لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ستة أسباب تفسر زيادة تدفق اللاجئين السوريين على أوروبا

10:49 ص الأربعاء 28 أكتوبر 2015

لاجئون سوريون

كتبت- هدى الشيمي:

يزداد أعداد اللاجئين السوريين المتوافدين على أوروبا يوميا، فيتدفقوا على أراضيها، آملين في الحصول على فرصة جديدة للحياة بكرم، وأمان، والعثور على ما فقدوه في وطن، عانى حرب بدأت منذ خمسة أعوام، ولا يعلم أحد سوى الله متى وكيف ستتوقف.

وفي تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، حاولت الصحيفة إيجاد الأسباب الرئيسية التي تدفع اللاجئين للتدفق على أوروبا، حتى الذين يعيشون في دول الجوار، والذين يحيون حياة قد تكون جيدة بعض الشيء.

1-لا يوجد أي مؤشر لقرب انتهاء الحرب في سوريا، المواطنين يواصلون الهجرة، واللاجئين في الدول المجاورة يفقدون أي أمل للعودة للوطن.

فالأوضاع تزداد سوءً في سوريا، والقتال يزداد حدة في كل المناطق، والخدمات الاقتصادية والحكومية انهارت تماما، مما يدفع المزيد من المواطنين للرحيل.

عندما يغادر المواطنون بلادهم بسبب الحرب، يأملون عادة العودة لبلادهم سريعا، لذلك ينتقلون للمناطق القريبة، ويقطنون عند اصدقائهم أو أفراد عائلتهم الأقرب لمكان اقامتهم الرئيسي، أو يعبرون الحدود، حتى يبقوا أعينهم على الأماكن التي عاشوا فيها طفولتهم، وكونوا ذكرياتهم، ولكن بعد خمسة أعوام من الصراع، العديد من السوريين تركوا الأمل، فمنازلهم تدمرت بالكامل، وتشتت عائلاتهم.

2- الحياة كلاجئ في الدول المجاورة غير مريح، فلا يُسمح لهم بالعمل، فينزلقوا داخل حفرة الفقر.

رأى الملايين من السوريين أن الدول المجاورة لهم مثل لبنان والأردن، وتركيا، ومصر والعراق، هي أول الأماكن الامنة لهم، ولكن القليل منهم يستطيع دفع إيجار المنازل للقليل منهم، وهناك أعداد كبيرة منهم يعيشون داخل غرف مزدحمة، والكثير يعاني عدم وجود مكان مريح وآمن لهم.

وفي الكثير من الدول غير مسموح للاجئين بممارسة العمل، ومن يفعل ذلك يواجه عقوبات، ويٌقبض عليه، ففي الأردن على سبيل المثال يواجهون خطورة العودة إلى المعسكر، وفي لبنان وفي لبنان يوقعون على تعهد بعد العمل، إذا رغبوا في تجديد إقامتهم.

بدون دخل يجبرون على انفاق مدخراتهم، ثم يأخذون الديون، والأسوأ هو البقاء داخل مخازم، وبعد سنوات مرهقة اقتصاديا، هناك من لا يستطيع دفع الإيجار أو شراء المصادر الرئيسية للطعام.

3- لا يوجد مساعدات دولية تكفي لمساعدة اللاجئين في المنطقة: 

عادة، يذهب اللاجئون للحصول على مساعدات من قبل الوكالات، مثل المفوضية، والتي تدير مجموعة من البرامج التي بإمكانها مساعدتهم على النجاة، والبقاء على قيد الحياة، إلا أن حجم المشكلة كبير، ومستمرة منذ فترة طويلة، حتى أن المانحين يكافحون من أجل العثور على مال لدفعه.

عندما وصلت أعداد من اللاجئين السوريين لأوروبا الشهر الماضي، تلقت المفوضية تعهدات مالية جديدة، لزيادة المساعدات الممنوحة للدول المجاورة لسوريا، وحتى مع ذلك، لم تكفي إلا لتوفير حاجات نصف أعداد اللاجئين هذا العام.

وفي الأونة الأخيرة، فأن برامج التغذية العالمية توقفت عن الالاف اللاجئين، مما تسبب في ظهور سلوك سلبي، وهو بداية التسول، وزيادة عمالة الأطفال، ففي الأردن أعداد كبيرة من اللاجئين فقدوا الرعاية الصحية، و60% تقريبا من البالغين يعانون من أمراض مزمنة ويصارعون للبقاء على قيد الحياة بدون الحصول على أدوية.

اللاجئون في العراق والأردن، ولبنان ومصر، أكدوا أن تقليل المساعدات كان بمثابة القشة الأخيرة لهم داخل تلك البلدان، ولم يترك لهم ذلك خيار أخر سوى الرحيل.

4- الأطفال قضوا فترات طويلة بدون تعليم.

يتعامل السوريون مع التعليم وكأنه جائزة، ولكن في دول مثل مصر والأردن، ولبنان وتركيا، لا يوجد للأطفال فرص كافية لتلقى التعليم، ففي الأردن الأطفال يذهبون للمدارس بدون الزي الرسمي، و20 % من الأطفال اللاجئين يتركون المدارس من أجل العمل، وهناك الكثير من الفتيات الصغيرات اللائي توقفن عن التعليم بسبب اجبارهن على الزواج المبكر، والذي يعد من بين اليات البقاء على قيد الحياة.

حتى في لبنان، حيث التعليم هناك مجاني ومتوفر للأطفال السوريين، فإن النقل يكلف الكثير، وهناك أطفال يتركون العمل حتى يعولوا أهاليهم، أما الباحثين عن فرص للالتحاق بالجامعة فقد لا يكون لديهم أي فرصة لذلك على الاطلاق، أما في أوروبا ففرص التعليم متوفرة، حيث يعد من أول وأهم الالوليات لدى الحكومات والمسئولين هناك.

5- الدول التي تستضيف الأربعة مليون لاجئ في المنطقة، بدون مساعدات ودعم دولي، تفرض قيود جديدة.

الدول المجاورة لسوريا لم تحصل علي أي تعويض نظير استقبالها لأعداد كبيرة من اللاجئين، مما وضع خطرا كبيرا على بنيتها التحتية، ففي لبنان استضافتها لحوالي مليون لاجئ سوري، جعل الحكومة تفرض لوائح جديدة مما جعل حصول اللاجئين على اللجوء أمرا صعبا.

وأغلب اللاجئين الفارين من سوريا يستطيعون دخل لبنان في حالة أظهروا للحراس تذاكر رحلاتهم إلى تركيا، ومن المفترض أن يدفع اللاجئين في لبنان حوالي 130 يورو نظير بقائهم هناك لعام واحد، بالإضافة للتعهد بعدم العمل.

وفي الأردن، طالبت الحكومة كل اللاجئين المتواجدين خارج المعسكرات بالحصول على وثائق شخصية جديدة، ولكنها تكلف حوالي 27 يورو، وهو مبلغ ضخم جدا، وصعب دفعه. 

6-صور الترحيب وحفاوة الاستقبال المنشورة في وسائل الإعلام الأوروبية، ووسائل التواصل الاجتماعي.

السوريون داخل وخارج بلادهم يتابعون الأخبار، ويشاهدون ما يحدث لمواطنيهم بعد رحلاتهم الصعبة عبر البحر المتوسط، والتي تنتهي في النمسا وألمانيا، وما يتلقوه هناك من مساعدات، وترحيب مبالغ فيه، بحصولهم على زهور، ودمى.

أهم ما يفكر فيه السوريون الآن هو الحصول على لجوء داخل دولة توفر لهم الأمن والأمان، والرخاء الاقتصادي، وفرص عمل، وتعليم، ويعتبروا ذلك يستحق المبالغ الكبيرة التي يدفعوها للمهربين، ولا يكترثون بخطورة الرحلات في البحر المتوسط، وهناك أيضا من يخشى اغلاق تلك الأبواب قريبا، لذلك يبذلون كل ما في وسعهم من أجل السفر لهناك.

وتشير الصحيفة إلى أن الحل، سيكون في عدة خطوات أولها هو تعاون كل الدول ذات التأثير ، وأخذ خطوة جادة لإنهاء الحرب السورية، وحتى يتحقق السلام هناك، يجب أن تتلقى الدول المضيفة لأكثر من أربعة مليون لاجئ، البنية التحتية وكافة سبل الدعم التي تحتاجها لتوفير اساسيات الحياة للاجئين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان