في أوروبا.. السينما تفقد بريقها والشاشة الصغيرة "تتوهج"
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية إن كتاب السيناريو الأوروبيين صغار السن أصبحوا أكثر إقبالاً على كتابة الأعمال الدرامية والمسلسلات التلفزيونة مقارنة بكتابة الأفلام السينيمائية، مشيرة إلى أن هذا الأمر لم يعد يمثل مفجأة إلا لنسبة قليلة من الناس.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الإقبال على الأعمال الدرامية والمسلسلات لم يكن يلقى إقبالاً كبيرًا، مشيرة إلى أن مهنة المخرج التلفزيوني الأمريكي ديفيد تشاس، ومؤلف المسلسلات ديفيد سايمون، وفينس جيلان، مخرج ومنتج تلفزيوني ومؤلف مسلسل "بركينج باد" لم تكن قبلة كتاب السيناريو في الماضي.
صراع هادئ
لكن مع ظهور العديد والعديد من المسلسلات والأعمال الدرامية على شاشات التلفزيونات الأوروبية مثل "سبيرال" مسلسل بوليسي فرنسي، ,"ديتشلاند 83"، مسلسل ألماني عن جوناس نيفي - شاب ألماني، 24 عامًا، ينتقل في مهمة جاسوسية في ثمانينيات القرن الماضي من ألمانيا الشرقة إلى ألمانيا الغربية ويلتحق بالجيش ليتعرف على أسرار تخص استراتيجية حلف "الناتو" العسكرية، و"جومارا" مسلسل درامي إيطالي تدور أحداثه عن الجرائم التي ترتكب في مدينة نابولي الإيطالية، زاد الطلب من قبل المبدعين وكتاب السيناريو الصغار للعمل في الشاشات الصغيرة بصورة غير مسبوقة.
واقترن زيادة الطلب على العمل في المسلسلات التلفزيونية الأوروبية مع تراجع صناعة السينيما في العديد من الدول الأوروبية، ولأنه توجد استثناءات، فإن الأفلام الإيطالية تكافح في أغلب الأحوال لتحجز مكانتها فيما وراء البحار، وفي فرنسا أصبح التيار الغالب للسينيما التي تحاول أن تملأ المقاعد نظرًا لاعتبارات وجود صعوبات مالية.
نطاق جديد
في التلفزيون -الشاشة الصغيرة - وجد المخروجون السينمائيون المستقلون نطاقًا جديدًا وحرية إبداعية لاخراج قدراتهم مواهبهم، وكان باولو سورينتينو، واحدًا من أشهر المخرجين السينمائيين في إيطاليا، في مقدمة هؤلاء، بمسلسلة القصير المثير للجدل الذي سيعرض في الخريف القادم لأول مرة ويحمل عنوان "البابا الصغير" - ذا يونج بوب - الذي يحكي قصة البابا بيوث الثالث عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، وهو مسلسل فرنسي وأمريكي وإيطالي وبريطاني وإسباني.
وتقول آبي مورجان، كاتبة سيناريو بريطانية، ومؤلفة مسلسل "ريفر"، مسلسل بريطاني من 6 أجزاء يحكي قصة ضابط شرطة مقيم في لندن ويواجه مشاكل نفسية: "إن التوجه نحو الشاشة الصغيرة تغير هو أيضًا، مشيرة إلى وجود علاقة متواضعة بين المؤلف وشاشاة السينما والمسرح"، مضيفة: "أعدت أن أرى الناس في السينما ينصحونني بالتوجه نحو إنتاج مسلسلات تلفزيونية"، والتي كان أشهرها مسلسل "ريفر" الذي فاز بجائزة مهرجان مونيكارلو للتلفزيون كأفضل عمل درامي.
وتابعت: "لكني الآن أجد مخرجي السينما يخبرونني أن لديهم رغبة في العمل في هذا المجال، لأني تحولت 180 درجة في هذا الاتجاه وأصبحت من رواد كتابة الأعمال الدرامية".
أسباب اقتصادية
تقول الصحيفة إن جزء من تحول الكتاب والمنتجين نحو الأعمال الدرامية له دوافع اقتصادية، لأن إنتاج مسلسل تلفزيوني من حلقات عدة تعرض مرات عديدة يكون أكثر بحًا من إنتاج فيلم سينمائي، خاصة أن المقابل المادي الذي يحصل عليه مؤلف العمل يكون أكبر من الأفلام رغم أنه يتفاوت من دولة إوروبية إلى أخرى.
لكن كتاب سيناريو آخرين يرون أن جاذبية التلفيزيون في مساحة الحرية التي يحصلون عليها بصورة أساسية قبل الحسابات المادية، فسيناريوهات المسلسلات تمكنك من الانتقال بالشخصية من مكان إلى مكان بصورة أكثر عمقًا في الأحداث وفي الزمن الذي تستغرقه الحلاقات على خلاف الأفلام التي تنتهي خلال 90 دقيقة.
ولفتت الصحيفة إلى قول آبي مورجان إن الناجحين في هذا المجال يمتلكون حرية خالصة، لأن شاشات السينيما فقدت الكثير من بريقها.
فيديو قد يعجبك: