الفاينانشال تايمز: السجالات بين قطر والإمارات تُزيد من توترات الأزمة الخليجية
كتبت- رنا أسامة:
ربطت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية، بين اعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين مدنيتين إماراتيتين، ومزاعم قناة الجزيرة حول احتجاز الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، أحد افراد الأسرة الحاكمة في قطر، في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقالت الصحيفة، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، إن هذه التحرّكات تُزيد من حِدة التوترات التي تشوب الأزمة الخليجية منذ اندلاعها قبل 7 أشهر بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، متهمة إيّاها بدعم وتمويل الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة بشدة.
كانت قناة الجزيرة زعمت، الأحد، احتجاز الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، أحد أبرز أفراد الأسرة الحاكمة القطرية، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونشرت القناة القطرية، على حسابها الرسمي عبر تويتر، مقطعًا مُصوّرًا يظهر فيه الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني يؤكّد فيه أنه "قيد الاحتجاز" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، "بعد استضافة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد" له.
وأكّد الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، بحسب الفيديو، أن "دولة قطر بريئة من أي مكروه قد يحدث له".
وقال نصًا في الفيديو- الذي جاء في صوت ضعيف، ولم تكشف الجزيرة مكان أو توقيت تسجيل المقطع: "أنا موجود الآن ضيف عند الشيخ محمد بن زايد. ولكن الآن لست في وضع ضيافة ولكن في وضع حجز. وخايف يصير عليّ أي حاجة ويتهموها في قطر، فحبيت أبلغكم إذا صار علي أي حاجة إن قطر بريئة منها، وإن أي شيء يحدث بعد الآن يتحمل مسؤوليته الشيخ محمد.. سلامي على شعب الإمارات والسعودية وأشكرهم شكرًا جزيلًا".
فيما دحضت مصادر إماراتية، الأحد، صحة الفيديو الذي وصفته بـ"المُفبرك"، منوّهة بأن الشيخ عبدالله توجه إلى الإمارات بإرادته الكاملة، وله مطلق الحرية في مغادرتها متى شاء ذلك.
ونفى عضو إمارة أبوظبي، الدكتور علي النعيمي، رئيس دائرة التعليم والمعرفة، مزاعم قناة "الجزيرة" القطرية، وكتب في تغريدة عبر تويتر، الأحد: "أخبرني مصدر موثوق بأن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني طلب الاستجارة بالإمارات حرصًا على سلامته ونتيجة وجود روابط أسرية له بها، وتم انتقاله إليها بهدوء قبل فترة بناء على طلبه".
وأضاف: "الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني أقام خلال هذه الفترة معززًا مُكرمًا في دولة الإمارات بعيدًا عن الأضواء تلبية لرغبته ولتخوفه على سلامته".
وتابع: "الشيخ أشار مراراً إلى التهديدات الموجهة ضده من خلال رسائل مبطنة وأخرى واضحة مصدرها النظام القطري نتيجة مواجهته للنظام خلال الأزمة".
ونقلت الفاينانشال تايمز عن الباحثة الأمريكية الكريستيان أولريكسن، قولها إن السِجالات الجارية بين قطر والإمارات "تبدو وكأنها جولة جديدة من التحركات في محاولة لتحريك جمود الأزمة الخليجية".
وأعلنت الإمارات، اليوم الثلاثاء، أن الطائرات العسكرية القطرية اقتربت من الطائرتين المدنيتين لمسافة تقل عن 400 قدمًا، حسبما ذكر مدير عام هيئة الطيران المدني الإماراتي.
واكّد مدير عام الهيئة الإماراتية، أن أبوظبي لديها "أدلة وبراهين ضد قطر لتقديمها للمنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)"، وفق ما ذكرته شبكة سكاي نيوز.
وقال إن "الطائرات المدنية التي تعبر المجال الجوي القطري غير آمنة".
وذكرت الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات في وقت سابق، الاثنين، أن "مقاتلات قطرية اعترضت طائرة مدنيتين إماراتين خلال رحلتين اعتياديتين إلى المنامة أثناء تحليقهما في المسارات المعتادة".
واعتبرت الهيئة الإماراتية أن "هذا التصرف يشكل تهديدا سافرًا وخطيرًا لسلامة الطيران المدني، وخرقًا واضحًا للقوانين والاتفاقيات الدولية".
فيما نفت قطر، ما وصفته بادعاءات من الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية، وأوضحت أنها "ادعاءات عارية عن الصحة تمامًا".
وقالت المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية القطرية، لولوة راشد الخاطر، الاثنين، إن "الادعاء يأتي بعد يوم واحد من حادثة اختراق طائرة عسكرية للنقل الجوي من نوع (سي-130) تابعة للإمارات أجواء قطر.. الذي تنوي قطر اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بشأنه".
وتابعت "يبدو أن هيئة الطيران بالإمارات تحاول من خلال نشرها ادعاءات كاذبة استباق الأحداث والتغطية على خبر اختراق الطائرة العسكرية الإماراتية الأجواء القطرية".
وأضافت المتحدثة أنه "يبدو من ناحية ثانية أن الإمارات تحاول لفت الأنظار بعيدا عن حوادث أخرى سببت لها أزمات إعلامية في اليومين الماضيين وتحاول التغطية عليها عن طريق خلق الفقاعات الإعلامية غير المؤسسة على وقائع حقيقية".
وأكدت أن قطر تؤكد التزام قواتها الجوية الأميرية بأعلى معايير السلامة الجوية وحرصها على سلامة المدنيين.
فيديو قد يعجبك: