ما هو جدار إفريقيا العظيم وكيف يتم بناؤه؟
كتب - علاء المطيري:
قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن بناء جدار أخضر عظيم بعرض القارة الأفريقية سيحل مشكلتي التصحر وتدهور الأراضي الزراعية، مشيرة إلى أن هذا الجدار يطلق عليه "جدار إفريقيا الأخضر" ويتم بناؤه من الأشجار.
ولفتت المجلة في تقرير لها، قبل يومين، إلى أنه بعد 60 عامًا من عرض الفكرة لأول مرة يجرى في الوقت الحاضر إقامة الجدار الأخضر على حافة الصحراء الإفريقية، مشيرة إلى أنه سيصبح أضخم حاجز طبيعي في العالم بعد اكتماله، وأنه سيكون أضخم من الحاجز المرجاني العظيم – الذي يقع في البحر شمال أستراليا ويمتد لمسافة 2300 كيلومتر - وهو تشكيل ضخم من الشعاب المرجانية.
وساهمت صورة للجدار الأخضر الأفريقي -تم عرضها في دورة الألعاب الأوليمبية بالبرازيل- في الدفع نحو وجود هذه المشروع في دائرة الضوء.
ما هو الجدار الأخضر؟
في عام 1952 عرض عالم البيئة البريطاني، ريتشارد بيكر، زراعة مساحات واسعة على الحافة الجنوبية للصحراء الإفريقية بالأشجار لمنع زحف الصحراء والرمال التي تدفعها الرياح من الشمال إضافة إلى أنها ستساهم في تحسين خواص التربة مع مرور الزمن، لكن لم يتحقق المشروع في ذلك الوقت.
في عام 2005؛ أعاد الرئيس النيجيري، أولوسيجون أوباسانجو النظر المشروع الذي تقدم به العالم البريطاني بيكر، ورأي أنه يمكن أن يكون سببًا في حل بعض مشاكل مناطق الساحل والصحراء الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يعتمد 83 % من سكانها على زراعة الأراضي كمصدر عيشهم.
ولفتت المجلة إلى أن 40 % من الأراضي في تلك المناطق تتعرض للانهيار بسبب زحف الصحراء وعوامل التعرية بصورة جعلت بعضها غير مناسب للاستخدام والحياة.
موافقة الاتحاد الأفريقي
وفي عام 2007 حصل أوباسانجو على دعم الاتحاد الإفريقي للمشروع وانطلقت مبادة إنشاء الجدار الأخضر في ذات العام، وأصبحت 21 دولة في الوقت الحالي ضمن المشروع وبدأت زراعة الأشجار.
لكن - تقول المجلة - لم يعد الجدار هو الأولوية الوحيدة للمشروع، بعدما أصبح لزراعة الأشجار أهداف أخرى مثل محاربة التغيرات المناخية والأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية ومواجهة تآكل الأراضي وإدارة موارد المياه في نيجيريا والتنمية في السنغال إضافة إلى إدارة الغابات في مالي.
وتعمل كل دولة مشاركة في المشروع على تحقيق استفادة خاصة بها ضمن المشروع الذي يمثل هدفًا عامًا لكل منها، وتم زراعة عشرات الأفدنة من الأشجار ضمن المشروع الذي ساهم في استعادة أراضي في إثيوبيا والحفاظ عليها إضافة إلى توفير 20 ألف فرصة عمل في نيجيريا.
وفي مايو الماضي تم عقد أول مؤتمر لمبادرة الجدار الأخضر الأفريقي بالعاصمة السنغالية "داكار" وجدد القادة الأفارقة المشاركين التزامهم بتنفيذ المشروع وتعهدوا بتسريع وتيرته فيما عرف بـ"إعلان دكار".
وسيتم استعراض مراحل تقدم المشروع خلال القمة الخاصة بالتغيرات المناخية التي تعقد في المغرب نهاية العام الجاري.
ولفتت المجلة إلى مقولة مأثورة عن الإمبراطور الصيني: "بناء حائط عظيم يأخذ الكثير من الوقت، لكنه يستمر للأبد"، وهو ما يمكن أن ينطبق على الجدار الأخضر الإفريقي.
فيديو قد يعجبك: