خطة نيجيرية لمحاربه "بوكو حرام"

كتبت-منه الشاذلى:

أعلن الرئيس النيجيرى محمد بوهارى عن اتحاد قوة أفريقية متعددة الجنسيات فى غضون عشره أيام لمحاربة الجماعة الاسلامية المتطرفة "بوكو حرام" التى قامت بقتل الآلاف و اختطاف مئات طالبات المدارس وذلك كما ورد فى صحيفه واشنطن بوست الامريكية.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس النيجيرى أعلن عن محاولات للقيام بالجهود اللازمة لإبادة "بوكو حرام" خلال 18 شهر على الاكثر، ولكنه قال أن السلطات النيجيرية تفتقر إلى وجود معلومات استخبارية بخصوص عدد الفتيات المفقودات من بعد عملية الإختطاف الجماعى فى بلده بجنوب شيبوك فى شهر إبريل من العام الماضي، مما أثار غضبًا دوليا وكان دافعًا لإنطلاق حملة "أرجعوا إلينا بناتنا" التى ذاع صيتها إلى البيت الابيض.

وصرح أن حكومته على استعداد بإطلاق صراح المعتقلين مقابل حرية البنات المختطفات، ولكن سيتم ذلك فى حالة التأكد من وجود المصداقيه الكافية للتفاوض بينها وبين قائدوا الجماعة.

وبعد مرور يوم من لقائه بالرئيس باراك أوباما، وعد بوهارى بتكريس الجهود والاستعداد بالتضحية من أجل إرجاع الفتيات المختطفات.

وأوضحت الصحيفة أن الهدف من تلك الزيارة هو البحث فى تطوير العلاقات بين نيجيريا والولايات المتحدة المتوترة، وذلك بسبب فشل وتراجع أداء الحكومة والجيش فى عهد جودلاك جونثان رئيس نيجيريا السابق.

وكشف أوباما عن رغبته فى التكاتف مع نيجيريا بهدف محاربة الإرهاب ومكافحة الفساد المتفشى في المجال الاقتصادى وانتاج النفط بأفريقيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من الانتخابات النيجيرية الأخيرة، والتي تعتبر أول تغير ديمقراطى في غرب أفريقيا التى عانت عقودًا فى ظل الحكم العسكرى إلا أن بوهارى يقف بمواجهة تحديات هائلة ومنها تمرد جماعة بوكو حرام التى تسببت بمقتل أكثر من 13 ألف شخصًا تشرد حوالى مليون ونصف شخصًا من بيوتهم.

ولكنه أعرب عن ثقته بأن تلك الجماعات الإسلامية التى ارتكبت تفجيرات انتحارية و هجوم على القرى وقتل المئات، سيتم إحاطتها و القضاء عليها بمساعدة دول الجوار، بنين، تشاد، الكاميرون، والنيجر، مؤكدا أن القوة المتعددة الجنسيات ستكون جاهزة بنهاية الشهر الحالى.

وأضاف بوهارى الذى درس بالكلية الحربية التابعة للجيش الأمريكى 35 عاما ،أنهم سيقومون بمنع أعضاء تلك الجماعة من التوظيف وحرمانهم من التنقل عبر الحدود بالإضافة إلى حرمانهم من التدريب وتلقى تعزيزات من حيث المعدات.

وأشار القائد النيجيرى إلى ضرورة التحقق من أن الذين يدعون الى التفاوض نيابة عن المتمردين هم حقا قيادات بوكو حرام، ويعرفون أماكن البنات وأحوالهم، وبالرغم من تمّكن بعض الفتيات من الفرار بعد أيام من اختطافهم إلا أنه مازال هناك 315 فتاة مفقودة حتى الآن.

ونقلت الصحيفة عن ناشط لدى حقوق الانسان أن المتطرفين على استعداد لتحرير الفتيات مقابل فك أَسر المعتقلين، ورد بوهارى بأن الحكومة لا يمكنها الرد بطريقة متهورة بنعم أو لا حيث يجب تقصى الحقائق جيدا قبل الموافقه على التفاوض.

ولفتت الصحيفة أن التعجيل بزيارة بوهارى لواشنطن تدل على حرص الولايات المتحدة على تكوين علاقات جيدة مع نيجيريا ، وقام عدد من كبار مسؤلى التجارة والتمويل الامريكيين بمقابلة الوفد النيجيرى يوم الثلاثاء، وقام بوهارى بمقابلة رئيس هيئة الاركان المشتركة مارتن ديمبسى ،ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان لدعم المزيد من المساعدة لمحاربه بوكو حرام.

وقال بوهارى إن الولايات المتحدة قلقة بشأن انتهاك حقوق النسان من قبل الجيش النيجيرى، واتهمت منظمة العفو الدولية قيادة الجيش النيجيرى بالتواطؤ في مقتل 8 الاف معتقل في المعركة ضد بوكو حرام مما دفع الولايات المتحده بالامتناع عن بيع طائرات هيليكوبتر اميريكية لنيجيريا.

ورد على ذلك بأن القادة العسكريين الجدد قد قاموا بإعادة تدريب القوات، وأنه سيتم الالتزام بقوانين الشراكة الدولية المتفق عليها .

وعبر بوهارى عن حاجة نيجيريا بمساعدة الأمم المتحدة لاستعادة الاموال الحكومية وعائدات صادرات النفط التى تم نقلها بشكل غير قانونى من خزائن البلاد، وأشار إلى مدى تضرر البلاد من انخفاض اسعار النفط العالمية، وذكر أنه خلال العقد الماضى تم سرقة حوالى 150 بيليون دولار من أموال الدوله وذلك من قبل المسؤلين الفاسدين السابقين ووضعها فى حسابات خارجية.