لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بيتروف .. الروسي الذي أنقذ العالم من حرب نووية

04:27 م الجمعة 18 سبتمبر 2015

الضابط السابق في الجيش السوفياتي بيتروف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة ـ مصراوي:

يعرف ضابط سابق في الجيش السوفياتي في الغرب بأنه "الرجل الذي انقذ العالم"، كما يعرض حالياً في الصالات الأمريكية فيلم بهذا العنوان، يروي القصة المثيرة ليوم السادس والعشرين من سبتمبر 1983، عندما اتخذ ستانيسلاف بيتروف قراراً اعتبر كثيرون انه جنب العالم حرباً نووية، بحسب مانشرته صحيفة الحياة اللندنية.

ففي تلك الليلة دوى جرس انذار يعلن اطلاق صواريخ أمريكية باليستية عابرة للقارات، وكان على الليفتنانت كولونيل البالغ من العمر آنذاك 44 سنة أن يقرر وبسرعة، ما إذا الهجوم على الاتحاد السوفياتي حقيقياً.

وقال بيتروف "ادركت أن علي اتخاذ قرار ما، في ضوء تعادل خياراتي بين الشك واليقين".

وعلى رغم من أن المعلومات وردت من الأقمار الاصطناعية السوفياتية للإنذار المبكر المنشورة فوق الولايات المتحدة، إلا أن بيتروف قرر أن الإنذار خاطئ، ولو فعل غير ذلك لكان الاتحاد السوفياتي رد بتوجيه ضربات نووية إلى أمريكا.

وما جعل الأمر أكثر خطورة، هو أن الإتحاد السوفياتي كان يخشى فعلاً من هجوم نووي أمريكي مفاجئ خلال فترة شديدة التوتر من الحرب الباردة، ففي ذلك الشهر اسقط السوفييت طائرة ركاب أمريكية كانت متوجهة من الولايات المتحدة إلى كوريا الجنوبية بعد الاشتباه بأنها تتجسس. 

وكانت الولايات المتحدة تستعد بعد سلسلة من المناورات الاستفزازية لإجراء مناورة واسعة لحلف شمال الأطلسي تدعى "آيبل آرشر" تحاكي التحضيرات لهجوم نووي.

ويروي الفيلم الذي اخرجه الدنماركي بيتر انطوني أحداث تلك الليلة، وتتخلله مشاهد لبيتروف الحقيقي العجوز في منزله في روسيا، ولرحلة قام بها إلى الولايات المتحدة في 2006 وتلقى خلالها جائزة من الأمم المتحدة والتقى ممثلين هوليوديين بينهم كيفن كوستنر ومات ديمون وروبرت دي نيرو.

لكن بيتروف ليس معروفاً كثيراً في بلده، اذ لا يزال يقيم في شقة بسيطة في فرايزينو، وهي مدينة صغيرة عند تخوم موسكو.

لكن على عكس الفيلم الذي يظهره وهو يطرد الصحافيين الذين جاؤوا ليسمعوا قصته، فإن بيتروف مضيف كريم يدعو زائريه إلى مطبخه.

وعندما يعود الضابط المتقاعد البالغ من العمر الآن 76 سنة بذاكرته الى تلك الليلة في مركز المراقبة السري "سربوخوف-15"، يتذكر صوت جرس الإنذار الذي شق الصمت بعيد منتصف الليل.

ويقول "كان الوضع هادئاً، وفجأة انطلق صوت الإنذار القوي واشتعل ضوء زر القيادة وعليه كلمة اطلاق". 

ويضيف "صدمني ذلك، وشعرت بهول الموقف، وقفت ورأيت ان الآخرين كلهم يتطلعون نحوي مرتبكين، كان فريقي أقرب إلى اللإهيار وأدركت أنه إذا ساد الذعر سينتهي كل شيء".

وبعد دقائق من الإنذار الأول، انطلقت الصافرة مجدداً لتعلن اطلاق صاروخ أمريكي ثان، وسرعان ما أشار الجهاز إلى اطلاق خمسة صواريخ أخرى.

وأبلغ بيتروف قائده أن الجهاز اعطى انذاراً خاطئاً، ومع أنه لم يكن واثقاً تماماً من تقييمه، إلا أن قراره استند إلى واقع أن الرادار الأرضي السوفياتي لم يؤكد اطلاق الصواريخ. 

وعادة لا يلتقط الرادار الأرضي الصواريخ المقبلة الا بعد فترة من اطلاقها، لكن بيتروف كان يعرف بأنه موثوق أكثر من الأقمار الصناعية.

وتبين لاحقاً أن الإنذار الخاطئ نجم عن عطل في القمر الاصطناعي الذي اعتبر انعكاس اشعة الشمس على غيوم مرتفعة بمثابة اطلاق صواريخ.

 

فيديو قد يعجبك: