تاريخ "الشتائم السياسية" .. عندما يبدع الساسة في الوقاحة

كتبت- أسماء ابراهيم:

رصدت صحيفة الجارديان البريطانية جزءًا من تاريخ الشتائم بين السياسيين، موضحة أن شتم الرئيس الفلبيني لأوباما خلال قمة العشرين بالصين لم تكن أول الشتائم في عالم السياسة.

وبحسب الصحيفة فان دوتيري لم يكن أول رئيس يطلق الشتائم وأوباما ليس اول رئيس يتلقاها، فالسباب واللغة المتدنية وغير اللائقة يستخدمها الساسة ورؤساء الدول والشخصيات العامة في العالم كله.

وحتى في مسرحية هنري الرابع لشكسبير، فان السباب يكون جزء من النص فيصف فالستاف "الثمل" أمير ويلز بانه "قضيب الثور" ويرد الأخر عليه "أيها السمين ابن العاهرة" وهذه الشتيمة التي استخدمها رئيس الفلبين ليصف اوباما بعد مرور 600 عام على مسرحية شكسبير.

أوباما- بحسب الجارديان- اصبح معتادا على تلقي الشتائم فالبعض يصفه بالمسلم المتخفي، والنمر الأسود ممول حملته الانتخابية بأموال المخدرات، وتم توزيع "تي شيرتات" كتب عليها "في كينيا قرية ينقصها مغفل" وتم وضع صورة أوباما عليها.

جورج بوش وصف منافسيه آل جور وبيل كلنتون بانهما أحمقين مغفلين، لكن محللين يرون أن الشتائم التي استخدمها دونالد ترامب تجاه هيلاري كلنتون كانت انحدارا في لغة السياسة بطريقة غير مسبوقة، فلم يخرج أي منافس ليقول عن منافسه بأنه كاذب بشكل علني كما فعل ترامب.

ساسة أوروبا بدورهم يمارسون قلة الذوق من خلال الكلام غير المؤدب؛ ففي مجلة أسبوعية سويسرية تشر وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون، قصيدة من 5 أبيات يذم فيها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قبل أن يصبح وزيرا للخارجية، قال فيها إن اردوغان يمارس الجنس مع عنزة وربحت القصيدة 1000 جنيه استرليني.

وفي لقاء واحد عام 2009 أهان أولاند ثلاث حلفاء لفرنسا مرة واحدة حيث قال للرئيس الامريكي بانه غير كفء لاتخاذ القرارات، ولرئيس الوزراء الاسباني بانه ينقصه الذكاء وللمستشارة انجيلا ميركل بانها لا تفهم الازمة المالية العالمية.

وكان شيراك أهان قبل ذلك الانجليز بشكل عام عندما قال "لا يمكنك ان تأمن لأشخاص طبخهم سيء إلى هذا الحد، الانجليز لم يجلبوا الى أوروبا سوى جنون البقر".

ويستخدم الساسة ايضا الجنس واللون كأساس للشتائم، فقد شتم تشرشل- رئيس وزراء بريطانيا الراحل- عضوا احزب العمال يدعى بيسي برادوك عندما اتهمته بانها ثمل في مجلس العموم "انت قبيحة ، وستبقين كذلك طوال العمر، بل اني سأفوق من السكر، وستبقين قبيحة مهما حاولت".