نيويورك تايمز: إسرائيل تفتح شارع "سهلة" في الضفة الغربية بعد اغلاقه عشرين عاما
كتبت- هدى الشيمي:
احتاج محمد أبو حلاوة لعشر دقائق لكي يصل أمام باب محل الجزارة الخاص به، والذي أصيب بالصدأ لتركه لحوالي عشرين عام، حمل في يده مفتاح كبير يصل حجمه لحجم يده تقريبا، وضعه في موضعه بالباب، ولكنه احتاج لدفعه بوزنه كله، والضغط عليه لكي ينفتح، وفي تلك الاثناء اجتمع مجموعة من الأطفال يراقبون أبو حلاوة وهو يستخدم مطرقا لكي يفتح به الباب، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
قالت الصحيفة إن أبو حلاوة وجد داخل المتجر، ما فقده في عام 1994، عندما أغلق الجيش الإسرائيلي المتاجر في شارع سهلة في الخليل، بعد المجزرة التي وقعت هناك عام 1994، وتسببت في مقتل كثيرين، في مكان قريب الحرم الإبراهيمي، بالضفة الغربية.
مساحات واسعة من متجر أبو حلاوة كساه التراب، ولا تزال مروحة قديمة معلقة بالسقف، والثلاجة القديمة فارغة من اللحم، ويقول أبو حلاوة "هذه هي المنضدة التي اعتدنا تقطيع اللحم عليه".
قطع لحظة الحنين أمر من جندي إسرائيلي لأبو حلاوة من أجل إغلاق المتجر مرة أخرى، فأغلقه بالفعل، وأعاد نفس المرحلة التي مر بها أثناء فتحه.
أشارت الصحيفة إلى أن عمدة الخليل، أعلن في أول جمعة بشهر رمضان عن إمكانية فتح 70 متجر من بين 300 في شارع السهلة بالخليل، إلا أن الجيش الإسرائيلي وافق على فتح سبعة فقط، وأرجع ذلك إلى دواعي أمنية.
يذكر، أن السهلة من أشهر الشوارع التجارية في الخليل، وشهد نوع من الازدهار الاقتصادي، وعاشت المحلات حالة نشاط كبيرة، إلا أنه تحول الآن إلى منطقة للأشباح.
رأى ماثيو دسلاس، مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن ما حدث عملية تدريجية متطورة، وقال "كلما زاد عدد المحلات المفتوحة، كلما انتعشت الحالة، وزادت الحركة، تلك الاستراتيجية طولية المدى".
علق أصحاب المتاجر قائلين "شوي.. شوي"، مشيرين إلى بطئ العملية، وأن سبعة محلات فقط غير كافيين لإعادة الناس إلى ما كانوا عليه، خاصة وأنه منذ الحصار الإسرائيلي، واحكام قبضتهم على كافة نقاط دخول وخروج المنطقة، منعوا أيضا وصول السيارات الفلسطينية، وشاحنات الطعام، من الدخول.
قال عيسي عمرو، إن افتتاح المحل يحتاج إلى ثلاثة أشياء، هم المنتج، والعميل، وصاحب المحل، معتبرا كل ما تردد مؤخرا بشأن السهلة، مجرد دعاية، ولن يتغير أي شيء.
"كان من الصعب السير في هذا الشارع" بحسب أبو حديد، الذي أشار إلى أن الشارع كان يعج بالناس طوال الوقت.
وقالت تمار تولدانو، المتحدثة باسم الجيش إنها ليس لديها أي فكرة عن إعلان العمدة عن إعادة فتح 70 متجر، والذي تسبب في منح أمل كاذب للناس، مشيرة إلى أن الوضع معقد جدا في المدينة، وإن الجيش الإسرائيلي، أخذ خطوة بسيطة جدا.
فيديو قد يعجبك: