الفايننشال تايمز: مرشح التيار المتشدد للرئاسة الإيرانية يقدم شريط فيديو عن زوجته
(بي بي سي):
انفردت صحيفة الفايننشال تايمز بين صحف الأربعاء البريطانية بنشر تقرير موسع مبكر عن الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها الشهر المقبل، وسعي المرشح الذي يحظى بدعم التيار الديني المتشدد في إيران، رجل الدين المحافظ إبراهيم رئيسي، إلى كسب أصوات الناخبين من الاتجاهات الأخرى وتوسيع قاعدته الانتخابية.
ويقول التقرير، الذي كتبه مراسل الصحيفة في العاصمة الإيرانية، إن رئيسي، الذي تأكد ترشيح التيار المتشدد له لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة "كشف عن سلاح مفاجئ في ترسانة حملته الانتخابية : هو زوجته"، بتعبير مراسل الصحيفة.
فرئيسي، الذي ظل لوقت طويل ينصح النساء الإيرانيات بأن يقرّن في بيوتهن وينشغلن بواجباتهن العائلية كزوجات وأمهات، استخدم تكتيكا غير مسبوق من رجل دين إيراني محافظ، عندما أطلق شريط فيديو يقدم فيه زوجته، جميلة علم الهدى، الاستاذة في جامعة الشهيد بهشتي، بوصفها انموذجا للمرأة المهنية الناجحة.
ويقول رئيسي في الشريط "عندما أعود الى البيت ولا أجدها، لا ألقي بالا، وعندما لا أجد عشاء معدا لي، لا أهتم، فأنا اعتقد صادقا بأن عملها يساعدها ويساعد البلاد... وبأن لديها تأثيرا".
ويرى التقرير أن هذه الخطوة هي محاولة من رئيسي للوصول الى ناخبين خارج التيار المتشدد الذي يمثله، مع اقتراب موعد الانتخابات الشهر المقبل.
ويضيف أن بعض المراقبين رأوا في هذه الخطوة دليلا على الصعوبات التي يواجهها للتفوق على منافسة الرئيس الحالي، حسن روحاني، في التصويت الذي سيجري في 17 مايو.
"مرشح المرشد"
ويوضح التقرير أن المحللين المقربين من التيار الإصلاحي يعتقدون أن رئيسي، نائب النائب العام السابق، هو المرشح المفضل لدى المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، ويمثل تحديا جديا للرئيس روحاني في هذه الانتخابات.
ويستدرك التقرير بأن رئيسي يفتقر إلى الخبرة السياسية ولم يبن له صورة شعبية بعد أن ظل يعمل لسنوات طويلة في السلك القضائي وبعيدا عن الأضواء.
ويشدد التقرير على أن الجناح الديني المتشدد، الذي يدعمه، هو أيضا في حالة انقسام وغياب قيادة منذ هزيمته في انتخابات عام 2013 التي جاءت بروحاني إلى سدة الرئاسة.
ويعرج تقرير الصحيفة على ما يسميه الصراع على السلطة داخل المعسكر المتشدد، الذي تقدم بثلاثة مرشحين للتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يحد من فرص رئيسي للفوز.
ويتنافس رئيسي على أصوات التيار المتشدد مع عمدة طهران القوي، محمد باقر قاليباف، الذي جاء ثانيا في الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات بعد روحاني، ويعتقد بعض أنصار التيار المتشدد أن قاليباف، البالغ من العمر 55 عاما، أكثر خبرة سياسية وله حضور شعبي، ما يعطيه فرصا أكبر لهزيمة روحاني.
ويخلص التقرير إلى أن التيار المتشدد يسعى إلى تجنب ما حصل في انتخابات عام 2013 عندما شتت مرشحو التيار أصواتهم،عبر اظهار موقف موحد بانسحاب مبكر للمرشحين الآخرين لمصلحة المرشح الأكثر حظا في صناديق الإقتراع، ولكن لم يؤكد رئيسي أو قاليباف بعد التزامهما بمثل هذا الاتفاق.
نفوذ الصين الاقتصادي في باكستان
وتكرس الصحيفة ذاتها مقالا افتتاحيا، فضلا عن تقرير آخر فيها، لمناقشة القروض التي قدمتها الصين لباكستان العام الماضي لمساعدتها في تجنب أزمة محتملة في قيمة عملتها.
وقد قدمت الصين لجارتها ما قيمته مليارا ومئتي ألف دولار في صيغة قروض، كشف مسؤولون للصحيفة عن أنها جاءت في دفعتين، الأولى بقيمة 900 مليون دولار عام 2016، وتلتها 300 مليونا أخرى في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
وترى الصحيفة في تقريرها أن هذه المساعدة المالية تكشف عن تزايد النفوذ الاقتصادي الصيني في باكستان، فضلا عن التقارب الكبير في العلاقات بين البلدين الآسيويين الجارين وسط توترات مطردة بين باكستان والولايات المتحدة.
وتضيف الصحيفة أن بكين تعتزم استثمار ما لا يقل عن 52 مليار دولار في باكستان لبناء طريق سريع وانابيب نقل الوقود، ومحطات لتوليد الطاقة فضلا عن مجمعات صناعية.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن الصين تبدو معذورة في البحث عن حليف راسخ على حدودها، مع وجود روسيا على حدودها الشمالية والهند المنافسة على حدودها الجنوبية، لذا فإنها تعزز هذه العلاقة التي بنيت على مدى سنوات مع باكستان بضخ مليارات الدولارات في بناها التحتية وفي الاستثمارات في قطاع الطاقة وفي الصادرات العسكرية والقروض.
وتشدد الصحيفة على أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتنازل عن كل نفوذها على من تسميه حليفها غير الموثوق به لمصلحة بكين.
وتخلص إلى أن الخطر الأوضح بالنسبة للصين هو أن لا تتمكن باكستان في النهاية من اثبات قدرتها على الوفاء بديونها، لتصبح عميلا لا يمكن الاعتماد عليه كما هي حالها بالنسبة للولايات المتحدة، التي تنظر إلى إلى أن اسلام آباد تشجع الإسلام المتشدد بيد بينما تقوم بمراقبته باليد الأخرى، الأمر الذي يسمم علاقتها بها.
وتضيف إنه للسبب ذاته، قد تصبح باكستان شريكا معقدا للصينيين، الذين لديهم كل الأسباب للخشية من انتشار التأثير الإسلامي عبر حدودهم الغربية.
أردوغان والبريكسيت
وتنشر صحيفة الديلي تلغراف تقريرا تحت عنوان "أردوغان يقول إن البريكسيت قد يغير خطط انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي".
وتنقل الصحيفة عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوله إن تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي قد جلب "راحة البال"، وإن بلاده قد تعيد النظر في موقفها من الانضمام الى الاتحاد.
وتضيف أن أردوغان عبر عن خيبته من إبقاء تركيا على لائحة الانتظار "54 عاما" للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتنقل عن الرئيس التركي وصفه لقرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أعلى هيئة حقوق إنسان أوروبية، وضع تركيا في قائمة الدول تحت المراقبة والرصد، بأنه قرار "سياسي تماما"، وتأكيده على استعداده لطرح قضية الانضمام إلى الاتحاد لاستفتاء شعبي.
ألمانيا وجرائم المهاجرين
وتنشر الصحيفة ذاتها تقريرا عن ارتفاع نسبة الجريمة بين أوساط المهاجرين في ألمانيا بنسبة أكثر من 50 في المئة.
وتقول الصحيفة إن عدد الجرائم التي يشتبه بارتكاب لاجئين أو طالبي لجوء أو مهاجرين غير شرعيين لها قد ارتفع إلى 174,438 حادثا في عام 2016، أي بزيادة نسبة 52.7 في المئة، بحسب احصاءات وزارة الداخلية الألمانية.
ويرى تقرير الصحيفة أن ثمة خشية من استغلال اليمين المتطرف لهذا الارتفاع في حملته استعدادا للانتخابات في سبتمبر.
ويوضح التقرير أن نسبة ارتكاب الجرائم في أوساط اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا أقل من تلك التي يرتكبها من رفضت طلبات لجوئهم والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من بلدان أخرى.
ويضيف أن أعلى معدل للجرائم هو بين أوساط المهاجرين من دول البلقان والمغرب والجزائر ودول الاتحاد السوفياتي السابق، الذين ليس أمام الكثير منهم سوى فرص ضئيلة لقبول لجوئهم.
فيديو قد يعجبك: