إعلان

الجارديان: "الدهس بالسيارات".. إرهاب لا يمكن التنبؤ به

06:56 م الجمعة 15 يوليو 2016

الشاحنة التي نفذه هجوم نيس

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن داعش والقاعدة نفذتا هجمات متكررة في فرنسا خلال السنوات الماضية، لكن استخدام الشاحنات في تنفيذ عملية إرهابية أسلوب جديد يكشف طبيعة تطور تكتيكات العمليات الإرهابية، مشيرة إلى أنه إرهاب لا يمكن التنبؤ به.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الجمعة، إلى أن هجوم "نيس" الذي نفذه سائق شاحنة استهدف تجمعات تحتفل بعيد استقلال فرنسا "الباستيل دي" أدى إلى مقتل 84 شخصًا وإصابة العشرات ووصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بـ"العمل الإرهابي"، لكنه رغم ذلك لم يدعي أحد مسؤوليته عن الحادث الوحشي ولم يتم التأكد من هوية المهاجم.

داعش أم "القاعدة"

وأوضحت الصحيفة أنه في وقت قريب ربما يتم التأكد من الشكوك حول المتورط في الهجوم سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو تم تحت راية داعش أم نفذه تنظيم القاعدة.

ففي سبتمبر 2014 دعا محمد العدناني المتحدث باسم داعش، المتعاطفين معها إلى تنفيذ هجمات في الغرب وخص فرنسا بين قائمة طويلة من الأعداء، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن التصريح جاء بعد وقت قصير من بدأ القصف الجوي الذي شاركت فيه فرنسا ضد التنظيم.

وأوضحت الصحيفة أنه بات من المعروف أن داعش تضع خطط لتنفيذ عمليات قتل ضخمة في أوروبا والولايات المتحدة بصورة أكبر من تلك التي كانت عليها قبل بدأ القصف الجوي ضد التنظيم في سوريا والعراق، مشيرة إلى أنها تسعى لإرهاب أعدائها وتعبئة مؤيديها وخلق حالة من الاستقطاب داخل المجتمعات تساهم في زيادة فرص استخدام العنف في المستقبل.

وتحدث العدناني في حديثه عن استخدام كل سلاح يمكن أن تصل إليه أيدي مؤيدي داعش لقتل أعدائها، بداية من القنابل وتهشيم الرؤوس بالحجارة والصخور واستخدام الأسلحة البيضاء أو دهس الناس بالسيارات أو إلقائهم من فوق المباني المرتفعة أو تسميمهم.

ووفقًا لرؤية العدناني - تقول الصحيفة - فإن من لا يستطيع فعل كل ذلك يمكنه حرق المنازل وتخريب المحاصيل والسيارات والأعمال، أو حتى البص على الوجوه.

استلهام العنف

وخلال موجة العنف التي انتشرت خلال 15 عامًا مضت فإن حصول مسلحي داعش على الأسلحة خلال تلك الفترة كان يتم تحديده وفقًا لما تصل إليه أيديهم.

ففي الولايات المتحدة - في هجمات أورلاندو - قتل منتسب لداعش 49 شخصًا في نادي ليلي قبل شهر، مستخدمًا بندقية هجومية يصعب الحصول عليها في أوروبا.

وكذلك الحال بالنسبة لهجمات باريس في نوفمبر الماضي التي راح ضحيتها 130 شخصًا واستخدمت فيها البنادق الآلية "كلاشينكوف"، وهجمات يناير وفي الهجوم الفاشل الذي نفذه شخص في قطار "تاليس" الصيف الماضي، حيث حصل جميعهم على تلك الأسلحة من بلجيكا التي تمثل مركزًا للأسلحة غير الشرعية.

ولفتت الصحيفة إلى أن دعوة عدنان بالهجوم ربما ألهمت شخص بتنفيذ هجوم على جنود كنديين في مدينة كيبيك الكندية ومقتل أحدهم بعد أن صدمه بسيارته.

تكتيك الدهس

لكن استخدام السيارات في تنفيذ هجمات على المارة في أوروبا نادرة الحدوث، فقبل 9 سنوات اقتحم اثنين من المهاجمين المحبطين واجهة مطار جلاسكو في اسكتلندا، وفي عام 2013 استخدم رجلان، في لندن، سيارتهم في دفع جندي وإسقاطه قبل أن يقوما بطعنه حتى الموت.

وفي فرنسا وقع حادثان عام 2014 أحدهما في مدينة ديجون وسط البلاد والثانية في نانت غربها خلال يومين وكان منفذا الهجوم وقتها أشخاص لهم تاريخ مرضي، وامتنعت السلطات عن وصف الهجمات بالإرهاب.

ورغم ذلك، فإن هجمات الدهس بالسيارات متواجدة بصورة واضحة في مكان آخر من العالم هو إسرائيل حيث يستخدمه الفلسطينيون في المناطق المحتلة ضد جنود الاحتلال في سلسلة هجمات عرفت بـ"انتفاضة الدهس" التي تستهدف اليهود ونشأ على إثره أفلامًا كرتونية وحملات دعائية تعتبر السيارات سلاحًا تم تعميمه بصورة جيدة خارج الشرق الأوسط.

طبيعة التهديد

ولفتت الصحيفة إلى أن محاولة السلطات الأمريكية فهم طبيعة هجوم أورلاندو، الشهر الماضي، وطبيعة انتماء منفذه كان الهدف منه فهم طبيعة التهديد أكثر من مجرد الحصول على تفاصيل عنه، مشيرة إلى وجود مدى واسع من الاحتمالات بداية من الارتباط المباشر إلى التنظيم والتنفيذ من خلال أقل وسائل اتصال ممكنة بين المنفذ والتنظيم الإرهابي باستلهام فكره عبر الانترنت، مشيرة إلى وجود تقارير عن أن المهاجم هو مواطن تونسي، 31 عامًا معروفًا للشرطة، لكنه ليس معروفًا للأجهزة الاستخباراتية.

ولفتت الصحيفة إلى أن محمد المره الذي قتل 7 أشخاص في 2012 قيل منذ الوهلة الأولى أنه نفذ هجومًا منفردًا تحت شعار "الذئاب المنفردة" ثم تم اكتشاف أنه أحد أعضاء القاعدة المنشقين، وكذلك الحال بالنسبة لمنفذ هجوم شارل إبدو، الذين كان اتصالهم بالقاعدة في اليمن ضعيف بصورة كبيرة.

شبكات قوية

وأوضحت الصحيفة أن الهجمات التي تمت مؤخرًا بداية من هجمات نوفمبر في باريس إلى هجمات بلجيكا في مارس تمت بواسطة شبكات قوية لها علاقة بتنظيم داعش.

وحتى الآن، فإنه في ظل حالة الفوضى والحزن التي تلت مأساة فرنسا وهجوم "نيس" فإن الأجهزة الأمنية في فرنسا وأوروبا بوجه عام ستستخدم الوسائل الطبية في تعقب القتلة للتعرف على خلفياتهم وعلاقاتهم بصورة متواصلة.

وأوضحت الصحيفة أن استخدام شاحنة توجد منها عشرات الآلاف على الطرق الفرنسية كسلاح يؤكد التطور المتواصل للتهديدات الإرهابية، لأن هذا التكتيك لا يمكن التنبؤ بوقت أو مكان حدوثه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان