لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نيويورك تايمز: خوف أمريكي من "التحركات الروسية" في سوريا

06:10 م السبت 05 سبتمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:
تخشى الولايات المتحدة من أن يكون إرسال روسيا فريق عسكري متقدم إلى سوريا واتخاذ خطوات أخرى، إشارة إلى تخطيط الرئيس فلاديمير بوتين لتوسع أكبر في دعمه العسكري للرئيس السوري بشار الأسد، حسبما قال مسؤولون في إدارة الرئيس باراك أوباما لصحيفة نيويورك تايمز.

تقول الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني يوم الجمعة إن التحركات الروسية، من بينها نقل وحدات سكنية جاهزة لمئات الأشخاص إلى مطار سوري وتسليم محطة مراقبة جوية متحركة محمولة إلى هناك، عامل معقد اخر لجهود وزير الخارجية الأمريكي المتكررة للحصول على دعم بوتين لحل دبلوماسي للنزاع الدموي في سوريا.

وقدم الروس أيضا طلبات تحليق عسكرية مع البلدان المجاورة خلال سبتمبر، وفقا للصحيفة.

وتراقب الولايات المتحدة تقارير غير مؤكدة بشأن احتمال أن تكون روسيا قد أرسلت دعما عسكريا إلى سوريا لمساندة نظامها في مواجهة المعارضة المسلحة الساعية للإطاحة به، حسبما أعلن البيت الأبيض.

وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن أي نوع من الانتشار العسكري دعما للقوات الحكومية السورية سيكون "مزعزعا للاستقرار".

وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض إلى أن "أي دعم عسكري لنظام الأسد لأي غرض، سواء كان هذا الدعم في شكل عسكريين أو طائرات (حربية) أو أسلحة أو تمويل، يزعزع الاستقرار ويأتي بنتائج عكسية".

روسيا تنفي
ونفت موسكو، تلك التقارير. وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، إن موسكو لم تخف أبدا أنها تقدم ما وصفته بالدعم الفني للسلطات السورية في مكافحة الإرهاب.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن زاخاروفا قولها في مؤتمر صحفي يوم الخميس "رأيت تقارير عن انتشار طائرات في الأرض السورية، كما قرأت أيضا تعليقات بهذا الصدد من وزارة الدفاع الروسية والرئاسة الروسية نفت هذه المعلومات".

وأضافت المتحدثة أنه "غالبا ما تصدر بيانات حساسة عن التعاون العسكري التقني الروسي مع سوريا، تتحدث عن زيادة أو تراجع (في التعاون)".

وقالت "خطنا الثابت هو تقديم العون لدمشق في القتال ضد التهديد الإرهابي".

وروسيا أحد أكبر الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ الانتفاضة ضده التي بدأت سلمية في مارس 2011 وتحولت بمرور الوقت إلى حرب أهلية طاحنة أدت إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص وتهجير ملايين اخرين داخل البلاد وخارجها.

قال الأسد في حديث مع تلفزيون المنار أواخر أغسطس الماضي إنه على ثقة من استمرار دعم حلفائه الرئيسيين إيران وروسيا.

وكانت صور نشرت على حساب مرتبط بمقاتلين سوريين بأحد مواقع التواصل الاجتماعي تبدو فيها طائرات حربية وأخرى بدون طيار روسية قرب محافظة إدلب في سوريا.

وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير يوم الخميس إنه بحسب ما بث عبر محطة تلفزيونية تديرها الحكومة السورية، فإن "قوات روسية تقاتل إلى جانب جيش الرئيس الأسد".

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك مقطع فيديو مدته ثلاث دقائق صوره مسلحون موالون للأسد يظهر قوات تدعمها مركبة مصفحة من بين أكثر المركبات تطورا في الجيش الروسي.

عدم يقين أمريكي
وتنقل نيويورك تايمز عن المسؤولين الأمريكيين إقرارهم بأنهم غير متيقنين من النوايا الروسية، غير أن بعضهم يقول إن الوحدات السكنية المؤقتة تشير إلى أن روسيا قد تنشر ما يصل إلى 1000 من مستشاريها أو الأفراد العسكريين الأخرين في المطار القريب من مكان أجداد الأسد. ويخدم المطار مدينة اللاذقية الساحلية.

وقال مسؤولون أمريكيون اخرون للصحيفة – لم تذكر اسمهم - إنهم لا يرون تأكيدا بأن روسيا تنوي نشر عدد كبير من القوات البرية، غير أنهم يقولون إن عملية التسكين سوف تمكن روسيا من استخدام المطار كمرفأ رئيسي لنقل الامدادات العسكرية للحكومة السورية، أو منصة محتملة لإطلاق هجمات جوية روسية دعما لقوات الأسد.

وينظر محللون استخباراتيون أمريكيون في شحنات سفن في روسيا لتحديد ما إن كانت متجهة إلى سوريا أم لا، وتكهن أحد المسؤولين بأن القوات الروسية المتواجدة في سوريا قد يكون زاد فجأة من 2000 إلى 3000، وفق نيويورك تايمز.

وقال مسؤول في إدارة أوباما "هناك بعض التحركات المقلقة – بعض الأمور التحضيرية والأشياء اللوجستية"، مضيفا أنه لا يوجد تأكيد بوصول عدد كبير من الجنود الروس أو طائرات حربية أو أسلحة ثقيلة إلى سوريا.

وسوريا أحد عملاء السلاح الرئيسيين لروسيا، وتستضيف قاعدة بحرية روسية في مدينة طرطوس الساحلية. غير أن المعلومات الاستخباراتية والتقارير الصحفية والصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي صدرت القلق لوزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض.

وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "عبرنا مرارا وتكرارا عن مخاوفنا حيال الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد. لكننا أيضا نراقب تحركاتهم بحرص شديد. إذا تم التحقق من هذه التقارير، فسوف تشكل تحولا خطيرا للغاية في مسار النزاع السوري وتضه أي التزام روسي بحل سلمي (للنزاع) محل تساءل".

والتقى كيري مع بوتين روسيا في مايو الماضي لاستكشاف ما إن كانت هناك إمكانية لتعاون الجانبين حول سوريا. كما التقى في أغسطس في لقاء ثلاثي في قطر مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ونظيره السعودي عادل الجبير.

خوف أمريكي
وتقول الصحيفة إن تعزيز الدعم العسكري الروسي للحكومة السورية يمكن أن يشكل مشاكل جمة للولايات المتحدة، فإذا كانت نية بوتين دعم الحكومة السورية والأسد، فإن ذلك يقد يقوض جهود كيري التي تقوم على أن الأسد بحاجة إلى أن يترك السلطة كجزء من أي حل سياسي للنزاع.

وقال المسؤولون إنه إذا نفذ الطيارون الروس غارات جوية فإن اختيار الأهداف قد يفاقم من الفوضى المتزايدة. وأضافوا أن الغارات الروسية ضد مسلحي الدولة الإسلامية (داعش) يمكن أن يتداخل أو على الأقل يعقد العمليات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا.

ويخشى المسؤولون من أن تستهدف روسيا التنظيمات التي تعارض الأسد، وقد تنفذ غارات ضد المقاتلين السوريين الذين تصفهم واشنطن بالمعتدلين والذين تدربهم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والبنتاجون.

وتقول الصحيفة إن هناك احتمالية أخرى بأن روسيا تتخذ تلك الخطوات لتأمين مصالحها الخاصة في حال انهارت حكومة الأسد والتوصل إلى اتفاق لتشارك السلطة مع المعارضة أو تم استبداله (الأسد). وبتوسيع نفوذها العسكرية في سوريا، قد تكون روسيا في وضعية أقوى لتشكيل النتائج السياسية التي قد تأتي مع ضعف الموقف العسكري لحكومة الأسد من خلال التشجيع على مشاركة السلطة أعضاء المعارضة التي تدعمها موسكو.

ووفقا للصحيفة، لم يتضح ما إن كانت إدارة اوباما ضغطت على الحكومة الروسية من أجل نواياها، على الرغم من أن بعض المسؤولين قالوا إن مثل هذا النقاش من المرجح أن يجري في الأيام المقبلة.

فيديو قد يعجبك: