيران، فعليه إذن أن يستغل وسائل التواصل الاجتماعي هذه للتواصل بشكل مباشر مع الشعب الإيراني وليس فقط مع هؤلاء المتواجدين في الشوارع".
وتابع الكاتب البريطاني: "علينا الآن أن نجلس سويًا مع فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونتفق على نقاط عامة من أمثال: هل من مصلحة الغرب أن تصبح إيران قائدا عسكريا في المنطقة؟، كيف نصل للمواطن الإيراني العادي ونقنعه بأن سياسات حكومته الخارجية تدمر موقف بلاده عالميا؟، كيف نخبره بأن اقتصاده يلتهمه الحرسُ الثوري؟".
واختتم بويز قائلا: "إن الإيرانيين أمام اختيار واضح، بين السلاح أو الخبز، وعلى الغرب أن يدفعهم إلى الاختيار الصحيح".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: