إعلان

قس فلسطيني لرئيسة وزراء بريطانيا: معاناتنا بدأت بوعدكم لليهود

07:00 م السبت 04 مارس 2017

رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - ممدوح عطا:

وجه قس فلسطيني متقاعد رسالة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، قال فيها أن المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بدأت مع "وعد بلفور" الذى أعطته بريطانيا لليهود بإنشاء وطني قومي لهم، على حساب الشعب الفلسطيني.

وأكد القس الفلسطيني في رسالته التي نشرها موقع "come and see" المسيحي، أن كل غنى وثروة بريطانيا العظمى لا تستطيع تعويضه أو تعويض المواطنين الفلسطينيين عن الموتى والجرحى وضياع الأرض، والمعاناة الرهيبة التي حلت عليهم، وما زالت مستمرة في جلب الألم لهم بسبب "وعد بلفور" والسياسات القمعية للبريطانيين.

وأشار القس إلى مقتل والده الذي ترك أسرة مكونة من الأم و7 أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 11 عاما وأصغرهم سته شهور، واستلاء عصابات الهجانة الصهيونية على الحي الذي يسكنون فيه وهو ما جعلهم لاجئين.

وقال "أعود بذاكرتي إلى الماضي لتذكيرك بالظلم المميت الذي تحملته وتحمله الشعب الفلسطيني، ويرجع ذلك جزئيا بسبب سياسات المملكة المتحدة في الماضي. أنا لا أطالب باعتذار أو تعويضات، لكن كفلسطيني مسيحي أقدم لكي وللشعب البريطاني الغفران والصفح الكامل."

وأشار القس المتقاعد إلى أن هذا العام، يصادف الذكرى المئوية لـ "وعد بلفور"، وطالب رئيسة الوزراء البريطانية بأن تبدأ في مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين في إيجاد الطريق لمصالحة عادلة وحقيقية.

كما طالب القس ألكس عوض أن تكون الذكرى المئوية لاستقلال السياسة البريطانية عن السياسة الأمريكية، وأيضا الاعتراف بفلسطين كدولة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

وإلى نص رسالة القس الفلسطيني:

أنا فلسطيني ولدت في القدس خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، وبعدها بعامين، خلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948، قتل والدي وهو مدني، في تبادل لإطلاق النيران بين مليشيات الهجانة الصهيونية والجيش الأردني، تاركا والدتي لرعاية 7 أطفال، كان أكبر أخواتي في الحادية عشر من العمر، والأصغر يبلغ سته شهور. بعد مقتل والدي مباشرة، استولى الإسرائيليون على الحي الذي نسكن فيه، مما أجبرنا على الفرار، لنصبح لاجئين. وكلما كبرت في العمر، بدأت في طرح الأسئلة عن مقتل والدي، وما أسباب الصراع العربي الإسرائيلي، وما الذي أثار كل معاناة الملايين من الفلسطينيين والإسرائيليين في الـ 100 عام الأخيرة.

في الوقت المناسب، تعلمت عن وعد بلفور والانتداب البريطاني على فلسطين، واكتشفت أنه في عام 1917 قام وزير الخارجية البريطاني بإرسال خطاب، إلى اللورد روتشليد والقادة الصهاينة، يعطي وعدا بتدعيم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، عرف فيما بعد بـ "وعد بلفور". وبعد الحرب العالمية الأولى ورغم اعتراضات قومي، عملت الحكومة البريطانية المستعمرة لفلسطين على تمكين الحركة الصهيونية من الاستيلاء على وطننا.

فخامة السيدة رئيسة وزراء بريطانيا، لا توجد طريقة يمكن لبلادك التراجع بها عن التاريخ المأساوي في 100 عام الأخيرة، فكل غنى وثروة بريطانيا العظمى لا تستطيع تعويضي أو تعويض المواطنين الفلسطينيين عن الموتى والجرحى وضياع الأرض، والمعاناة الرهيبة التي حلت علينا وما زالت مستمرة في جلب الألم لنا بسبب وعد بلفور والسياسات القمعية الأخرى لأجدادك. أعود بذاكرتي إلى الماضي لتذكيرك بالظلم المميت الذي تحملته وتحمله الشعب الفلسطيني، ويرجع ذلك جزئيا بسبب سياسات المملكة المتحدة في الماضي، وأنا لا أطالب باعتذار أو تعويضات، ولكن كفلسطيني مسيحي أقدم لكِ وللشعب البريطاني الغفران والصفح الكامل.

وأنا انظر للمستقبل، أعتقد أن الحكومة البريطانية يمكن أن تساعد في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ودفن ذكريات وعد بلفور، أنا أدعوك بأن يكون لديك الشجاعة والتصميم لعمل ذلك.

كانت بريطانيا من بين الأوائل في خلق هذه الصراع المأساوي، ولا ينبغي أن تكون الأخيرة في اتخاذ خطوات إيجابية لحل هذا الصراع.

هذا العام، والذي يصادف الذكرى المئوية لـ "وعد بلفور"، يمكن لحكومتك أن تبدأ في مساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين في إيجاد الطريق لمصالحة عادلة وحقيقية.

ليكن عام 2017 العام الذي تقود فيه بريطانيا سياستها فيما يخص إسرائيل وفلسطين بعيدا عن نفوذ وإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية.

والخطوة الأولى لذلك هو الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وما أن تقوم بريطانيا باتخاذ هذا الفعل الشجاع، فإن ذلك سوف يشجع العديد من الدول الأوروبية المترددة في أن تحذو حذوها. وبالفعل هناك 138 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية، منها الكرسي الرسولي "الفاتيكان."

إن مساهمتك في إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ليس من شأنه إنقاذ لأرواح الفلسطينيين والإسرائيليين فحسب، بل يمكن أيضا أن يقود إلى عهد جديد من السلام والمساعدة في إنهاء الصراعات الدامية وأعمال العنف في مناطق أخرى من الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم.

سعادة رئيسة الوزراء، لتقود بريطانيا الطريق الى السلام تحت قيادتكم الشجاعة والحكيمة.

القس ألكس عوض، كاتب وقس متقاعد من الكنيسة الميثودية المتحدة التبشيرية."

Belfour Dec copy

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان