لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من قتل أشرف مروان؟.. الجارديان تفتح ملف "جاسوس في سرير عبد الناصر"

06:40 م السبت 19 سبتمبر 2015

عبد الناصر وأشرف مروان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ علاء المطيري:

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تحقيقا مطولا أعاد فتح قضية مقتل رجل الأعمال المصري أشرف مروان تحت عنوان "من قتل أخطر جاسوس في القرن العشرين"، مشيرة إلى أن كل أسراره انتهت بانتهاء حياته عقب سقوطه من شرفة شقته في العاصمة البريطانية لندن.

وتساءلت الصحيفة من جديد هل كان أشرف مروان يعمل لصالح مصر أم إسرائيل، وهل قاد الكشف عن هويته إلى مقتله يوم 27 يونيو 2007 في شارع كارلتون هاوس تراس الذي سكنه 3 من رؤساء وزراء بريطانيا السابقين.

وتابعت "يقع مسكن رجل الأعمال المصري على بعد مئات الأمتار من ميدان بيكاديللي، الذي كانت تحلق في سمائه مروحيات ترافق موكب توني بلير المتوجه إلى قصر باكينجهام لتقديم استقالته من رئاسة الحكومة"، مشيرة إلى أنه في تلك الأثناء صرخت إحدى السيدات وتم طلب النجدة التي وصلت بعد أن فارق الحياة.

2559

أيامه الأخيرة

لفتت الصحيفة إلى أن الدقائق الأخيرة من حياة مروان كان الأكثر غموضا في تاريخه، مشيرة إلى أنه أخبر 3 من العاملين معه والمتواجدين في بناية مواجهة لشرفته أنه سيجتمع معهم بعد قليل، مشيرة إلى أنهم شاهده يقفز من شرفة شقته إلى الأرض.

وذكرت الصحيفة أن تشريح جثة مروان وجدت آثار أدوية مضادة للاكتئاب في دمائه، في حين أوضح الأطباء أنه كان يعاني من ضغوط كبيرة قبل موته وأنه فقد 10 كيلوجرامات في شهرين، لكنها أشارت ـ الصحيفة ـ إلى أن على الرغم من وجود حديث عن انتحاره إلا أنه كان يخطط لأشياء تمثل أسبابا للبقاء في الحياة.

اغتيال أم انتحار

وأوضحت الصحيفة أن التحقيق الذي تم عام 2010 في سبب وفاة أشرف مروان لم يشر إلى وجود أي اضطراب عقلي وأنه لا يوجد أي دليل يدعم نظرية انتحاره في ذات الوقت الذي لا يوجد فيه دليل على أنه تعرض لعملية اغتيال.

ونقلت الصحيفة عن منى عبد الناصر، زوجة أشرف مروان، قولها" أخبرني مروان في الأشهر الأخيرة أنه يمكن أن يقتل، وأنه كان يتفقد أبواب شقته قبل نومه بصورة لم يسبق له أن فعلها على مدى 38 عاما عاشتها معه".

اختفاء مذكراته

في ذات اليوم الذي قتل فيه أشرف مروان اختفت النسخة الوحيدة المعروفة من مذكراته من داخل شقته، وفقا لعائلته، التي أوضحت أنها كانت تضم 200 صفحة كان على وشك الانتهاء منها.

ووفقا لأحد الباحثين، فإن مروان عمل لسنوات مع الاستخبارات المصرية والإسرائيلية والإيطالية والأمريكية والبريطانية، وأنه كان يعد لتسريب أسرار يمكن أن تخرج ملوكا وأمما بأثرها، متسائلا: من أخذ تلك الوثائق، إذا كانت موجودة بالفعل؟، وهل موته جزء من أسلوب قتل تعرض له 3 مصريين في العاصمة البريطانية ماتوا بنفس الطريقة.

قتل نمطي

إذا صحت فرضية اغتيال أشرف مروان بدفعه من شرفة نافذته، فربما يكون ذلك جزء من قتل نمطي تعرض له اثنين من المصريين قبله وهما الممثلة المصرية سعاد حسني عام 2001 بعد أن أعلنت اعتزامها كتابة مذكراتها.

و في أغسطس 1973، سقط الفريق الليثي ناصف، مؤسس الحرس الجمهوري المصري من شرفة نافذته، بعد إعلانه هو الآخر أنه يعتزم كتابة مذكراته، ووفقا للصحيفة فإن مروان وسعاد حسنى والليثي ناصف جميعهم ينتمون إلى أجهزة أمنية مصرية.

الغموض

لفتت الصحيفة إلى قول دولمان، الطبيب الشرعي الذي تابع قضية موت أشرف مروان، أمام المحكمة بأنه بعد 3 سنوات من التحقيقات التي استمرت من 2007 إلى 2010 بمشاركة فرقتين من المتخصصين في متابعة جرائم الاغتيالات لم يتم التوصل إلى نتيجة واضحة، مشيرا إلى أن القضية ظلت غامضة.

وتابعت الصحيفة أن حياة أشرف مروان وموته كلاهما يمثلان قصة غموض، تخضع للاحتمالات والتكهنات من قبل الباحثين.

البداية

بدأت قصة مروان مع الموساد الإسرائيلي عندما اتصل بالسفارة الإسرائيلية وترك رسالة توضح رغبته في التعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، وقدم لهم وثائق عن مصر قال إنه لن يحصل على مقابل لها لكنه يطلب أتعاب 100.000 دولار فقط في المقابلة القادمة.

يأتي ذلك فيما شك الإسرائيليون في إمكانية أن يكون مروان وسيلة لخداعهم ومدهم بمعلومات غير صحيحة عن مصر، لكنه أكد لهم أنه يريد أن يكون مع المنتصر خاصة بعد هزيمة مصر في 5 يونيو 1967.

التجنيد

ولفتت الصحيفة إلى قول أحد عملاء الموساد أن تجنيد أشرف مروان كان بمثابة الحصول على عميل إسرائيلي ينام في سرير الرئيس المصري جمال عبد الناصر، مشيرة إلى أنه ظل محل شكوك على مدى 3 سنوات إلى أن أمد الإسرائيليين بمعلومات تقول أن هجوما مصريا حتميا سيحدث في أبريل 1973 بصورة جعلتهم يحركون العديد من الألوية وآلاف قوات الاحتياط إلى سيناء، لكن الهجوم لم يحدث.

وقدرت التكلفة التي تحملتها إسرائيل بسبب التعبئة ونقل قوات الاحتياط إلى سيناء بعد رسالة أشرف مروان 35 مليون دولار، وفي 4 أكتوبر 1973 بعث مروان برسالة أخرى إلى الإسرائيليين يخبرهم فيها بهجوم مصري مع غروب الشمس، وكانت المعلومات صحيحة لكن الهجوم تم قبل الموعد الذي حدده أشرف مروان بـ 4 ساعات.

فك الشفرة

من المؤكد أن فك شفرة ولاء أشرف مروان ستقود إلى قاتله، ففي حين يرى البعض أنه قدم خدماته لإسرائيل ليحصل على المال ويصبح ثريا، حيث ذكرت تقارير أنه استلم من إسرائيل في ذلك الحين 3 ملايين دولار، يرى آخرون أنه كان عميلا مزدوجا وعمل على مد الموساد بمعلومات هدامة لتضليله.

الحقيقة

لفتت الصحيفة إلى أن عمل أشرف مروان مع الموساد الإسرائيلي لا خلاف عليه، حيث ذكرت زوجته، منى عبد الناصر، عام 2000 أنها واجهته بحقيقة تمرير معلومات إلى إسرائيل فأنكر في البداية ثم أوضح لها أنها يمرر معلومات غير صحيحة للإسرائيليين.

الخطأ

نوهت الصحيفة إلي قول المؤرخ الإسرائيلي "برجمان" إن أكبر خطأ يمكن أن يحدث هو كشف هوية جاسوس قبل موته، مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يجب أن يحدث على الإطلاق من قبل المؤرخين حتى وإن كانت الفرصة سانحة.

وتابع أنه من المهارة ألا أفعل ذلك، على الرغم من أني كنت أنتظر مكالمة مروان في ذات الوقت الذي قتل فيه، مشيرا إلى أنه احتفظ بعلاقة جيدة بهذا الرجل على مدى 5 سنوات في لندن.

الفاعل

تساءلت الصحيفة: هل تعرف بريطانيا شيئا ما عن موت أشرف مروان؟، مشيرة إلى أن الشرطة البريطانية استطاعت أن تتعرف على هوية الشخصين اللذان تواجدا في شرفة شقة مروان عقب سقوطه مباشرة، لكنها لم تسمح بنشر الأمر على العامة.

الولاء

عندما مات مروان كان مبارك رئيسا لمصر، مشيرة إلى أنه إذا كانت مصر وراء مقتل مروان فإن مبارك هو المتهم الوحيد في تلك القضية، مشيرة إلى أنه قال على الملأ "لا أشك في ولاء هذا الرجل".

وتابعت أن جنازته كانت رسمية وكان في انتظاره جمال مبارك نجل الرئيس المصري السابق.

3133

عميل الموساد

في المقابل ذكر تسيف زامير، رئيس الموساد السابق، أن ولاء أشرف مروان كان للموساد بسبب المال والأنانية، مشيرا إلى أن يؤنب نفسه بصورة يومية على عجزه عن حماية جاسوسه السابق وفقا لما أورد في مذكراته.

التصفية

في التحقيقات اعتقدت منى عبد الناصر، أن زوجها تم تصفيته على يد عملاء الموساد، لكن هذا الأمر غير وارد، لسبب واحد، وهو أن قتل عميل للموساد بعد الكشف عنه سيؤدى إلى تعطيل عملية تجنيد عملاء جدد.

النهاية

للتعرف على حقيقة ما حدث، يجب أن يكون هناك قدر كاف من الأدلة، حيث أنه من غير الممكن أن يتم توجيه أصبع الإتهام إلى شخص بعينه.

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن المحكمة آلت إلى تسوية القضية إلا أن صفحات التاريخ لم تطوى بعد، ومازالت هناك تفاصيل يجب أن يتم الكشف عنها.

فيديو قد يعجبك: