بعد واقعة الطائرة المصرية المُختطفة.. كيف يمكن اختطاف طائرة في القرن الـ21؟
كتبت - رنا أسامة:
علّقت صحيفة "الإنديندنت" البريطانية، على واقِعة اختطاف الطائرة المصرية، قائلة إنه: "أصبح في الإمكان على أي شخص، ربما يكون مُختلًا أو سكرانًا أو غاضبًا، أن يدّعي حمله أسلحة أو متفجّرات على متن الطائرة، وأغلب الظن أنه لن يلقى تصديقًا واقتناعًا من جانب الركّاب".
وتابعت: إذا كان كابتن الطائرة على درجة من العقلانية، فمن المُرجّح أن يقوم بتحويل مسار الطائرة إلى أقرب مطار، كما حدث في واقعة الطائرة المصرية المُختطفة، ليحدث ذات السيناريو، مع مزيد من الاضطرابات وساعات التأخير.
ورأت الصحيفة أن محاولة شخص السيطرة على طائرة، وترهيب الرُكّاب بزعمه أنه يحمل حزامًا ناسفًا، وإجبارها على توجيه مسارها إلى بلد آخر، هو أمر "نادِر الحدوث"، وإن كانت واقعة الطائرة المصرية المُختطفة تكشف الكثير عن التوترات السائدة في مصر وخارجها.
ورجّحت الصحيفة أن اللحظة التي تم فيها إبلاغ طائري "مصر للطيران"، بتعرّض الطائرة رقم 181 للخطر، ربما أعادت إلى أذهانهم كارثة الطائرة الروسية التي وقعت 31 أكتوبر، حينما تحطّمت طائرة إيرباص في صحراء سيناء، ما أدى إلى فقدان الـ 224 شخصًا الذين كانوا على متنها، وسط توقّعات تُشير إلى أن قنبلة زُرعت، بينما كانت في المطار قبل الإقلاع، هى السبب وراء سقوطها. سقوطها.
بعد مرور أيام قليلة، حظرت وزارة الخارجية رحلات الطيران من وإلى شرم الشيخ، إلى أن تم شنّ سلسلة من الحملات الأمنية الموسّعة لمراقبة وتأمين رحلات الطيران، إذ مُنع الركاب من اصطحاب أمتعة، تبدو وكأن بداخلها المنزل كله.
بالطبع يُدرك كل كابتن طيّار في شركة "مصر للطيران" الظروف الأليمة التي صاحبت مأساة الطائرة الروسية، وإذا كان ثمن الحفاظ على أرواح الركاب وطاقم أي طائرة يبدو منحصرًا في "تحويل مسار الطائرة إلى أقرب مكان" وحسب، باعتباره الحل العقلاني الوحيد، فإنها ليس كافيًا، بل إنه - بالنسبة للعالم أجمع- يؤكّد الشعور بعجز السلطات المصرية عن السيطرة على الأمن، لاسيّما في منطقة شديدة الحساسية، مثل المطار.
وأعربت الصحيفة البريطانية عن قلقها من أن تكون الشهرة المزعومة التي نالها شخص قرر اختطاف طائرة في القرن العشرين، مُستخدمًا "مُسدّس لعبة"، حافزًا لذوي النفوس الضالة على تجربة الأمر مرات أخرى.
وخِتامًا، أوصت الصحيفة بضرورة توخّي الحذر، والبقاء على أهُبة الاستعداد عند السفر إلى أي بلد، فالأمر ليس مقصورًا على "مصر"، وربما تقع حوادث خطف مُماثلة، تسير على ذات النهج.
فيديو قد يعجبك: