لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تايم الأمريكية: من الغباء اعتقاد أن الولايات المتحدة في مأمن من داعش

02:30 م الثلاثاء 17 نوفمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منة الله مصطفى:

بترهيب واحدة من أحب دول العالم، قامت بأكثر من مجرد تدمير أمسية باريسية ليوم الجمعة. أكدت الهجمات المنظمة أن 13 نوفمبر 2015 سيحتل مكاناً بارزا بين التواريخ المشار إليها بالهمجية.

تركت أحداث العنف الملايين في فرنسا مصابين بالرعب متطلعين لرد فعل، وأظهرت استعداد التنظيم لمهاجمة المدنيين، كما ورد في مجلة تايم الأمريكية، حيث أنها أنهت أيضا أي نقاش حول طموحات داعش الدولية.

انقسم الخبراء منذ أسابيع مضت حول رغبات الجماعة، فرأى البعض أن تركيزها في الغالب محلياً وأن مجهوداتها لبناء خلافة في العراق وسوريا له الأسبقية عن الهجمات الخارجية.

لكن داعش الآن مدانة بإسقاط الطائرة الروسية، وشن هجمات كبيرة في قلب بيروت وبث العنف والفوضى عبر باريس.

ربما ترغب الجماعة في تحميل فرنسا وروسيا وحزب الله اللبناني تكلفة تدخلاتها في سوريا. ومن المحتمل أنها ترى هذه الدول وغيرها كعوائق حتمية لمشروع بناء الدولة الذي تتصوره للشرق الأوسط الجديد. أو ربما كان برنامج الهجمات الإرهابية الكارثية الدولي كان جزئاً من خطتها على الدوام.

من الصعب معرفة ما يحفز داعش بالتحديد، ولكنه من الغباء أن نظن أن الولايات المتحدة ستظل في مأمن من مخططاتها.

ستبقى الولايات المتحدة هدفاً أصعب من أوروبا ولكن بأي حال من الأحوال ليست هدفاً مستحيلاً. حتى قبل موجة الهجمات الدولية، صرح "جايمس كومى" رئيس الإف بي آي أن التحريات الخاصة بداعش مستمرة في الخمسين ولاية.

كانت أحداث باريس بمثابة إنذار. وصرح الرئيس فرانسوا هولاند بأن فرنسا ستتخذ الإجراءات الضرورية بطريقة صارمة تجاه الهمجيين. وأضاف رئيس الوزراء أن فرنسا ستزيد من عملياتها العسكرية في سوريا لإبادة داعش.

وقد شنت فرنسا بهجمات جوية نهاية الأسبوع على مدينة الرقة ومن المتوقع وجود تصعيدات على جميع الصواعد.

تحولت رغبة حكومة أوباما لتجنب معركة أمريكية برية على نطاق واسع في الأراضي السورية والعراقية من مجرد شعار إلى مبدأ تنظيمي.

بغض النظر عن غزو أي من الدولتين، يوجد هناك طرق يمكن للولايات المتحدة وشركائها الدوليين اللجوء إليها لمحاربة داعش.

في العراق، سيبدأ الأمر بالتسليح المباشر للبشمرجة الكردية ومحاربي القبائل السنية التي ترغب في تدمير داعش، ودفع بغداد لإنشاء حرس وطني يدرج تحت الوحدات المحلية.

سيجعل وجود المستشارين الأمريكيين في قوات الأمن العراقية جهود المكافحة أكثر تأثيراً، ونشر مراقبة جوية لتحديد الأهداف البرية سيجعل الهجمات الجوية أكثر دقة.

 

في سوريا، سيزداد المجهود الأمريكي لدعم القوات الكردية في الشمال وجماعات المتمردين المعتدلة في أجزاء أخرى من البلاد.

كان من الممكن لفشل البنتاجون الذريع في تدريب قوات مناهضة ضد داعش أن يكون أكثر تأثيراً إن تم إزالة القيود عن المحاربين الراغبين في إسقاط نظام الأسد.

لن تسفر الجهود الدبلوماسية في دفع بشار الأسد للتفاوض مع الجماعات المعارضة عن شيء ما دام هو يرى أن نظامه قادرٌ على الاستمرار في ساحة المعركة؛ تدعيم هذه الجماعات التي ترغب في الإطاحة به يمكن ان يساعد في وضع نهاية مقبولة للحرب الأهلية الجارية.

للقيام بهذا يجب على الولايات المتحدة وغيرها – بما في ذلك فرنسا – تجنب إبرام أي اتفاق مع الأسد لتوحيد القوى ضد داعش. فسوء حكم الأسد سيؤكد استمرار الحرب الأهلية، والحرب هي البؤرة التي تزدهر فيها الجماعات المتطرفة.

إنشاء منطقة آمنة على الحدود الشمالية الشرقية لتركيا والحدود الأردنية سيهدئ وضع الكارثة الإنسانية بسوريا، يحد من تدفق اللاجئين، ويسمح للجماعات المعارضة بشحذ قوتها.

لا تشتمل أي من تلك الخطوات السابقة تدخل برى للقوات الأمريكية، ولكن بدمج كل منها سيعزز هذا تأثير التحالف الدولي ضد داعش بشكل كبير.

يؤمن الباريسيون الآن ألا أحد أياً كان سيعتم مدينة النور. وإن كان هناك أي سبب لتوحيد دول العالم المتحضرة، يجب أن يكون هو مكافحة داعش فقد حان وقت إيقافهم.

فيديو قد يعجبك: