ما جدوى أنظمة الدفاع الجوي الروسي بسوريا بعد الغارة الأمريكية؟

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قال موقع "إذاعة أوروبا الحرة" الأمريكي، فى تقرير له اليوم الجمعة، إن العديد من المواطنين الروس يتسألون حول جدوى أنظمة الدفاع الجوي التى نشرتها روسيا فى سوريا قبل ستة أشهر بعد قيام الولايات المتحدة الامريكية بإطلاق 56 صاروخًا من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية بسوريا.

وأشار الموقع إلى أن الكرملين تفاخر بنشر نظام "إس 300" للدفاع الجوي وبطاريات "إس 400"، حيث زعم مسئولي الكرملين أنها خطوة لتأمين البلاد من صواريخ كروز الأمريكية، موضحًا أن العديد من العسكريين المتقاعدين الروس وجهوا تساؤلات مباشرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، إلى الحكومة الروسية عن مدى فاعلية أنظمة الدفاع الجوي فى سوريا.

وذكر التقرير أن العديد من العسكريين الروس والغربيين أكدو أن قاعد الشعيرات السورية تقع بعيدًا عن نطاق أنظمة الدفاع الجوى السورية، فضلا عن قدرة صواريخ توماهوك التحليق بسرعة تتجاوز سرعة الصوت.

ونقلت الإذاعة عن بافل فليجنيجر، محلل عسكري مختص بالشأن الروسي، قوله أن إدعاء موسكو تأمين المجال الجوي السوري بأنظمة الدفاع الجوى الروسية يهدف إلى زيادة مبيعات السلاح التى استعرضتها موسكو فى سوريا، منوهًا إلى عدم قدرة البطاريات التى نشرتها روسيا لبعدها عن أهداف القصف الأمريكي.

وأضاف التقرير أن نظام "إس-400" يقع فى القاعدة الجوية الروسية بمطار اللاذقية والقاعدة البحرية الروسية فى ميناء طرطوس، مشيراً إلى أن قاعدة الشعيرات الجوية تقع على بعد 75 كيلومتر من مدينة طرطوس و120 كيلومترًا من مطار اللاذقية، حيث أن فاعلية نظام الدفاع الجوي الروسي تعمل فى محيط 40 كيلومترًا من موقعها.

وبحسب التقرير، قال جوستين برونك، المحلل العسكري فى معهد أبحاث خدمات المملكة المتحدة بلندن، إن رادار "إس-400" يغطى أكثر من 400 كيلومترًا على ارتفاعات عالية، مضيفًا أن انخفاض صواريخ كروز الأمريكية يعيق قدرة رادارات "إس-400" على تحديدها.

فى السياق ذاته، رجح أليكساندر جولتس، المحلل العسكري، أن تحذير المسئولين الأمريكيين للجانب الروسي أدى إلى عدم تفعيل المنظومة الروسية ومنعها من اعتراض الصواريخ الروسية بموجب اتفاق سلامة المجال الجوى بين روسيا وقوات التحالف الدولى ضد "داعش" التى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.

وكشفت الإذاعة الأمريكية عن سخرية بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" من تأمين موسكو بأنظمة الدفاع الجوي الروسية، حيث طالبوا بضرورة التحقق من فاعليتها و كفاءتها.