أربع ملاحظات سريعة على الانتخابات البرلمانية التركية
كتبت ـ مروة مصطفى:
وجه الناخبون الأتراك ضربة قوية للرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم الأحد الماضي، بعد أن كشفت نتائج الانتخابات خسارة الحزب لأغلبيته البرلمانية، وفي حدث تاريخي نراه لأول مرة، ارتفعت سيطرة الاكراد على البرلمان التركي في أنقرة، مما يمثل ثورة جديدة في الديموقراطية التركية.
وحصل حزب العدالة والتنمية على نسبة أصوات أقل من 41 في المئة ، الأمر الذي عرض حزب العدالة والتنمية لأسوأ نتيجة له منذ عام 2002، وشكل منعطفا تاريخيا يواجه الحزب الذي هيمن على السياسة التركية منذ ما يقرب من عقد ونصف.
فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد على 13 في المئة بـ 79 مقعدا، ليتجاوز عتبة 10 في المئة اللازمة لدخول البرلمان، وبالتالي سيكون أول تكتل أو حزب سياسي كردي يدخل البرلمان.
وتنشر مجلة "بوليتيكو" الأمريكية تقريرا تحلل فيه تبعات هذه النتائج تحت عنوان "أربع ملاحظات سريعة تتعلق بالانتخابات التركية.
1- بعد 12 عاما من سيطرته على السلطة ..تحول اتجاه المد ضد أردوغان:
سيطر حزب أردوغان على السلطة مدة 12 عاما، إلا أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة جاءت بما لا تشتهي السفن، حيث فقد حزب العدالة والتنمية التركي أغلبيته البرلمانية لصالح الأكراد، الأمر الذي اعتبر ضربة قوية موجهة ضد أردوغان.
2- الديموقراطية مهمة ومفيد.. حتى للأكراد:
حيث نجح حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد لحقوق الأكراد برئاسة صلاح الدين دميرتاز في الحصول على 13 في المئة بـ 79 مقعدا، ليتجاوز عتبة 10 في المئة اللازمة لدخول البرلمان، وبالتالي سيكون أول تكتل أو حزب سياسي كردي يدخل البرلمان.
3- نتيجة الانتخابات قد تساعد الجهود المبذولة لإنهاء التمرد حزب العمال الكردستاني في تركيا:
يقر عديد من المحللين السياسيين أنه بعد حصول حزب الشعوب الديموقراطي على موضع قدم داخل البرلمان كحزب سياسي وليس مجموعة من المرشحين المستقلين، فإنه ولابد أن يعمل على حل مشكلة الأكراد داخل تركيا، وهي مشكلة طال أمدها طويلا، حيث طالما طالب الأكراد بحق التعليم باللغة الأم، ودستور غير تمييزي، و قانون أكثر عدالة لمكافحة الإرهاب، وخفض عتبة الانتخابات عن عشرة في المئة.
4- تركيا لن تعود للأيام الصعبة مثل السبعينات والتسعينات:
بعد أن جعلت نتائج الانتخابات البرلمانية في تركيا حزب العدالة والتنمية يخسر الأغلبية البرلمانية التي اعتاد عليها، سيضطر لأول مرة للبحث عن شريك يشاطره الحكم.
الأمر الذي دفع أنصار حزب العدالة والتنمية لبدأوا في تذكر الوجه الكئيب للحكومات الائتلافية التي مرت على تركيا في السبعينات والتسعينات، حيث شهدت البلاد في هذه الفترات ا تضخم جامح وصراعات داخلية دامية.
وهو ما يجعل عديدون يعتقدون أن تركيا ستشهد الفترة القادمة غياب الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي غير المنقطع التي عرفته البلاد على يد أردوغان.
فيديو قد يعجبك: