واشنطن بوست: تفاقم الأزمة الإنسانية في حلب وخسارة لداعش في منبج
كتبت - أماني بهجت:
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا حول التطورات الأخيرة في سوريا بعد معركة حلب الكبرى والتي أعلنت عنها المعارضة المسلحة في نهاية الشهر المنصرم يوليو 2016، وهزيمة داعش في منبج وفرار مقاتلي التنظيم منها.
ووفقًا للتقرير، فالصراع القائم في مدينة حلب السورية في الأيام الماضية تسبب في قطع المياه عن ملايين السكان، تبدو علامات كارثة إنسانية على وشك الانتشار من المدن التي تسيطر عليها المعارضة إلى المدن التي تسيطر عليها الحكومة.
ويُظهر تفاقم الصراع بين قوات الحكومة وبين المعارضة من أجل السيطرة على المدينة الشمالية إلى صراع حاسم في الحرب في عامها الخامس والتي راح ضحيتها أكثر من 250 ألف شخص وملايين النازحين.
لم تختبر الأحياء الغربية التي يسيطر عليها الرئيس السوري بشار الأسد تجربة الحصار كتلك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. ولكن بعد أن قام متمردين ومسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة بسكر الحصار الوحشي التي فرضته الحكومة على مناطق سيطرة المعارضة الأسبوع الماضي، قاموا بشن هجوم مضاد لفرض حصار على المدن التي تسيطر عليها الحكومة. وقاموا بقطع إمدادات الطعام والدواء عن منطقة يسكنها أكثر من مليون شخص، مختبرين بذلك ولاء السكان لنظام بشار الأسد.
وردًا على ذلك، قال مسلحون وناشطون بالمعارضة أن قوات الأسد ردت على محاولات فرض الحصار بقصف مكثف على المستشفيات واحتوت بعض الذخائر على غاز الكلورين الذي يسبب الاختناق. وإمعانًا في البؤس، فقد صرّح مسؤولون في الأمم المتحدة أن المعارك عطلت مضخة توليد الطاقة الرئيسية لحلب التي تغذي المدينة التي يسكنها 2 مليون شخص بالمياه.
وفي تلك الأثناء، كانت المجموعات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة قد بدأت في حملة لتحرير مدينة منب يوم الجمعة وهي مدينة بجانب الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا والتي عملت كمحور رئيسي لتهريب الأسلحة وإدخال المسلحين لدعم التنظيم الذي فقد العديد من مناطق سيطرته في سوريا والعراق.
ووفقًا لأحد المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية لرويترز فإن منبج بكاملها تقع تحت سيطرتهم.
وكان قد فر ما يقرب من 500 مركبة تحمل مسلحي داعش من منبج يوم الجمعة وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، مجموعة رصد مقرها بريطانيا. وغزت مواقع التواصل الاجتماعي صور للسكان يحتفلون بتحريرها. وكانت الصور قد أظهرت نساء يخلعن الحجاب ويرقصن ويدخن السجائر وهي أفعال يحظرها التنظيم.
وكانت حملة قوات سوريا الديمقراطية لطرد داعش من منبج قد بدأت في يونيو، في سلسلة من الضربات المتتالية الموجهه إلى داعش.
لطالما كان الاستحواذ وبسط السيطرة على حلب –أكبر المدن السورية ومحور هام للصناعة قبل الحرب الأهلية- هدفًا للحكومة وللمتمردين.
وفي رد واضح لهجمات المعارضة، قام الطيران الحربي التابع للحكومة الأربعاء بقصف مدن المعارضة بعلى الأقل قنبلة يشتبه أنها قنبلة من غاز الكلور. وصرح المجتمع السوري الأمريكي للأطباء أنه على الأقل لقى 3 أشخاص حتفهم جراء هذه الحادثة، وقالت الأمم المتحدة بأنها سوف تحقق في الحادثة. وقالت منظمة العفو الدولية أن 60 شخصًا تلقوا علاجًا خاص بمعالجة الآثار المصاحبة لغاز الكلور والذي وفقًا لمجموعات حقوقية تم استخدامه عدة مرات من قبل حكومة الأسد.
بينما صرحت الحكومة السورية بأنها دمرت ما لديها من مخزون من الأسلحة الكيميائية وفقًا لاتفاق ترعاه الولايات المتحدة وروسيا، ولكن مفتشي الأسلحة يشتبهون بإيواء الحكومة واستخدامها للأسلحة بشكل غير مشروع.
فيديو قد يعجبك: