فتاة تطالب عائلتها بالغفران لداعش بعد حرقها
كتبت- هدى الشيمي:
طالبت فتاة مسيحية، 12 عاما، عائلتها بالغفران ومسامحة تنظيم الدولة (داعش)، قبل وفاتها محروقة بالموصل.
تقول صحيفة الاندبندنت البريطانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن والدة الفتاة حاولت شرح كيف حرق مقاتلو داعش منزلهم في الموصل بشمال العراق، لعدم قدرتهم على دفع الضرائب الدينية في ميعادها.
وأوضحت الصحيفة أن الضرائب العروفة باسم الجزية، فرضتها داعش على كل الموجودين في المناطق التي تسيطر عليهم من غير المسلمين، وتقدرها بحسب ما يكسبون من مال.
حاولت الأم، دون الافصاح عن اسمها، شرح ما حدث لها ولعائلتها، فتقول "وصل مقاتلون أجانب لمنزلنا، وأخبرونا أننا أمام خيارين إما دفع الجزية أو مغادرة المدينة".
وتشير جاكلين إيزاك، المحامية الناشطة في هيومن رايتس، أن الأم أخبرت المقاتلين بأنها مستعدة للدفع، وطلبت منهم عدة أسابيع لتدبير المبلغ، وكانت الفتاة في ذلك الوقت تستحم، ولكنهم رفضوا اعطائها المهلة واشعلوا النيران في المنزل.
حاولت السيدة العراقية وابنتها مغادرة المنزل المحروق فورا، إلا أن الفتاة توفت بعد اصابتها بجروح من الدرجة الرابعة.
في تصريحات لإيزاك لصحيفة ديلي اكسبرس، قالت إن الأم حاولت فعل أي شيء لإنقاذ حياة ابنتها، ولكن الفتاة اصيبت بحروق من الدرجة الرابعة، كان أخر شيء قالته قبل وفاتها "سامحيهم يا أمي".
بحسب رجل ديني بارز في بغداد، فإن التعداد المسيحي في البلاد من الممكن أن يختفي على مدار خمسة أعوام، فقال الأب مارتين هرمين داوود إنه اعتاد على تقديم المشورة لأعضاء رعيته الذين كانوا يرغبون في الهروب، فأثناهم وطلب منهم التحلي بالقوة، ولكن بعد ظهور داعش واتباعهم لهذه الطريقة القاسية في التعامل مع المواطنين، طلب منهم الذهاب.
وتابع قوله "المسيحيون في الشرق الأوسط يعيشون أزمة حقيقة، فعندما ينشر الصحفيون الأوربيون صورا كاريكاترية لنبي محمد، يعتدون علينا هنا، وإذا حدث شيء في بلجيكا أو هولندا، نحن هنا من ندفع الثمن".
ووفقا لتقدير وحسابات القيادات المسيحية العراقية، وبعد حساب العدد الاجمالي للكاثوليك، والأرثوذكس، فإن تعدادهم في المنطقة التي تسيطر عليها داعش انخفض من 1.3 مليون شخص إلى 400 ألف فقط.
فيديو قد يعجبك: