إيكونوميست: الموصل طموح أردوغان وباب العرب والأكراد لشمال العراق
كتب - علاء المطيري:
منذ بدأ الجيش العراقي وحلفائه هجومًا مضادًا ضد داعش أواخر 2014 استطاعوا تحرير العديد من المدن في شمال وغرب العراق كانت تلك المعارك تمثل بداية إنطلاق معركة الموصل التي انطلقت يوم 17 أكتوبر الجاري، وفقًا لمجلة "إيكونوميست" البريطانية.
ولفتت المجلة في تقرير لها، قبل يومين، إلى أن المسلحين بدأوا يتراجعون بمعدلات ثابتة منذ الساعات الأولى لانطلاق معركة الموصل، لكن مراقبين عراقيين وأجانب يرون أن تلك المعركة تختلف عن المناوشات السابقة وأنها تمثل نقطة تحول بالنسبة للحرب ضد تنظيم داعش.
وأوضحت المجلة أن الموصل شكلت محورًا لطموحات داعش منذ سيطر عليها الجهاديون في يناير 2014، عندما أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم تنصيب نفسه خليفة مزعومًا للمسلمين من على منبر مسجد المدينة، مشيرة إلى أن المدينة لها مكانة تاريخية واستراتيجية كبيرة وجعلت مدينة الرقة، عاصمة داعش في سوريا، أقل مكانة بعدما سيطرت على الموصل.
ولفتت المجلة إلى أن أهمية الموصل لا تقتصر فقط على سقوط داعش في الوقت الحاضر، مشيرة إلى أن الملك الأشوري سنحاريب جعلها عاصمته عام 700 قبل الميلاد، مشيرة إلى أن من كان يستطيع السيطرة عليها كان يسيطر على المنطقة بداية من الأشوريين إلى البابليين إلى العرب والعثمانيين وحتى الإمبراطورية العثمانية ولم تقل أهميتها الاستراتيجية حتى في القرن الحادي والعشرين لأن من لا يريد أن يسيطر عليها لا يريدها أن تقع في قبضة منافسيه.
وأضاف التقرير أن الأتراك يعتبرون الموصل حاجزًا يحول دون تمدد إيران باتجاه الغرب، ويخشى العرب من سيطرة الأتراك على المدينة في ضوء ما يرون أنه طموحات عثمانية جديدة يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويرى العرب والأكراد أنها محورًا أساسيًا للسيطرة على شمال العراق.
وتمثل الموصل معركة أكبر بين أمريكا التي تقود جهود تحريرها وروسيا، حيث تحاول أمريكا أن تملأ الفجوة بين عملياتها في العراق وبين ما تقوم به روسيا من نشاط عسكري في مدينة حلب السورية، مشيرة إلى أنه يمكن المقارنة بين الهجوم على الموصل بدعم أمريكي وبين الهجوم الروسي على مدينة حلب السورية.
وتعتمد الموصل في إعادة بنائها على وجود مليون مواطن سني يمكنهم ملء الفراغ بعد سقوط داعش ويمكن للحكومات الخليجية التي يمكن أن تشارك في إعادة تلك المدينة المهدمة، لكن هناك تخوفات تنتاب المواطنين السنة في تلك المدينة وهو أن تصبح الحرب في الموصل مثل حلب بمثابة صراعًا بين الدول الكبرى ويصب في مصلحة النظام الإيراني.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لو ظل الشيعة خارج المدينة وآل حكمها لمواطنيها فإنه يمكن للعراق أن يطوي صفحة تلك المدينة.
فيديو قد يعجبك: