الرئيس الأوغندي للغرب: كفوا عن سياستكم الإمبريالية في أفريقيا
كتبت – سارة عرفة:
قال رئيس أوغندا يوري موسفيني، والذي من المتوقع ان يفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة مازحا، إن بلده تتمتع بقدر كبير من الحرية يجعلها أقرب إلى المملكة، مشيرا في نفس الوقت في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية إلى أن على القوى الغربية أن توقف سياساتها الإمبريالية تجاه القارة السمراء، فلابد أن تكون هناك "حلولا أفريقية للمشكلة الأفريقية".
وأضاف موسيفيني في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية " إذا كان هناك شخصا تعرض للقمع، فهذا الشخص انا"، وذلك بعد أن مدحه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، مشيرا إلى انه أحد العقول المستنيرة في أفريقيا، مدحضا بذلك الاشاعات التي تقول إنه سلطوي.
ولفتت الوكالة إلى تخوفات موسيفيني من قدرته على الحصول على ولاية جديدة نظرا لسنه وأنه سيبلغ عامه الواحد والسبعون في شهر سبتمبر المقبل، وأنه سيكون في 75 عاما عند انتهاء مدة ولايته وبذلك يكون تخطى السن القانوني للرئاسة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بمقارنة الوضع في بروندي الذي نتج عنه مقتل العديد من المحتجين نتيجة رفضهم الانتخابات، والوضع في أوغندا، قال يوسيفيني "سأدع المحكمة تقرر مصير ذلك".
وأوضح الرئيس أن مستقبل مرشح الرئاسة يتوقف على الحزب الحاكم.
ويذكر أن الحزب الذي يقصده موسيفيني هو الحزب الوحيد الذي يتمتع بسلطات قوية، وذلك لأنه حتى فترة كبيرة لم يكن هناك أحزاب أخرى، بحسب الوكالة.
وشدد يوسيفيني على أن الدول الإفريقية الفقيرة لا تستطيع توفير منافسين سياسيين أقوياء، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تسيير السياسة هناك.
وعلى الرغم من توسل أعضاء الحزب ليوسيفيني كي يترشح، إلا انه مازال مصمما على ان من سيختاره الحزب الحاكم هو من سيفوز، وعندما كان رد أنصاره أن الحزب يريده هو، قال إذا كان كذلك سنعرف عندما تعلن النتيجة النهائية.
وقال إن هناك حالات قد لا يخوض الانتخابات فيها لكنه قال إنها ليست للصحافة. وكتب في تغريدة مطلع هذا العام "توقف عن التسيس واتجه للعمل".
ونقلت الوكالة قول المحامي والمحقق الأوغندي البارز نيكولاس أوبييو، قوله إنه "بالنسبة للأمريكيين، ما يحتاجون إلى فهمه هو أن بقاء موسيفيني في السلطة سيكون هناك ستة رؤساء أمريكيين"، حكموا خلال توليه هو السلطة في بلاده. وأضاف أن الأمر الوحيد الذي سوف يسمح بانتقال سلمي للسلطة هي منع موسيفيني من الترشح لأسباب قانونية "أو، بمشيئة الله، أن يسقط مريضا للغاية".
تقول الوكالة إن أوغندا حصلت على استقلالها في 1962 عن بريطانيا، وأطيح بالنظام القمعي في 1986، ومنذ ذلك الحين تصارع مشكلات اقتصادية وأزمة مرض الايدز، وهي جهود أثنى عليها موسيفيني.
ولم يكن هناك انتقالا سلميا للسلطة في تاريخ البلاد، بحسب الوكالة التي أضافت أن موسيفيني لم يتعطي أي تفاصيل حول نموذج انتقال السلطة في بلاده التييبلغ تعدادها 36 مليون نسمة.
ويقول الرئيس الأوغندي "إن كل ذلك موجود في الدستور".
وحول ما إن كان يريد أن تنتقل الرئاسة في أحد الأيام إلى ابنه الذي يقود القوات الخاصة الأوغندية، ويقول مراقبون إنه يتم اعداده ليكون قائد المستقبل، قال موسيفيني "لا.. ليس هذا ما اريده. الأمر هو ما يريده حزبي، وما تريده البلاد".
وتقول الوكالة إن سمعة موسيفيني تلطخت جراء اتهامات بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان، وتزوير الانتخابات. ويخشى مراقبون من أن يكون نسخة من الديكتاتور الذي أطاح به من قبل. فمشكلة أوغندا كما قال موسيفيني عندما أصبح رئيسا في 1986، "ليست في شعبها، لكن في القادة الذين يريدون البقاء طويلا في السلطة".
ولفت موسيفيني إلى أن على القوى الغربية أن توقت سياساتها الإمبريالية في القاهرة، فلو كان مجلس الأمن استمع إلى أفريقيا قبل أن يخول التدخل العسكري في ليبيا قبل عدة سنوات، لكان أمكن تجنب الفوضى الحالية في البلاد ورحلات الهجرة غير الشرعية القاتلة في المتوسط، حسبما قال في كلمته في الأمم المتحدة الاثنين الماضي، مضيفا "حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية".
وقال أيضا إن "هناك كثير من الحرية (في أوغندا) وتقريبا هذه مشكلة في حد ذاتها".
فيديو قد يعجبك: