لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رجل أمريكا في إفريقيا.. تخلى عنه البيت الأبيض وضحاياه ينتظرون انتقام المحكمة

01:43 م الثلاثاء 06 أكتوبر 2015

حسين حبري رئيس تشاد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود سليم:

8 سنوات من حكم تشاد الواقعة في وسط إفريقيا، بدعم كامل من الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجين، وجهاز مخابراته، أحكم خلالها حسين حبري، قبضته الأمنية وسجن وقتل أكثر من 40 ألف شخص، ينتظر الناجون منهم انتقام عادل من المحكمة الاستثنائية في السنغال.

ويواجه حبري، رجل أمريكا في إفريقا، اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكمه بين 1982 و 1990، بعد أن تخلى عن دعمه البيت الأبيض.

حبري الذي امتلأت سجونه بالضحايا، يواجه ما تبقى منهم الآن في محاكمة تاريخية، تجري حتى 22 أكتوبر الحالي، وفي حال إدانته يتم النظر في مطالب جهات الإدعاء الخاصة بالتحقيق.

واجه ضحايا حبري الأسبوع الماضي ضحاياه، بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز، الرئيس الذي احتفى به البيت الأبيض خلال زيارته عام 1987، وشارك في عمليات مسلحة خفية للمخابرات الأمريكية ضد الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

خلال محاكمته ارتدى الرئيس التشادي، نفس العباءة التي زار بها البيت الأبيض، ولكنه أخفى وجهة تمامًا بعمامة بيضاء ونظارة سوداء، بحسب الصحيفة، التي لفتت النظر إلى أن الضحايا لم يتسطيعو النظر مباشرة في عينه.

يقول كليمنت أبايفوتا، أحد ضحايا حبري، الذي سُجن لأربع سنوات، إنه تعافى بدنيًا فور رؤيته الديكتاتور السابق في المحكمة، مضيفًا "أصبحت رجل محطم بسببه، وعندما يكون على بعد أمتار مني فهناك العديد من المشاعر المختلطة.. حين ترتعش وتفقد صوتك وتبدأ في البكاء هذا يعني أن لديك مشاعر فياضة".

قضى أبايفوتا، والذي تم سجنه بسبب انضمام عمه للمعارضة، فتره السجن في دفن زملاءه في السجن، يقول: "كنت أدفن 10 أشخاص في اليوم، وربما 40 شخصًا.. دفنت أصدقاء قدامي في المدرسة، ومن عاشرتهم في السجن، حتى عمي توفي بين ذراعي ودفنته".

وأضاف أبايفوتا أن جثث الموتى كانت تترك لعدة أيام في السجن غير جيد التهوية، "كنا نُهزم (نفسيًا) كل يوم لا يوجد طعام، لا يوجد غرف للنوم، لا يوجد ماء، بعضنا اضطر لشرب البول".

"ولكنى الأن أجد حبري أشلاء إنسان مثيرة للشفقة.. لم أعد أخاف، كنت خائفًا منه في الماضي ولكن كفى" يقولها أبايفيتا وهو يستعد للإدلاء بشهادته.

ويؤكد سليمان جونجونج، ضحيه أخرى للرئيس التشادي ذو الـ 64 عامًا، إنه لم يفقد الأمل أبدًا، " أنقذني الله من الموت في السجن ونجحت في الخروج، ولهذا يجب أن يعرف العالم الحقيقة".

ويوضح سليمان "الحقيقة أنه خلال فترة حكم حبري قُتل نحو 40 ألف شخص.. المحكمة لا تحتاج إلا دليل فقد سمعت جلسات التعذيب خلال الووكي توكي (جهاز اتصال تستخدمه السلطات ويستخدم في مصر)، التي كان يحضرها أحيانًا بنفسه، والمستندات أمام المحكمة تحمل أوامر كتابية يُعتقد أنها بخط يده.

ويضيف سليمان الذي أدلى بشهادته أمام المحكمة، "الجميع اعتقد أنه سيتوفى في السجن، كنا نعذب طوال الوقت".

واستطاع "ريد برودي" محامي لدى منظمة هيومان رايتس ووتش، وأحد الأسباب لفتح محاكمة الرئيس التشادي السابق،من التسلل لمبنى الشرطة عبر، حمام سباحة موجود خلف القسم.

يقول رودي، بحسب صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إن أول مستند حصل عليه كان لتدريب القوات التشادية المسؤولة عن السجن داخل الولايات المتحدة.. هناك قائمة باسماء المساجين وصورهم وتاريخ اعتقالهم، وقدمت المستندات تفصيلًا لما كان يحدث من قمع تجاه المساجين"، وهو ما يعزز شهادتهم.

يحكي محامي المنظمة، عن السجينه روز لوكسام، المرأة التي اعتبرها البعض الملاك الحارس، "كانت شجاعة، تساعد في رفع معنويات المساجين".

وثقت روز وفاة بعض المسجونين ولكن الأوراق وقعت في يد الحراس الذين استجوبوها، وسجلوا ما تقول في وثائق حصل عليها برودي.

تشدد روز بحسب برودي، أنها لا تخاف من الموت، "الشعب التشادي سيذكرني، التاريخ سيتحدث عني، ويقول برودي أنه بمجرد حصوله على الوثائق أصبح عليه مسؤولية أن يجعل كلمات روز حقيقة.

وخلال مقابلة تليفزيونه، تقول الصحيفة إن السفير الأمريكي في تشاد، جون بلان أعطي حبري الضوء الأخضر لمحاربة القذافي بقوة، مشيرة إلى مقابلاته شبه اليومية مع للتنسيق بشأن المساعدات الأمريكية الهائلة.

يؤكد برودي، محامي منظمة هيومان رايتش ووتش أن، الشعب التشادي لن ينسي إدارة ريجان التي أعطت حبري القوة لمواجهة شعبه.

تشير الصحيفة إلى تصريحات برودي، "لابد أن نسأل أنفسنا، كمدافعة عن قيمنا، كيف نتوقف عن مساعدة القادة الذين توحشوا في وجه شعبهم".

يقول جونجونج، أحد الضحايا، وهو ينظر دورة في لتقديم شهادته، "حبري الآن صغير جدًا، لأنه خائف مننا، يتخفى خلف عباءته، ونظارته، لم يقول شيء لأنه خائف".

ويؤكد أبايفوتا، الضحية الأخر، أنه لن ينسى أبدًا الجثث التي دفنها، "يراودني كابوس كل ليلة بأنه هناك من يريد قتلي، واتذكر توجع السجناء، كما لو كان أمامي.. ولكن المحكمة ستكون علاجي، الحُكم سيعالجني تمامًا".

فيديو قد يعجبك: