داعش تجمع أجهزة "الراديو" لاحباط محاولات الحكومة لتحرير الموصل
القاهرة- (مصراوي):
ذكر مسؤول كردي أمس أن تنظيم داعش نشر مسلحيه بشكل مكثف في أسواق وأحياء مدينة الموصل العراقية، وبدأ بجمع أجهزة المذياع "الراديو" من بيوتها وأسواقها، وحذر المحلات التجارية الخاصة ببيع الأجهزة، وذلك بعد أن طالبت الحكومة العراقية عبر منشورات ألقتها من الجو أول أمس، من أهالي الموصل باقتناء المذياع لالتقاط إذاعة ستبث توجيهات خاصة لسكان المدينة أثناء بدء العملية المرتقبة لتحريرها، وذلك بحسب صحيفة الحياة اللندنية.
وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لالشرق الأوسط إنه مطالبة وزارة الدفاع العراقية من خلال منشورات ألقتها الطائرات العراقية من الجو، أهالي الموصل باقتناء أجهزة مذياع صغيرة لالتقاط إذاعة موصل إف إم التي ستبث قريبا، بدأ التنظيم صباح أمس، حملة موسعة في أحياء الموصل وأسواقها لمصادرة أجهزة الراديو، وهدد أصحاب محلات الأجهزة الكهربائية بعقوبات صارمة إذا باعوا هذه الأجهزة.
وتابع مموزيني قوله "شملت حملة داعش، نشر عدد من مسلحيه الأطفال في أحياء المدينة وأسواقها لمتابعة المواطنين، ونصب العشرات من نقاط التفتيش، وأسفرت الحملة عن اعتقال أكثر من 250 موصليا لاشتباه التنظيم بهم، مبينا أن المنشورات التي ألقتها الطائرات على الموصل أصابت التنظيم بالارتباك، وبدأ يشك في كل حركة.
وكانت الطائرات العراقية ألقت أول من أمس منشورات على مدينة الموصل، حملت الرياح عددا منها باتجاه مواقع قوات البيشمركة القريبة من المدينة، وطالبت وزارة الدفاع العراقية في هذه المنشورات أهالي الموصل بالتعاون مع القوات المسلحة العراقية والابتعاد عن داعش، ووعدتهم بأنهم سيحررون مدينتهم وهم من سيحكمها، مؤكدة أن عملية تحرير المدينة باتت قريبة، وأن القوات العراقية على أبوابها.
يذكر، أن الحكومة العراقية بدأت منذ بداية الحرب معركة إعلامية ضد داعش من خلال الفضائيات التابعة لها من أجل التصدي لماكينة التنظيم المتطرف الإعلامية التي تعد أحد أركان تقدمه السريع في المعارك. لكن مسؤولين وخبراء عسكريين أكرادا وصفوا حرب بغداد الإعلامية بالضعيفة والتقليدية والطائفية.
وصرح شوان محمد طه، النائب السابق في لجنة الأمن والدفاع النيابية للصحيفة إن الحرب الإعلامية العراقية ضعيفة جدا، كذلك الدعاية ضد التنظيم ليست، هي الأخرى، بالمستوى المطلوب، بالإضافة إلى أن الدعاية الحكومية تعمل على إظهار ميليشيات الحشد الشعبي أكثر من الجيش العراقي، وهذا ستكون له آثار سلبية، مبينا أن تنظيم داعش يعمل بوحدة إعلامية واحدة وبتقنيات متطورة، أما الجانب المقابل الحكومي وبوحداته المتعددة، فلم يستطع التأثير نفسيا على المناطق الخاضعة للتنظيم، فضلا عن أن اختراق المجاميع المتطرفة ليس عملا سهلا.
وعن أثر المنشورات التي أسقطت جوا على الموصل، قال طه: إلقاء المنشورات حرب تقليدية وقديمة، فالموجودون في هذه المناطق هم مواطنون عراقيون ضمن النسيج الاجتماعي العراقي، لذا كان من الممكن للحكومة أن تتخذ سبلا أخرى لإيصال هذه الدعاية.
وتساءل قائلا "بغداد توصل الرواتب للموصل؛ إذن فكيف لا تستطيع أن توصل التعليمات إليها؟، مشيرا إلى أن بغداد تستطيع من خلال التواصل الاجتماعي والقنوات العراقية أن توصل هذه الرسائل، ويرى أن بغداد تقوم بحملة إعلامية لنفسها من خلال هذه المنشورات، وليس توعية الشارع، لتضعف هجمات التنظيم في جبهة الأنبار، مؤكدا حاجة الموصل لأكثر من ذلك.
ومن جانبه، قال اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة بحكومة إقليم كردستان للصحيفة، إن هذه المنشورات تهدف إلى إثارة الخوف والشك لدى التنظيم وإرباكه، وفي الوقت ذاته تدخل السرور إلى صدور سكان الموصل وتبشرهم بتحرير مدينتهم من التنظيم، لكن الحرب الإعلامية العراقية ضد داعش لم تستطع توجيه أي ضربة للتنظيم، لأن الحرب الإعلامية العراقية حرب طائفية، فلو تحدث الإعلام العراقي للشعب بشكل عام؛ حينها سيكون له تأثير قوي على التنظيم، أما الإعلام العراقي، فكما أشرت طائفي، وكان لهذا تأثير سلبي في أكثر الأحيان، لأنه يثير النعرات الطائفية لدى الآخرين أيضا.
فيديو قد يعجبك: