لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بريطانيا وغزو العراق.. الأسئلة السبعة حول تقرير تشيلكوت؟

11:16 م الثلاثاء 05 يوليو 2016

توني بلير

القاهرة - (مصراوي)

تستعد بريطانيا - غدًا الأربعاء - لنشر تقرير لجنة تحقيق تشيلكوت حول غزو العراق واحتلاله من قبل قوات تحالف تقوده الولايات المتحدة في ٢٠٠٣، ذلك الغزو الذي لا يزال العراق يعاني من ويلاته حتى بعد ١٣ عامًا من شنه.

في ذلك الإطار نشرت صحيفة الاندبندنت سبعة أسئلة عن التقرير وملابسات إعداده جاءت كالتالي:

لماذا حرب العراق؟

بعد الهجمات على برجي مركز التجارة في نيويورك، تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش باتخاذ إجراء استباقي ضد أعداء أمريكا في العالم، كان يتمثل في إطاحة نظام طالبان في أفغانستان، التي كانت توفر ملاذًا آمنًا لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات ٩/١١، ثم بعد ذلك تحول بوش ناحية العراق.

كان صدام حسين، الديكتاتور العراقي، مصدر قلق للولايات المتحدة منذ فترة طويلة. غزا الكويت وأخرج منها عبر تحالف أيدته الأمم المتحدة وقاده بوش الأب عام ١٩٩١، بعد ذلك طلبت الأمم المتحدة من صدام حسين أن يتخلى عن أسلحته الكيماوية والبيولوجية، غير أنه مارس لعبة القط والفأر مع مفتشي الأمم المتحدة لمدة عشر سنوات.

اعتقد توني بلير أن صدام حسين يشكل تهديدًا للمنطقة وللعالم، وانضم إلى خليفة بوش، بيل كلينتون، في حملة قصف عام ١٩٩٨ لإجبار صدام بعودة مفتشي الأمم المتحدة.

عندما كان بوش يستعد، بنهاية ٢٠٠٢، لغزو العراق، سعى بوش لإقناع الكونجرس بأن تنضم القوت المسلحة البريطانية إلى العمل العسكري.

لماذا يعتقد كثير من الناس أن توني بلير كذب؟

لأنه قال أن غرض الغزو هو نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية، لكن، حتى بعد الإطاحة بصدام، لم يُعثر على هذه الأسلحة.

زعمت بي بي سي أن بلير وأليستير كامبل، رئيس اتصالاته، "علما على الأرجح" أن الزعم عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية كان خطأ قبل أن "يقدماه" في الملف. زاعمين بأن صدام حسين يمكنه أن يُخفي هذه الأسلحة في غضون "٤٥ دقيقة".

بعد أن قُتل ديفيد كيلي، مفتش الأمم المتحدة والذي كان مصدر بي بي سي، أمر بلير بتحقيق قاده قاضي هو اللورد هاتون، الذي انتقد بي بي سي وبرأ الحكومة في تقرير أدانته الاندبندنت ووصفته بـ "تمويه".

ما هو تحقيق تشيلكوت؟

كشف تحقيق ثاني حول المعلومات الاستخباراتية عن أسلحة الدمار الشامل العراقية أجراه اللورد بتلر، أن كثير من تلك المعلومات لم تكن صحيحة. وافترضت أجهزة الاستخبارات أن صدام كان يخفي شيئًا ما، بسبب سلوكه، لذا وضعت ثقلها وراء أدلة لا يمكن الاعتماد عليها.

كان ذلك "تفكير جمعي" بأن بلير بالغ في الاعتقاد بأن صدام لديه هذه الأسلحة. ومن المرجح أن يكرر شيلكوت نتائج بتلر بأن بلير لم يضلل الناس عن علم.

ما الذي أدى الى تحقيق تشيلكوت؟

استمر الوضع في العراق في انحدار نحو الأسوأ. أساء الجنود الأمريكيين معاملة السجناء العراقيين في أبو غريب، ودخلت البلاد في حرب طائفية، وقُتل نحو 170 ألف مدني خلال 13 عامًا هي مدة الغزو على العراق.

أعيد انتخاب بلير في ٢٠٠٥ لكن خليفته جورون براون كان حريصًا على إبعاد نفسه عن الحرب. فتعهد بسحب القوات من العراق.

بعد انسحاب قوات القتالية البريطانية في ٢٠٠٩، تعرض براون لضغوط ليأمر بتحقيق شامل فيما يبدو الآن أنه قرار كارثي في السياسة الخارجية. ترأس السير جون تشيلكوت التحقيق الذي لا يهدف الى إلقاء اللوم لكن "تحديد الدروس التي يمكن استخلاصها".

لماذا استمر تحقيق فترة طويلة؟

أرادت لجنة التحقيق أن تقدم رواية كاملة وتقدم كل الوثائق: وتحول الأمر إلى مهمة شديدة الطموح. وقضت اللجنة أشهر في مقابلة شهود، بعضهم أكثر من مرة. وانتهت اللجنة بكتابة تاريخ واسع للسياسة البريطانية الخارجية بشأن العراق من ٢٠٠١ إلى ٢٠٠٩.

كشفت اللجنة عن مئات الوثائق السرية، منها نصوص محادثات من بلير إلى بوش عبر الهاتف. وذلك بالاتفاق على ما ينشر بعد مفاوضات مع موظفي العموم، ومهمتهم حفظ سرية مناقشات السياسة.

بالإضافة إلى ذلك، توفي أحد أعضاء اللجنة، السير مارتن غيلبرت، خلال التحقيق.

هل يسجن بلير؟

ليس بسبب تقرير تشيلكوت. فالتحقيق صراحة ليس عملية قضائية. هؤلاء الذين يعتقدون أن بلير انتهك القانون يأملون في أن يقدم التقرير معلومات يمكن أن تستند عليها محاكمته.

ويبدو الأمر غير مرجح. فالتقرير سوف ينظر في الحجج حول القانون الدولي واستشارة الادعاء العام بأن الغزو كان قانونيًا، وليس هناك إجراء قضائي في المحاكم البريطانية في ١٣ عامًا منذ الغزو.

هل يمكن اتهام توني بلير؟

بعض معارضي بلير من الحزب القومي الاسكتلندي أشاروا إلى أنه يجب "اتهامه". وهو إجراء كان يستخدم عندما كان البرلمان يتصرف على أنه محكمة، يتهم ويدين (أو يبرأ) كبار موظفين العموم. وكان آخر شخصية اتخذ ضدها هذا الإجراء الفيكونت ميلفيل، اللورد الأول للأميرالية، في ١٨٠٦ وتمت تبرئته.

وسيصبح الأمر متناقضًا للقضاء الطبيعي إذا تم إحياء الإجراء الآن، وعلى أي حال لم يعد بلير يتولى منصبًا عامًا في الوقت الراهن.

ما هو الهدف من تقرير تشيلكوت؟

لن يكون التقرير مرضيًا للمنتقدي، لأنه سوف يقبل بأن بلير تصرف بحسن نية. مع ذلك، من المرجح أن يقول أن قرار الانضمام للغزو الأمريكي كان قرارًا سيئًا.

وألمح بلير إلى أنه قد يرفض نتائج تحقيق تشيلكوت.

التقرير سوف يكون تمرينًا مهمًا في حكومة مفتوحة، من منطلق نشر كل شيء تقريبًا ما يمُكن الناس من تكوين رأيهم. لكن "الدروس التي يمكن تعلمها" كانت واضحة لبعض الوقت.
في الواقع، فإن كولين باول، وزير خارجية بوش، حذره قبل الغزو: "سوف تكون مصدر فخر ٢٥ مليون شخص. سوف تملك آمالهم وطموحاتهم ومشاكلهم. سوف تملكها كلها. مع ذلك، تبرير التدخل العسكري، في هذه الحالة، أن يكون لديك خطة لما يأتي بعد ذلك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان