"الشرق الأوسط": إسرائيل تهدد حماس بدفع ثمن العلاقة مع إيران
القاهرة – (مصراوي):
قالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، إن إسرائيل هددت حركة حماس بدفع ثمن أكبر جراء استمرار علاقة الحركة بالنظام الإيراني، وألمحت إلى أن سكان قطاع غزة هم الذي سيدفعون ثمن هذه العلاقة، في حين أكد مسؤولون في حماس أن العلاقة مع قطر في تراجع بسبب تقارب الحركة مع مصر.
وقال ممثل الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، رئيس الإدارة المدنية الجنرال يوآف مردخاي، إن زيارة وفد حماس إلى طهران، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري تدل على أن قادة حماس لا يحاولون إخفاء حقيقة أن نظام إيران الذي يقمع شعبه نحو 40 عامًا، هو الذي يدبر أمور "حماس الإرهابية" في قطاع غزة، بحسب قوله.
وأضاف مردخاي: "رغم التطورات في الساحة الفلسطينية فإن قادة حماس، الذين ينبهرون بالدعم الإيراني، يستمرون في تلقي الأوامر من النظام الإيراني المتطرف الذي يطمح بدوره إلى تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية".
وأردف مردخاي –الذي أطلق هاشتاج بعنوان "حماس تبيع القطاع لإيران"- متسائلاً "من الذي سيدفع في نهاية المطاف، ثمن طاعة حماس العمياء إلى إيران؟ إنهم سكان قطاع غزة".
ووصل العاروري إلى إيران على رأس وفد رفيع من الحركة في أول جولة خارجية له بعد توقيعه اتفاق المصالحة مع حركة فتح في القاهرة في وقت سابق هذا الشهر. وجاءت هذه الزيارة في ظل توجه جديد لدى "حماس"، لتعزيز العلاقات مع إيران على أعلى مستوى ممكن، ويُعتقد أن ينجح العاروري الذي يحظى بعلاقات سابقة قوية مع مسؤولين في إيران، بينهم قادة في الحرس الثوري الإيراني، بجسر أي فجوات بين الحركة وإيران.
وقالت مصادر لـ"الشرق الأوسط" إن العاروري يقود مع آخرين في المكتب السياسي الجديد سياسة من أجل إعادة العلاقات بين «حماس» وحلفائها السابقين، بينهم إيران، وسوريا كذلك.
ويحظى العاروري بدعم تيار العسكر الذي يمثله كذلك ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، الذي مدح إيران بشكل كبير قبل يومين، قائلاً: إن "إيران هي الداعم الأكبر للسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام»، ومضيفاً: «واهم من يظن أننا سنقطع علاقتنا بإيران".
التقارب الكبير بين حماس وإيران جاء على شكل تحدٍ جديد لإسرائيل، بعد أن اشترط المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لشؤون السياسة والأمن (الكابنيت) على حماس نزع سلاحها، وقطع علاقتها بإيران، من بين أشياء أخرى للموافقة على المصالحة.
وأعلن المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر أن إسرائيل لن تتفاوض مع الفلسطينيين إلى أن تتخلى حركة حماس عن سلاحها، كما اشترطت الاعتراف بإسرائيل، والتخلي عن الإرهاب وفقاً لشروط الرباعية، وتفكيك سلاحها، وإعادة قتلى الجيش الإسرائيلي والمواطنين الموجودين في غزة، والسيطرة الأمنية الكاملة للسلطة الفلسطينية على قطاع غزة، بما يشمل المعابر ومنع التهريب، والاستمرار بـ"تدمير البنية التحتية الإرهابية لحماس" في الضفة الغربية من قبل السلطة الفلسطينية، وتدفق أموال المساعدات الإنسانية إلى غزة فقط عن طريق السلطة الفلسطينية والآليات التي أقيمت من أجل ذلك هناك.
وقالت مصادر في حماس لـ"الشرق الأوسط" إن الحركة ردت على إسرائيل بطريقتين، الأولى عبر إعلان السنوار أن نزع سلاح حماس هو حلم إبليس بالجنة، والثاني عبر وجود وفد رفيع من الحركة في طهران. وأضافت المصادر "لا تقرر إسرائيل لحماس. إسرائيل هي العدو، وعلاقتنا بفتح أو إيران أو أي جهة أخرى هي شأن داخلي".
وقال المسؤول في حماس طاهر النونو: نريد علاقات قوية مع إيران، ولن نتخلى عن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، لقد قطعنا شوطًا كبيرًا في إعادة تقوية العلاقات الاستراتيجية مع طهران.
والتقى الوفد أمس رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي، وهو المستشار المقرب من مرشد إيران الأعلى علي خامنئي.
وشكر ولايتي حركة حماس على عدم تخليها عن سلاح المقاومة، الذي وصفه بخط أحمر.
وقال ولايتي: "نستغل كل فرصة للاجتماع بأصدقاء في محور المقاومة، لا سيما حركة حماس، ونُثني على موقف الحركة التي رفضت التخلي عن سلاح المقاومة".
وإذا ما نجحت حماس في ترميم العلاقات مع إيران، فإنها ستستعيد مصدراً مهماً للدعم المالي، حيث تعاني مؤخراً من أزمة مالية كبيرة، اضطرت معها إلى تخفيض مصاريف جناحها العسكري وكذلك رواتب عناصرها.
من جهة ثانية قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إن علاقة قطر بحماس ليست جيدة، بعد إبرام الحركة لاتفاق مصالحة رعته القاهرة.
ونقل أحد الشبان الذين حضروا لقاء جمع السنوار مع مجموعة من الشباب الفلسطيني لـ"الشرق الأوسط"، أن رئيس حركة حماس ذكر لهم بالحرف الواحد إن أحد قادة فتح قال له خلال مباحثات القاهرة: "لماذا لا تطلبون من قطر أن تدفع لكم رواتب الموظفين... فقلت لهم إن علاقتنا معهم مش كثير".
وأكد مصدر فلسطيني أن علاقة قطر بـ"حماس" ساءت بسبب تقارب الحركة مع مصر، ومن ثم تقاربها مع القيادي المفصول من فتح محمد دحلان.
وهذه ليست أول مرة يتحدث فيها أحد مسؤولي حماس عن تراجع العلاقة مع قطر. وقبل ذلك أكد موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي، وجود خلافات بين حماس وقطر لأسباب مختلفة.
وكانت حركتا فتح وحماس وقعتا اتفاق المصالحة الفلسطينية رسمياً في 12 أكتوبر بالقاهرة، ما أغضب فيما يبدو القيادة القطرية.
فيديو قد يعجبك: