واشنطن بوست: داعش يمر بأزمة تمويل
كتبت – أماني بهجت:
أعدت صحيفة واشنطن بوست تحقيقًا عن مصادر تمويل تنظيم داعش واستعانت برأي العديد من المحللين وأجمعوا على أن التنظيم يواجه أزمة مالية جراء خسارته للمناطق التي يسيطر عليها تباعًا.
ووفقًا للصحيفة فإن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف إعلاميًا بتنظيم داعش يعد أغنى منظمة إرهابية في العالم، لكنه الآن يواجه صعوبات مالية قد تؤثر على قدرته على الاستيلاء والسيطرة على مزيد من المناطق، في الوقت نفسه يحاول التنظيم السيطرة على المناطق التي تقع تحت "خلافته المزعومة".
وقالت الصحيفة أن التنظيم بدأ يخسر مصادر تمويله تباعًا، بعدما استعاد المقاتلون الأكراد والعرب مدن سورية كان التنظيم يعتمد عليها اعتمادًا كبيرًا من أجل جمع أموال الضرائب، بالإضافة إلى خسارته لثلثي الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق بعد استعادة ميليشيات الحشد الشعبي لمدينة تكريت ومصفاة بيجي لتكرير النفط.
وقال أحد المصادر التي تحدث إليه الصحيفة وهو أيمن التميمي الخبير بمنتدى الشرق الأوسط أن التنظيم وجهت له ضربات قاسية خلال فترة الصيف وذلك عن طريق توقف الحكومة العراقية عن دفع الأموال لمن يقومون بالخدمات المدنية، هؤلاء الموظفون يعيشون في المناطق التي كان يسيطر التنظيم، والموصل كذلك.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد قدرت في وقت سابق أن مقاتلي التنظيم يحصدون حوالي 40 مليون دولار شهريًا مقابل مبيعات النفط، بالإضافة إلى أموال الضرائب والأموال التي يحصدها بالقوة المفروضة على ما يقرب من 6 لـ9 مليون شخص يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
ووفقًا لمحللين فإن خسارة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم قد تكون أحد أهم الأسباب وراء تغير استراتيجية التنظيم والقيام بعمليات في الخارج كأحداث باريس. وهي استراتيجية للضغط على أعداء التنظيم.
يرى محللون أخرون أن داعش يقوم ببناء امبراطورية جديدة عوضًا عن تلك التي بدأت بالتفكك في العراق وسوريا، الجديدة في ليبيا، وذلك عن طريق تحصين مناطق أكثر أمانًا له.
ووفقًا للصحيفة فإن رواتب المقاتلين بدأت بالنقصان، فقد انخفض راتب المقاتل الواحد من 400 دولار شهريًا إلى 300 دولار .
وبرامج المساعدة للمحتاجين في المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم التي كان يستفيد منها التنظيم قد تم تقليصها، مزيدًا من الأزمة المالية للتنظيم، هذه المناطق تعاني بالأساس من نقص في الدواء وخصوصًا الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، ذلك غير انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.
يأتي هذا التقرير بعد تقرير كانت نشرته صحيفة نيويورك تايمز منذ عدة أيام يتحدث عن أن مشروع الخلافة الذي هو سبب أساسي لجذب المقاتلين يوجه الآن العديد من المشاكل، كانت الصحيفة قد التقت بمسلحين من الدولة الإسلامية قد فرّوا من "دولة الخلافة" وقال هؤلاء المسلحون أن الأجور قد تدنت وأن مستوى الخدمات الرئيسية في تراجع، وفي الوقت الحالي التنظيم يقوم التنظيم بزيادة الضرائب والأموال المفروضة عنوة على السكان وذلك نتيجة لتهاوي تجارة تهريب وبيع النفط.
فيديو قد يعجبك: