لماذا سيصبح استقلال كتالونيا خطئاً كبيرا؟
كتبت- هدى الشيمي:
ترى صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن لا شيء بإمكانه منع حكومة إقليم كتالونيا، وحركتها الانفصالية من السعي للحصول على الاستقلال الكامل، والانفصال عن إسبانيا.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه على ما يبدو فإن المواطنين هناك نسوا الهجمات الإرهابية التي شهدتها برشلونة منذ ستة أسابيع، والتي جمعت مواطني الأمتين (إسبانيا، وكتالونيا)، فتغاضوا عن أي خلاف أو اختلاف بينهم.
وذكرت أن قرار المحكمة العُليا الإسبانية لم يردع قادة كتالونيا، والذين لم يتأثروا بمحاولات رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي لمنع إقامة الاستفتاء بأي ثمن.
وتشير الصحيفة إلى أن الاستفتاء الذي أجري أمس، الأحد، زاد من عمق الانقسام بين المجتمع الكتالوني والإسباني.
ولفتت إلى أن بعض المواجهات كانت عنيفة، إذ وقعت اشتباكات بين الشرطة والحرس المدني والمواطنين، في محاولة من قوات الأمن لعرقلة عملية الاستفتاء، جعلت الجميع يشعر بأن الديكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو عاد إلى حكم البلاد من جديد.
وتحمّل الصحيفة جزء من مسؤولية ما حدث للرئيس الكتالوني كارلس بيغديمونت وحكومته، مُشيرة إلى معارضة الاتحاد الأوروبي لانضمام كتالونيا، في حالة انفصلها إلى الاتحاد، إذ أن الموافقة على هذا الأمر، سيشجع العديد من الأقاليم الأوروبية للمطالبة بالانفصال عن البلدان التي تنتمي إليها.
وتتوقع الصحيفة إن ما يحدث بين كتالونيا وإسبانيا يُمتع روسيا، والتي ترى أوروبا تصبح أضعف مع مرور الوقت، كما أن الوضع الحالي يجعل انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا أكثر سهولة.
يُشار، إلى أن كتالونيا من أثرى المناطق في إسبانيا، إذ أنها تشارك بربع صادرات برشلونة، وخمس ناتجها المحلي الإجمالي، ومع ذلك تتوقع الصحيفة أن خطط حكومتها الاقتصادية سوف تنهار، عندما ينسحب المساهمين الدوليين من الصفقات والمعاملات التجارية بينهم، ويقررون التعاون مع بيئة اقتصادية أكثر اتزانا واستقرارا.
وبغض النظر عن نتيجة الاستفتاء، تقول الصحيفة إن إسبانيا ستستيقظ صباح اليوم، على حقيقة واحدة، وهي أن الضرر ألم بها، وأن الجرح أصبح أكثر عمقا.
وترى أن كتالونيا ربما تحصل على استقلالها، إلا أن هناك بصيص من الأمل لعقد محادثات بين قادة الأمتين، للوصول إلى تسوية مناسبة.
وتؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن الوسيلة الوحيدة للتصدي لما قد يصيب إسبانيا من أضرار، يمكن حله بالمحادثات، التي تقوم على الاحترام المتبادل، والذي بإمكانه أن يعيد الاستقرار ويحقق الرخاء لأحد أهم الدول الأوروبية.
فيديو قد يعجبك: