لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحف بيروت: إجراء الانتخابات البلدية أمس أسقط ذريعة التمديد للبرلمان اللبناني

12:03 م الإثنين 09 مايو 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بيروت - (أ ش أ): 

اهتمت صحف بيروت الصادرة صباح اليوم الاثنين بالانتخابات البلدية التي أجريت في العاصمة اللبنانية ومنطقة البقاع، معتبرة أن إجراء هذه الانتخابات دون مشكلات تذكر يسقط ذريعة التمديد للبرلمان بدعوى المشكلات الأمنية.

وقالت صحيفة (السفير) إن إجراء الجولة الأولى من الانتخابات البلدية أمس في بيروت والبقاع في موعدها المقرر، من دون تسجيل حوادث بارزة، في حد ذاته حدث يرقى إلى مستوى الإنجاز.

ورأت الصحيفة أن الانتخابات أسقطت الأوهام المفتعلة حول عدم ملاءمة الأوضاع الأمنية والظروف المحلية والإقليمية لإجراء أي انتخابات، مما أدى إلى التمديد مرتين لمجلس النواب، قبل أن يتبين البارحة أن بإمكان اللبنانيين أن يقترعوا ويتنافسوا بشكل طبيعي من دون أن تنعكس الأزمة السورية وحرب اليمن وتظاهرات العراق والتجاذبات الروسية الأمريكية على سلامة العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن مستوى النتائج الأولية في بيروت ومعظم مناطق البقاع لم تحمل مفاجآت سياسية، مع فوز لائحة "البيارتة" (التي يقودها تيار المستقبل) في العاصمة، وتقدم لوائح ثنائي حزب الله ـ حركة أمل وحلفائهما في البقاع.

غير أنها لفتت إلى أن الصورة بقيت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس غير مكتملة في مدينة زحلة، وسط تضارب في أرقام الأحزاب المسيحية التي تنافس "الكتلة الشعبية" والوزير السابق موسى فتوش، وإن تكن مصادر تحالف الأحزاب المسيحية قد أكدت تقدم التحالف، خصوصا في اللجان التي يوجد بها أغلبية مسيحية، في انتظار حصيلة اللجان ذات الغالبية السنية والشيعية.

ولفتت إلى أنه حتى عرسال، المعروفة بوضعها الأمني الحساس، نتيجة وجودها على تماس مباشر مع الإرهاب التكفيري، خاضت الاستحقاق البلدي بكثافة ونجاح، في تحد للجماعات المسلحة، وحتى لمنطق السلطة الذي كان يتسلح في السابق بخصوصية واقع عرسال لتبرير التمديد للبرلمان.

وأشارت إلى أن الانتخابات البلدية الناجحة عموما، باستثناء بعض الثغرات والمخالفات الموضعية، إنما تمت في ظل غياب رئيس الجمهورية وشلل مجلس النواب وتخبط الحكومة، ما يعني أن اللبنانيين يملكون قدرا من الوعي والمسئولية، يمنحهم "اكتفاء ذاتيا" لخوض الاستحقاقات الدستورية بأفضل طريقة ممكنة، حتى لو لم يبق من الدولة سوى الوجود الأمني الذي تتطلبه حماية العملية الانتخابية.

ولفتت الصحيفة إلى أن نسب الاقتراع كانت مرتفعة في العديد من المناطق، حيث لامست أحيانا حدود الـ70 %، وقالت إنها تعكس توق اللبنانيين إلى التعبير عن أنفسهم وخياراتهم.

وقالت الصحيفة "وحدها بيروت، اقتصرت نسبة التصويت فيها على حوالي 20 %، على الرغم من كل التعبئة التي سبقت الانتخابات، وخصوصا من قبل رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لكن ذلك لم يحل دون فوز "لائحة البيارتة" بكامل أعضائها، وعلى قاعدة المناصفة، وبفارق كبير عن لائحتي "بيروت مدينتي" و "مواطنون ومواطنات"، ما يضع المجلس البلدي الجديد أمام تحدي الإنتاجية والتناغم، في ظل تركيبة متداخلة، تشبه توازنات مجلس الوزراء.

وأضافت "يمكن القول إن اللائحتين المضادتين حاولتا بإمكانيات متواضعة أن تحركا المياه الراكدة وتصنعا فارقا ما، إلا أن الاصطفافات السياسية وانخفاض معدل الاقتراع وانكفاء المعترضين واليأس من القدرة على التغيير، كلها عوامل ساهمت في إعطاء الأفضلية للائحة "البيارتة".

إلا أن الصحيفة رأت أن الفوز الذي حققته لائحة ائتلاف السلطة "لائحة البيارتة" لا يحجب افتقارها إلى الانسجام، بعدما ضمت تناقضات مثل الجمع بين "التيار الوطني الحر" (تيار عون) و "المستقبل" في وعاء واحد، الأمر الذي انعكس تراجعا في الإقبال المسيحي، وتململا في أوساط جزء من قواعد التيار الوطني، بلغ حد الصدام العلني بين فريقي زياد عبس ونقولا صحناوي في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية بشرق بيروت، وتسرب جزء من الأصوات المسيحية إلى لائحة "بيروت مدينتي".

ورأت أن المواطنين أظهروا نقمة على الأحزاب، بعد تراكم الفضائح والممارسات طيلة الفترة الماضية وصولا إلى جريمة النفايات، فكانت النتيجة انكفاء احتجاجيا للناس، وبالتالي عجز ائتلاف السلطة الذي ضم مجموعة واسعة من القوى المسيحية والإسلامية عن استقطاب الناخبين.

ولفتت إلى إخفاق القوى المعارضة لـ "لائحة البيارتة" في توحيد صفوفها وتقديم بديل متكامل، ما أدى إلى تبعثرها وتوزعها على لائحة "بيروت مدينتي" ولائحة الوزير شربل نحاس غير المكتملة "مواطنون ومواطنات"، مشيرة إلى أن الصورة اختلفت في زحلة، حيث رفعت ضراوة المنافسة بين لوائح الأحزاب المسيحية و"الكتلة الشعبية" وآل فتوش، نسبة التصويت إلى 41 %، وسط توازن قوي في الشارع المسيحي.

من جانبها، قالت صحيفة (المستقبل) اللبنانية إن الإقبال في بيروت كان أكبر من نسبة التصويت في انتخابات عام 2010، مشيرة إلى أن رئيس لائحة البيارتة جمال عيتاني أعلن الليلة الماضية أن "المعركة حسمت كليا لصالح اللائحة"، على أن يلقي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري كلمة بعد ظهر اليوم بعد أن تكون وزارة الداخلية والبلديات قد أعلنت النتائج النهائية الرسمية للاستحقاق.

وقالت الصحيفة إن عرسال كانت على قدر المسئولية الوطنية وخيبت آمال العاملين على تشويه صورتها الوطنية والمراهنين على خروجها عن كنف الدولة من خلال إقبال أهلها الانتخابي والحضاري المتميز تأكيدا على انتمائهم المتجذر للدولة ومؤسساتها والتزامهم الراسخ باستحقاقاتها الدستورية.

ورأت الصحيفة أنه برز في مشهد الانتخابات البلدية في البقاع الإحراج اللافت للانتباه الذي سببته لوائح العائلات لـ "حزب الله" بعدما زاحمته في معارك بعلبك وبريتال، ما خلق أجواء واضحة من الارتباك لدى ماكينة الحزب اضطرته إلى إرجاء المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا أن يعقده نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم منتصف الليلة الماضية لإعلان نتائج الانتخابات في البقاع حتى الساعة ال(11) قبل ظهر اليوم.

 

فيديو قد يعجبك: