لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رمضان في اليمن.. 30 يوم في حضن الحرب

03:14 م الأحد 28 يونيو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عرفة:

على عكس باقي الدول الإسلامية التي تستعد لدخول شهر رمضان بالزينات والفوانيس، وتحضير ما لذ وطاب على الموائد الرمضانية، يختلف الوضع في بعض الدول العربية هذا العام ومن أهم هذه الدول التي لن يكون رمضان عندها مثل الأعوام الماضية، نجد اليمن الذي يخوض حربا أهلية بين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح ضد الانفصاليين الجنوبيين والمليشيات القبلية والمحلية والمليشيات الإسلامية السنة والموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يقيم في السعودية. واستولى المتمردون على العاصمة صنعاء في سبتمبر.

يعاني اليمن من انقسامات حادة منذ اندلاع الثورة به، لكن الوضع ازداد سوء منذ تدخل إيران في الأوضاع الداخلية لليمن ومساندتها للحوثيين، مما دفع الدول العربية وعلى رأسهم السعودية للتدخل في عملية أطلقوا عليها عاصفة الحزم، وبعد كر وفر ومكاسب حققتها عاصفة الحزم توقفت هذه العملية لتبدا "إعادة الأمل" والتي لم تحقق حتى الأن أية مكاسب تذكر، بحسب شهود عيان في اليمن.

ويعاني اليمن من أوضاع إنسانية بائسة، بحسب المبعوث الدولي للأمم المتحدة إلى اليمن، الذي قال يوم السبت في جينيف على هامش المحادثات بين الأطراف المتنازعة في اليمن، "علينا أن نتذكر جميعا أن هناك وضعا إنسانيا مأسويا في اليمن".

فيقول أحد السكان هناك إنه على الرغم من دخول رمضان، إلا انه لا توجد أية مساعدات، وان حتى المساعدات التي ترسل من دول الخليج لعدن يتم تحويل معظمها إلى ميناء الحديدة ( الشمال) ، القليل الذي يقع

بيد شباب المقاومة يتم توزيعه على الناس، لكن ما يقع بيد الحكومة "الشرعية" يتم بيعه على الناس في السوق السوداء، والحكومة "الشرعية" تسبب مضايقات كثيرة للناشطين المحليين الذين يحاولون مساعدة الناس من خلال توصيل الغذاء لهم عن طريق تبرعات المحسنين، حسبما يقول شهود عيان طلبوا عدم كشف هوياتهم خوفا من الانتقام.

وأشار أحد المصادر من هناك إلى أن "أَذًى المحافظة في عدن وعدد من المناطق لا يقل سوءا عن أَذى الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح.. فالناس ليس لديها مال لتشتري "المساعدات الانسانية" التي يفترض أن تكون مجانية، ولا توجد رواتب في البلد كلها منذ فترة بعد أن سرق الحوثيون وعلي عبدالله البنك المركزي".

وتصف إحدى الشهود الوضع في عدن "بالمزري" شارحة ذلك بقولها "بالنسبة للناس ما فيش أكل ولا علاج والأوبئة منتشرة، والناس حالتهم سيئة من كل النواحي حمى الضنك أنهكت الناس العلاج ان وجد لا يملك الناس ثمن".

"فرمضان دخل على الناس وليس لديهم ما يسد رمقهم، وحمى الضنك يموت بسببها الكثير يوميا".

يذكر أنه في ٢ يونيو بحسب إحصائية ائتلاف عدن للإغاثة ، كانت عدد الإصابات بحمى الضنك 4081 شخص في كريتر وحدها، ومن مات بسببها حتى ذلك التاريخ 113 مريض يرد إلى مقبرة القطيع وحدها يوميا بحسب رواية الشهود معدل 11 قتيلا، بسبب حمى الضنك غير باقي المقابر وقد تكون الحالة أسوأ الآن.

أما عن احوال المقاتلين الذين يقاتلون ضد الحوثيين، في ظل الظروف الراهنة فاستطاع مصراوي ان يتواصل مع بعض السكان من هناك ليرووا لنا بعض من هذه الأحداث:

 

سعيد محمد الدويل:

 

على-اليمين-عبد-العزيز-وبجانبه-صديقه-الشهيد-قبل-استشهاده-بيوم

قصة من شبوة يرويها السيد عبد العزيز الجفري رئيس تحالف قبائل شبوة استشهاد الصديق البطل سعيد محمد الدويل (وكان رئيس منظمة تنمية الشباب). . في يوم السبت ٢٣ مايو كنت في مقدمة المعركة في أعلى وادي صدر ومستمرين في اشتباكات منذ اليوم الذي سبقه.. وفي صباح اليوم الثاني كانت المواقع الموازية للوادي خاصة مفرق الصعيد قد سقطت بيد الأعداء وانسحب منها اخواننا ودخل العدو من الجبال ومن خلفنا.

وصلني الخبر وأمرت بانسحاب جنودي بطريقة منظمة وتأخرت لتأمين انسحابهم.. لم يعلم اخي العزيز سعيد بهذا وظن أن خبر سقوط المواقع الموازية لم يصلني.

ولأنه يعلم أن العدو اعتلى الجبال المطلة على الوادي حاول التسلل من طريق آخر للوصول إلى عندي لانذاري وسحبي من الوادي بينما كنت انسحبت بالفعل من وسط الوادي.

لكن بعد اشتباك مستمر مع العدو، خرجت أنا من الوادي لكن سعيد رحمه الله دخل إلى العمق يبحث عني و وقع في وسط الأعداء الذين باشروه وكان معه 3 واشتبكوا مع العدو.

استطاع 2 منهم النجاة وأسر أحدهم واستشهد صديقي العزيز سعيد مضحيا بحياته من أجل انقاذي.

"رحمه الله وتقبله في أعلى الدرجات.. كان أعز واقرب الإخوان في أحلك وأصعب الأوقات لم أكن اعتمد على أحد مثله وبالفعل خسرت الأخ والصديق الوفي والمساعد والذراع الأيمن الذي كنت اعتمد عليه في كل الأمور، تاركا زوجة وأب وأم و٢ اخوان بدون اولاد.

ويقول السكان هناك عن سعيد إنه كان شخصية رائعة ومحبوبة، وكان من خلال منظمته قبل الحرب يحاول مساعدة الشباب من خلال تطوير مهاراتهم بعقد الدورات لهم بالتعاون مع منظمات غير حكومية عالمية،

وكان عمل منظمته يتسم بالنظام والنزاهة، وكان أيضا رئيس فرع حزب رابطة الجنوب الحر في شبوة ويحظى بمكانة في قلوب الشباب.

 

فضل أحمد محمد سالم امبهام الميسري:

 

فضل-أحمد-محمد-سالم-امبهام-الميسري

فضل شاب يبغ من العمر 18 عاما من محافظة أبين، ويعاني منذ صغره من اعاقة تسببت في صعوبة حركته بعدما أصيب بغرغرينا أدت إلى بتر ساقه.

ويقول جيرانه عن قصة البتر:" أنه حين كان طفلا صغيرا ، تقريبا ٣ سنوات، احترقت قدمه وتحولت إلى غرغرينا، فبتر الأطباء قدمه من عند الكعبين ، فلم يجدي نفعا ثم بعد فترة بترت رجله ثانية من الركبة، ورغم ما

قد يعتبر اعاقة، إلا أنه مصمم على المشاركة في تحرير الجنوب.

ويذكر أن عمه هو حسن امبهام قتلته القاعدة من بضعة سنوات.

 

أحمد وهيب خالد:

 

أحمد

قالت الناشطة الحقوقية بشرى السيد عبده هاشم إنها فقدت ابنها الوحيد أحمد أثناء قيامهم بإيصال المساعدات الانسانية للأسر التي تعاني تحت وطأة الجوع والمرض والتشرد.

تروي بشرى أنها وعدد من صديقاتها في عدن نظمن حملة '' معا من أجل عدن''، وهي حملة انسانية تعنى بإيصال المساعدات الانسانية للأسر.

وتقول بشرى إنه في يوم الخميس 11 يونيو، قبل رمضان بأيام قليلة، ذهبت ابنها ووحيدها أحمد وهيب خالد (18سنة) بالمساعدات الغذائية ، إلى منطقة صيرة (كريتر)، عدن، ضمن حملة معا من أجل عدن. في ذلك الوقت كريتر كانت قد وقعت تحت سيطرة قوات علي عبد الله صالح والحوثيين بشكل كامل ولا توجد فيها مقاومة.

وبعد أن قامت بتوصيل ما أمكن توصيله من مساعدات غذائية للأسر التي تعاني الأمرين تحت الحرب وانقطاع الرواتب وشحة الغذاء والدواء، كانت الساعة حوالي الثالثة والنصف بعد الظهر، وقد أرهق أحمد العطش، فاستأذن من والدته ليذهب لشراء الثلج من محل قريب ليحظى بشربة ماء باردة في الحر الشديد في مدينة تعاني انقطاع الكهرباء من أسابيع طويلة، الثلج هو الرفاهية الوحيدة المتاحة للتخفيف من شدة حرارة الصيف، حين يتوفر.

ذهب أحمد واصطف مع عدد من الشباب عند محل الثلج ينتظر دوره، وانصرفت والدته بشرى إلى عملها مع الأسر.

كان الشارع هادئا ساكنا، لا قتال ولا مشاكل، والشباب ينتظرون في قيظ الظهيرة شربة الماء البارد، لا أحد منهم يحمل سلاحا ولا حتى عصا خشبية، وبينما هم يقفون اذا بسيارة تقف بجانبهم ويرتجل منها أحد الحوثيين شاهرا سلاحه، وصرخ في وجوه الشباب بلهجة يمنية (شمالية): ما تفعلوا هانا (هنا) يا أولاد (..) ثم أطلق الرصاص عليهم من نطاق قريب جدا''.

أصابت رصاصة فخذ أحد الشباب اسمه عهد ، وخرجت من الجانب الآخر من فخذه. وأصابت رصاصة أخرى يد أحمد اخترقتها لبطنه وخرجت من شقه، وأصابت رصاصة ثالثة مثانة شاب آخر كان يقف بالقرب منهما.

أحمد قتل في حينها، فيما رحل الشاب الذي أصيب في مثانته توفاه الله بعد ساعات في مساء نفس اليوم متأثرا بإصابته.

ونجا عهد الذي تعرف على القاتل وشهد بأوصافه.

كما كان هناك العديد من شهود العيان في المنطقة الذين تعرفوا على القاتل الحوثي ويعرف بأبي القاسم الأزرق (لزرقة عينيه).

تم رفع الأمر للقائد الحوثي، ويدعى أبا يحيى، والذي عينه الحوثيون حاكما للمدينة، والذي وعد الأهالي بالقصاص من القاتل، ولم تكتف الأم بشرى بوعده بل اتصلت بصنعاء وتكلمت مع طه أبو طالب القانوني عند عبد الملك الحوثي رئيس حزب (أنصار الله) الحوثيين، وأكد لها بأن هذا الأمر لا يرضيهم ووعدها بالقصاص.

وتم القبض على القاتل وإيداعه السجن لبضعة أيام، لتهدئة غضب الأهالي، لكن بعد أقل من أسبوع تم إطلاق سراحه.  إلا أن أبو القاسم السفّاح  قُتل بعد ذلك في احدى غارات التحالف، وتفحم جسده.

بشرى الأم الثكلى المكلومة التي فقدت وحيدها، الذي كانت تعول عليه وتعقد عليه آمالا كثيرة، لم تنسها معاناتها الشخصية معاناة الناس، ولم تتوقف عن مد يد العون لهم وجمع التبرعات وإيصال الغذاء والدواء للأسر، وتقول : لن أتوقف أبدا، الناس بحاجة لملابس وطعام والحمى تفتك بالناس وهم بحاجة للدواء، سأستمر في عملي إلى آخر يوم في حياتي''.

فيديو قد يعجبك: