لماذا تعد الهجمات على باريس بداية نهاية داعش؟
كتبت – منة الله مصطفى:
تمثل سلسلة الهجمات المنظمة مساء يوم الجمعة في باريس عهداً جديداً لنشاط الدولة الإسلامية الموسع. إن كانت مزاعم الجماعة حول تبنى الهجمات صحيحة، سيكون هذا أول هجوم كبير تنفذه الجماعة المتطرفة خارج الشرق الأوسط كما ورد فى صحيفة واشنطن بوست.
صرح "وليام مكانت"، خبير الفكر الإسلامي و الجهادية في مقابله له مع نفس الصحيفة حول الأمر أن الهجمات حشدت دعماً لشن غزو واسع النطاق على أراضي الدولة الإسلامية، خاصةً في سوريا. و أكد أنه واثقٌ من انهيار حكومة الدولة الإسلامية فى سوريا و العراق فى النهاية.
وأشار مكانت إلى أن الهجمات على باريس تمثل تحولاً في استراتيجية الدولة الإسلامية، حيث أن تركيزهم كان منصباً على تأسيس الدولة أكثر من توجيه الهجمات للخارج، وأكد أن حنكة الهجمات تشير إلى أنها من تدبير داعش.
وأرجع مكانت سبب فشل الاستخبارات الأوروبية فى ردع هذه الهجمات؛ لكبر حجم المشكلة و تشتت الاستخبارات بين الجذور المحلية و الحدود.
و أوضح أن تدفق اللاجئين يشكل هاجساً أمنيا و لكنه أيضاً يعتبر قضية إنسانية، حيث أن اللاجئين يفرون من أمثال هؤلاء الذين نفذوا هذه الهجمات بالأمس.
وربط مكانت الهجمات على باريس بما يحدث في سوريا و العراق، موضحاً أن روسيا قد ألزمت نفسها عسكرياً بدعم نظام الأسد الأمر الذى أوجب على تنظيم الدولة اتخاذ قرار؛ إما باستكمال تقدمها على الارض و توسيع حدودها، أو باستخدام مواردها البشرية في ردع أعدائها الأقوياء من الهجوم، و بالنظر إلى الهجمات على مدار الأسبوعين الماضيين فقد رجحوا آخر قرار. هم يرون هذه الهجمات بالخارج على أنها جزء من الحفاظ على أراضيهم في سوريا و العراق.
عند سؤاله حول ما إذا كانت الدولة الإسلامية ترغب في إثارة ردة فعل لدى الغرب، أوضح مكانت أنه من الصعب أن تعرف ردة الفعل التي تحاول الدولة الإسلامية إثارتها لدى أعدائها. و أشار أن تصريحات الجماعة كانت غامضة و متناقضة ولم تفصح عن دوافعهم الأساسية.
أما عن تأثير الهجمات الفرنسية على السياسة الخارجية الأوروبية و سياسة الولايات المتحدة، أشار مكانت إلى أنه لا يوجد تأييد كبير لفكرة نشر قوات على نطاق واسع في الشرق الأوسط فالجميع منهك جراء الحرب فى أفغانستان و العراق، ولا توجد نية لتدخل عسكري على الأقل من جانب الولايات المتحدة، وذلك لأن الغزو العسكري سيودي بأرواح الكثير من المواطنين و الجنود، وأن إبادة حكومة الدولة الإسلامية يتوجب الغزو بعدد كبير من القوات.
وأوضح أن السبب الرئيسي في تواجد الدولة الإسلامية هو حرمان و غضب قبائل السنة العربية التي تعيش في شرق سوريا و غرب العراق و أنه حتى تصل الحكومات المركزية في سوريا و بغداد إلى توافق معهم ستظل المنطقة أرض خصبة لانتشار منظمات مثل داعش .
أكد مكانت فى آخر حواره أنه واثق من انهيار حكومة الدولة الإسلامية ضارباً المثل بما حدث مع الجماعات الجهادية العالمية مثل طالبان و القاعدة في شبه الجزيرة العربية والمغرب، مرجعاً سبب انهيارهم إلى عدائهم لدول أجنبية قوية.
وقال إن الدولة الإسلامية تحاول إثارة دولتين قويتن للغاية بمهاجمة المواطنين الروسيين و الفرنسين و هذا سيكون بداية نهايتهم.
فيديو قد يعجبك: