نيويورك تايمز: إرهاب داعش انعكس عليها
كتبت- هدى الشيمي:
لعب الإرهاب دائما دورا جرثوميا في كل الصراعات، وأفسد العلاقات بين الحركات والجماعات الثورية، وجعلهم يستسيغون الأعمال الوحشية، بحجة أن الغاية تبرر أي وسيلة، ولكنه قد ينعكس عليهم، فيكون الإرهابيين أول من يتأذى من أفعالهم، هذا بحسب ورد في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
فقالت الصحيفة- في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن هذا ما حدث مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بعد نشرهم لمقطع فيديو حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، والذي كان الغرض منه ترويع العرب، وإثنائهم عن المشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضدها، إلا أنه تسبب في ارتفاع وتيرة الغضب في الوطن العربي ضد داعش.
وأشارت الصحيفة إلى أن داعش حققت القليل خلال الفترة الماضية، على الرغم من استخدامها لشبكة الانترنت في نشر مقاطع الفيديو، والصور لعمليات الإعدام، والتي غالبا ما تكون عن طريق ذبح الرهائن، والتي كان اخرها ذبح رهينتين يابانيتين.
وأوضحت أن التنظيم الجهادي استخدم أكثر الاساليب وحشية وغير انسانية مع العرب في سوريا والعراق، إلا أن ذلك لم يجمع مشاعر المواطنين في تلك المناطق على شيء واحد، ولم يدفعهم إلى كره التنظيم، فهناك من يتعامل مع الأمر بلا مبالة، وهناك من يتعاطف مع مجاهديها.
وفي المملكة الأردنية التي تعد من أقوى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر من شن هجمات في التحالف الدولي على المناطق المأسورة من قبل داعش، خرج أكبر عدد من المجاهدين والمقاتلين للانضمام إلى التنظيم، وفقا للصحيفة.
إلا أن مقطع فيديو حرق الكساسبة غير كل ذلك، فكانت القشة التي كسرت ظهر البعير، وزادت من كراهية داعش في الشرق الأوسط والعالم، فلفتت الصحيفة لزيادة غضب العرب بصورة عامة، والأردنيين بصورة خاصة، حيث أمر الملك عبد الله الثاني حاكم الأردن بإعدام جهاديين فورا، وقُبل هذا الأمر بالترحيب الشديد من قبل المواطنين.
وفي سياق متصل، استهدفت القوات الأردنية مواقع داعش يوم الخميس الماضي، وشنت عليها هجوما قويا، كما أدان كبار الأئمة والشيوخ العرب مقتل الكساسبة، وأكد أحد كبار الشيوخ في القاهرة أن أعمال داعش تجعلها تكسب عداوات كبيرة، وشدد على ضرورة محارباتها.
كما ذكرت الصحيفة دعوات الكثير من الأردنيين، ومن بينهم والد الكساسبة لبلادهم بضرورة شن هجمات ضارية على داعش، إلا أن بمقتله بتلك الطريقة الوحشية، زادت الدعوات، فلم تصبح أردنية فقط بل أصبحت عربية وعالمية، والتي أكدت على أن مرحلة الصمت وتجاهل جرائم التنظيم القديمة قد انتهت تماما.
واختتمت الصحيفة قولها، بالتأكيد على أنه في حالة تحول الغضب في الشرق الأوسط إلى حملة كبيرة ضد داعش، لإيقاف أعمالها الإرهابية، والوحشية، فأن مقتل الكساسبة بهذه الطريقة لم يكن عديم الفائدة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: