لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: بعد الاستفتاء.. هل هناك فرصة لدولة كردية؟

08:07 م السبت 30 سبتمبر 2017

هل هناك فرصة لدولة كردية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

صوّت إقليم كردستان الإثنين الماضي على استفتاء بموجبه ينفصل عن الدولة العراقية، وجاءت نسبة التصويت بالموافقة على الانفصال كبيرة حيث قاربت 93%. ولكن الخطة التي أقدم عليها قيادات الإقليم وعلى رأسهم مسعود بارزاني تسببت في اعتراض كل دول المنطقة تقريبًا، وبدأت بغداد وأنقرة وطهران في اتخاذ ردود فعل أبرزها إعلان منع الرحلات الجوية الدولية من وإلى مطارات إربيل والسليمانية في كردستان بشمالي العراق.

وفي تحليل لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نُشر اليوم السبت، بات السؤال المطروح حاليًا هو هل يمكن للإقليم المحاط بجيران معادين لانفصاله أن يصبح دولة مستقلة، حتى بعد هذا الاستفتاء. وحذر أحد المحللين من أن الدولة الكردية حال إعلانها ربنا تصبح في هذا الوضح "فقيرة" و"فاشلة".

وأضافت الصحيفة أنه وسط اقتصاد متعثر وتراجع المؤسسات الديمقراطية، فإن إمكانية إقامة دولية كردية هي احتمال ضعيف. وأشار التحليل إلى أن الإقليم يعتمد بشكل كبير على العائدات النفطية والدعم الأمريكي، لكن تركيا هددت بإيقاف خطوط النفط التي تمر من الإقليم عبر أراضيها إلى الدول الأخرى، كما أن العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والأكراد ليست في أفضل حالتها بعدما رفضوا المطالب الأمريكية بإيقاف التصويت على الاستفتاء.

اتخذ الأكراد مسارًا منفردًا وأقاموا الاستفتاء بدلًا من التفاوض ومحاولة الوصول لمصالحة، كما طلبت دول كثيرة على رأسهم أمريكا. وفي الوقت الذي يرضي فيه الاستفتاء المشاعر الكردية، تطلعاتهم نحو الدولة المستقلة ربما تواجه تراجعًا.

بعد الاستفتاء طالب مسعود بارزاني بمفاوضات مع الحكومة المركزية في بغداد، لكن العراق لم يرفض فقط التفاوض بل أيضًا طلب إلغاء نتائج الاستفتاء وبدأ في التحرك نحو عزل الإقليم.

كانت أخر دولة نالت استقلالها هي جنوب السودان، وبدعم أمريكي أيضًا، في عام 2011. بدأت متعثرة لكن على الأقل حازت على اعتراف دولي ودعم أمريكي. بينما كردستان تقف وحيدة في منطقة مليئة بالأخطار. 

وقال بيتر بيتر جالبريث، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي ارتبط بعلاقة قوية مع القيادات الكردية: "هذه خطوة لا غنى عنها في الطريق نحو الاستقلال".

لكن ربما لم يُقدّر الأكراد حجم المعارضة الدولية للاستفتاء بشكل جيد. فقبل حتى التوقف عن الاحتفال بالاستفتاء، بدأت الحكومة المركزية في العراق مع الجيران في تركيا إيران بالعمل الفوري على إلغاء الاستفتاء. وتخشى طهران وأنقرة من انفصال أكراد العراق حيث سيسعى نظرائهم لديهم إلى نفس النزعات الانفصالية.

وبدأت العراق وتركيا تدريبات عسكرية مشتركة على الحدود القريبة من كردستان. وهددت أنقرة بإغلاق حدودها مع الإقليم، والذي تعتمد عليه إربيل في صادرات البضائع والأغذية القادمة عبر تركيا.

وخططت الحكومة العراقية لتنفيذ تدريبات مماثلة مع إيران على حدودهما المشتركة الأسبوع المقبل، وتهدف هذه التدريبات بحسب تصريحات للجيش الإيراني نقلتها نيويورك تايمز إلى تأمين سيطرة العراق على المنافذ الحدودية الثلاثة بالمناطق التي تسيطر عليها القوات التابعة لحكومة إقليم كردستان.

وقال رابون معروف، عضو البرلمان الكردستاني وزعيم حركة "لا للاستفتاء" إن الإقليم لا يسوده حكم القانون، مضيفًا: "تحكمنا الملكية".

ولفتت نيويورك تايمز أيضًا إلى أن حكومة الإقليم تفتقد إلى المؤسسات الديمقراطية، وإلى سيادة القانون وانتخابات حرة ونزيهة، ومنظمات مجتمع مدني ومشرعين يمتلكون القوة لتحدي القيادة التنفيذية وأقاربها.

وظل مسعود بارزاني رئيسًا للإقليم في السلطة بعد عامين من انتهاء مدته الرسمية. وكان البرلمان في كردستان متوقفًا لمدة عامين حتى الاجتماع قبل أسبوعين من أجل الإعلان عن إجراء الاستفتاء.

حكومة كردستان هي مؤسسة لعائلة بارزاني، بحسب نيويورك تايمز. فمسعود هو ابن زعيم الأكراد السابق مصطفى بارزاني. وابنه مسعود بارزاني، مسرور، يقود المجلس الأمني في حكومة والده.

كما أن نيجيرفان بارزاني ابن شقيق مسعود بارزاني هو رئيس الوزراء في الإقليم. وهوشيار زيباري عم الرئيس، ووزير الخارجية العراقي السابق، هو كبير مستشاري مسعود بارزاني حول الاستفتاء.

ويقول دينيس ناتالي، خبير الشئون الكردية في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، إن قضية الأكراد ربما ليست في تحول الإقليم إلى دولة مستقلة، بل تكمن في نوع الدولة التي يمكن أن يصبحوا عليها، مشيرًا إلى أنها ربما تكون: "فقيرة وفاشلة وغير مستقرة".

فيديو قد يعجبك: