نيويورك تايمز: كيف تولد الديكتاتوريات؟

كتبت - أماني بهجت:
نشرت صحيفة النيويورك تايمز مقالًا للرأي للكاتب روجر كوهين تحدث فيه عن الانتخابات الأمريكية والتصريحات العنصرية التي يطلقها المشرح الجمهوري دونالد ترامب وأثرها على المجتمع الأمريكي. وأورد كوهين في مقاله أحد تصريحات ترامب عن اتهامه لهيلاري كلينتون بإجراء مقابلات مع بنوك عالمية خفية وللتآمر على سيادة الولايات المتحدة وذلك من أجل إثراء القوى المالية العالمية وإثراء اهتمامات داعميها والمانحين لحملتها.

وأضاف أن ما يفعله ترامب مع منافسيه هو ما فعله النازيون بالضبط مع اليهود والمسميات التي كانوا يطلقوها على اليهود.
يقول كوهين أن المجتمعات غالبًا ما تنزلق نحو الديكتاتورية وذلك بعد سقوط الحواجز واحد تلو الأخر، "مجرد مهرج"، "يقول الناس" و"مبتذلين"، ثم يفوت الآوان.

اليوم، يؤيد ملايين من الأمريكيين الذين يخططون للتصويت لصالح ترامب العنف ضد جيرانهم الذين قد يكونوا مختلفين عنهم، ربما يكون مسلم أو لاتيني.
من السهل أن تنشر فيروس الكراهية، يقول كوهين.

وأضاف كوهين أن متاجرة ترامب بالعنف أمر لا يقبل الجدل. يريد مؤيديه الترحيل والتعذيب والاغتيالات والاعتقال، الأمر مثير للقلق عن ترامب أنه يرى في فلاديمير بوتين نموذجًا.
ويحكي كوهين عن حادث تمييز حدث لإحدى المواطنات الأمريكيات تُدعي فيرونيكا زوليتا التي هاجرت للولايات المتحدة من السلفادور منذ أكثر عقد وحصلت على الجنسية، عندما قال لها أحد الأشخاص في أحد المتاجر "يجب أن تذهبي لمتجر سيفواي، هذا المتجر لذوي البشرة البيضاء فقط".

في الأشهر الثلاثة التي تلت تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الهجمات ضد المثلية الجنسية 147 في المئة مقارنًة بنفس الفترة من العام الماضي، أصبح هذا الموسم للمتعصبين.

ويحكي كوهين عن حياة زوليتا التي تعمل منذ السادسة والنصف صباحًا وحتى الثانية عشر من منتصف الليل في تنظيف المنازل وتوصيل الأطفال إلى المدارس والاهتمام بهم وتعيش في منزل متواضع للغاية، وفي أحد الأيام أثناء عملها سقطت مغشيًا عليها من الإرهاق وذهبت للمستشفى حيث أخبرها الطبيب أنها يجب أن تحصل على قسطًا من الراحة والنوم، ولكنها علقت أنها "لا تستطيع".

يقول كوهين أن حياة زوليتا كحياة معظم الأمريكيين في الوقت الحالي: عصيبة ومربكة. أما عن زوليتا فهي تقول أنها من المستحيل أن تصوت لصالح ترامب