لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد 40 عامًا على حرب فيتنام.. أبناء يبحثون عن آبائهم

02:48 م الأحد 19 أبريل 2015

بالأعلى فو هو نيان توافق حمضه النووي مع احد قدامى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عرفة:
قالت صحيفة واشنطن بوست إنه مازال أبناء الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في حرب فيتنام يبحثون عن أبائهم، مشيرة إلى أنه عندما غادر آخر الجنود الأمريكيين مدينة سايجون في 29 و30 أبريل 1975، تركوا وراءهم بلدا يحمل ندوب الحرب، وشعبا لا يدري ماذا يحمل له المستقبل، والآلاف من أبنائهم.

وأوضحت الصحيفة أن بعض هؤلاء الأطفال، به عرق أسود، والبعض الآخر به عرق أبيض، وهم ثمرة علاقات بين ضباط وفتيات هوى، ونادلات، وعاملات تنظيف ملابس.

وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الأبناء في منتصف العمر الأن، ولديهم قصص تماثل في تعقيدها تعقيد البلدين اللتين كانت العلاقة بينهما سبب وجودهم في هذه الحياة،فأن يكبر المرء وهو يحمل ملامح وجه عدوه أمر يعني التعرض للبصق، والسخرية، والضرب.

وتم التخلي عنهم ليرعاهم أقرباء، أو بيعهم كعمالة رخيصة، وكثيرا ما كانت تضطر الأسر، التي تتولى رعايتهم، إلى إخفائهم، أو إزالة الخصلات الشقراء أو المتجعدة التي تكشف سرهم. وكان يتم إرسال البعض إلى مؤسسات تعليمية، أو معسكرات عمل، أو كان ينتهي بهم الحال مشردين يعيشون في الشوارع. وكان يطلق عليهم "تراب الحياة".

بعد 40 عاما، لا يزال المئات منهم يقيمون في فيتنام، لكنهم فقراء فقرًا مدقعًا، أو ليس لديهم ما يثبت أحقيتهم بالمشاركة في برنامج تم إنشاؤه طبقا لـ"قانون الأطفال الآسيويين لآباء أمريكيين للعودة للديار لعام 1987"، وهو تشريع يهدف لمساعدة أبناء الجنود الأمريكيين على الاستقرار في الولايات المتحدة.

ودشنت المجموعة أحدث محاولة للجمع بين الآباء والأبناء من خلال عمل قاعدة بيانات الحمض النووي على موقع إلكتروني للإرث العائلي. لا يملك من تم التخلي عنهم سوى معلومات قليلة عن آبائهم الحقيقيين، حيث تم إحراق الأوراق، والصور مع سيطرة النظام الشيوعي، والذكريات تلاشت. ولذا تعد اختبارات الحمض النووي، الأمل الوحيد الباقي.

وقامت صحيفة واشنطن بوست بنشر بعض قصص هؤلاء الأبناء من بينهم، فو هو نيان البالغ من العمر 46 سنةويعمل بائع بقارب خضراوات في الأسواق العائمة بدلتا نهر ميكونج بفيتنام.

والذي تفاجأ بنبأ توافق بيانات حمضه النووي مع أحد قدامى المحاربين في فيتنام.

ما كان يعلمه نيان، هو أن والده كان جنديًا أمريكيا اسمه بوب، ولم يكن يعرف كثيرا من المعلومات عنه. أخذ نيان يروى أخيرًا: "لقد كنت أبكي، فقد فقدت أبي لمدة 40 عاما، والآن ألتقي به أخيرا".

كانت والدته قد أخبرته عندما كان في العاشرة من العمر أنه ابن لجندي. ويتذكر نيان كيف كان يسأل والدته: "لماذا يتعمد الأطفال إثارة حنقي طوال الوقت؟ هذا يزعجني وأحيانا أريد أن أضربهم". كانت تتوقف عن الحديث قليلا وتخبره أنه طفل هجين وكانت تبدو حزينة، لكن كان جداه يقولان له إنهما يحبانه رغم كل شيء.

وبعد أن قدم نيان وآخرون عينة من الحمض النووي الخاص بهم، أخذوا ينتظرون لمعرفة ما إذا كانت التكنولوجيا الحديثة ستمنحهم فرصة لتحقيق الحلم الأمريكي القديم.

وكانت النتيجة أن نيان هو ابن الجندي الأمريكي بوب ثيدفيردن والذي كان قد التقى بوالدة نيان الفيتنامية أثناء خدمته العسكرية، إلا أن ثيدفيرد لم يكن يعلم عنه شيئا.

ولفتت الصحيفة إلى أن لويز، زوجة بوب ثيدفيرد، دخلت على حسابها على موقع الحمض النووي لشجرة العائلة الذي يعمل بالتوازي مع جهود جولدبيرج، ووجدت نتيجة مفاجئة.

كانت النتيجة تحمل علاقة جديدة بزوجها هي علاقة ابن بأب وكان الابن هو نيان. كانت لويز تشك في احتمال أن يكون لزوجها ابن أنجبه خلال فترة خدمته في الشرطة العسكرية في فيتنام في نهاية الستينات. كذلك كانت قد وجدت صورة لامرأة فيتنامية داخل محفظته بعد فترة قصيرة من زواجهما.

أما الصدمة الكبرى فكانت من نصيب ابنتهما أماندا هيزيل (35 سنة) التي تعمل كمساعدة محام في فورت ورث. وقالت هيزيل: "كان أول خاطر هو التساؤل عما إذا كان في الأمر عملية احتيال". ووصلت صور نيان بعد ذلك بفترة قصيرة.

تريستا جولدبيرج (44 سنة) معلمة بيلاتس من نيو جيرسي، تفخر بأنها من "الآسيويين لآباء أمريكيين"، وهي مؤسسة مجموعة تسمى "عملية لم الشمل". وقد تبنتها أسرة أمريكية عام 1974، ووجدت والدتها الحقيقية عام 2001.

منذ ربيعين، وصلت إلى منزل في مدينة هو تشي منه، حيث يعيش 80 شخصا تجمعوا من أجل تقديم عينات لاختبار الحمض النووي. وتأمل تريستا أن تستخدم النتائج في مساعدة نحو 400 شخص تقدموا بطلبات للحصول على تأشيرة أمريكية، ولا تزال تلك الطلبات معلقة بسبب عدم وجود أدلة.

وقالت: "لولا القدر لكنت من بين هؤلاء الذي ظلوا في البلاد". وتم إجلاء أكثر من 3 آلاف يتيم فيتنامي من فيتنام خلال الأيام الأخيرة للحرب، التي اتسمت بفوضى عارمة. وتغيرت حياة الباقين طبقا لقانون عام 1987 الذي سمح لـ21 ألف آسيوي لأب أمريكي وأكثر من 55 ألف فرد من عائلاتهم، بالاستقرار في الولايات المتحدة الأمريكية.

وتحول من يطلق عليهم "تراب الحياة" فجأة إلى "أطفال من ذهب". ودفع الأثرياء الفيتناميون المال لشراء هؤلاء الأطفال، والتخلي عنهم بمجرد وصولهم إلى أمريكا، بحسب ما قال روبرت ماكيلفي، الطبيب النفسي للأطفال، وضابط في مشاة البحرية الأمريكية، وصاحب كتاب: "تراب الحياة: أبناء أمريكا المتخلى عنهم في فيتنام".

وبسبب هذا الشكل من الاحتيال، شددت الولايات المتحدة إجراءات الفحص، وانخفض عدد التأشيرات الممنوحة للمهاجرين بشكل كبير، حيث لم يتم منح سوى 3 تأشيرات خلال العام الماضي.

فيديو قد يعجبك: