هل سينتظر العالم مأساة أخرى كي يحل مشكلة اللاجئين؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن تعاطف المواطنين مع اللاجئين السوريين، والأزمة بشكل عام، يزداد تدريجيا، وأن صورة ايلان وشقيقه لفتت الانتباه لمشكلة كانت موجودة، ولكنها أشارت إلى أن عدم قيام المسئولين بما عليهم فعله، وتٌظهر جانب من الحزن والأسى الشديدين.
ورأت الصحيفة أن الصور تعتبر بمثابة موسيقى تحذير للعالم، تجذبه وتدفعه إلى ضرورة العمل حتى تنتهى الأزمة، متساءلة عن سبب انتظار العالم كل هذا الالم حتى يتحرك.
وأشارت إلى حزن أعداد كبيرة في أمريكا وأوروبا على عائلة الكردي، لأنهم يمثلون ما بالأزمة من مأسوية، حيث تحولت صورة إيلان بوجهه الملقى في الرمال، وملابسه التي غسلتها الأمواج، إلى دعوات صريحة تنادي الزعماء والقيادات بالتصدي لهذه الأزمة الإنسانية، التي تعصف بالملايين، عبر الشرق الأوسط وأفريقيا.
نقلا عن منظمات حقوق الإنسان، فإن أعداد الأطفال المتوفيين منذ بداية الأحداث السورية وصل إلى حوالي 12 ألف شخص، منذ بدء الحرب المدنية السورية، وهاجر الملايين إلى خارجها، ومنذ ثلاث سنوات أعلنت العديد من منظمات حقوق الإنسان أن الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الفتاكة وغير الصالحة للاستخدام مما تسبب في مقتل الأطفال.
بالنسبة لعبد الله الكردي، فالحياة لن تعود كما كانت، حيث قال "لا أريد أي شيء من هذا العالم، كل ما أحلم به ضاع، أريد دفن ابنائي وأظل بجانبهم حتى أموت".
ودعت الصحيفة الولايات المتحدة الأمريكية لفعل المزيد لمساعدة سوريا، وذكرت ذلك في مجموعة من الخطوات، أهمها السماح للمزيد من اللاجئين للبقاء بداخلها. ولفتت لضرورة تعامل الحكومات الأجنبية والمؤسسات المختلفة مع هؤلاء الذين غادروا أراضيهم هاربين من الحروب والصراعات، سواء في سوريا أو اليمن أو جنوب السودان، أو تونس والصومال، أو أي منطقة أخرى، لذلك عليها الاستمرار في الدعم المالي، وأخذ تصرف حكومي، وتعديل سياستها لتشمل قرارات أكثر فاعلية.
قالت الصحيفة إن الحزن العام، يعد فرصة جيدة للتصرف وتغير السياسات لكي يحصل كل فرد على ما يستحق، ولكنه في النهاية مجرد شعور يجذب الانتباه تجاه الضحايا، لذلك يجب أن يكون ما حدث لايلان مختلف، فأنه جرح قلوبنا لكي يفتح أعيننا على شيء لن نشعر به مرة أخرى، لذلك لا يوجد أي ضرورة للانتظار لحدوث مأساة مشابهة، لكي ينهض العالم ويتصرف.
فيديو قد يعجبك: