فريد زكريا يطرح الاستراتيجية الأمثل للقضاء على داعش والجهاديين
كتبت- هدى الشيمي:
ذكر الكاتب الأمريكي فريد زكريا، أن المحادثات في المنتدي الاقتصادي العالمي دافوس، تكون اقتصادية دائما، ولكن مع هجمات باريس الأخيرة، تتحول المناقشات الاقتصادية إلى حديث حول التشدد الإسلامي.
وأشار زكريا في مقال نُشر بصحيفة واشنطن بوست، أن التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، لن يكون حل التطرف والتشدد الإسلامي، موضحا أن دول هذه المنطقة، تعاني منذ فترة ديكتاتورية بطش حكامها العلمانيين، مما تسبب في ظهور جماعات دينية معارضة متطرفة ومتشددة.
كلما زاد شدة النظام، كثرت الجماعات المتطرفة، بحسب زكريا، الذي وجد علاقة بين قمع وديكتاتورية الأنظمة، وارتفاع نسبة التشدد في الجماعات الإسلامية، والجهادية، التي تستخدم الإسلام كلغة للتعبير عن المعارضة.
ورأى الكاتب الأمريكي، أن انهيار الأنظمة العربية القديمة، وعدم الاستقرار، هيأ الظروف ساعدت على ازدهار الجماعات الجهادية المتطرفة.
وأضاف قائلا ''على مدى العقود القليلة الماضية، تم عولمة الأيدولوجية الإسلامية المتطرفة، وساعد على ذلك الأموال السعودية، والأئمة والمثقفين، ليشكل الجهاديين والمتطرفين، اسلوب حياة خاص بهم، يصبح العنف فيها، وسيلة مجموعة من الشباب المسلمين للتعبير عن الغضب حول العالم.
وأكد زكريا على أن المسلمين بصفة عامة، والعرب بصفة خاصة هم فقط من يستطيع حل هذه الأزمة، وإنهاء تلك المشكلة، التي يمرون بها الآن.
ولن يعنِ ذلك عدم قدرة الولايات المتحدة على المشاركة لإنهاء التطرف والقضاء عليه، وفقا لزكريا، الذي قال إن أمريكا وحلفائها بإمكانهم مساعدة، ودعم المسلمين المعتدلين، وفصلهم عن المتطرفين.
ولفت زكريا لضرورة اتباع الولايات المتحدة لاستراتيجية مكونة من أربعة عناصر، وهم الاستخبارات، ومكافحة الإرهاب، الدمج أو التكامل، وأخيرا المرونة.
واستطرد ''الاستخبارات تعد أول وأهم العناصر في القضاء على التطرف، فيجب معرفة أماكن الجهاديين، ومواقع من يستقطبونهم، وماذا يخططون''، مشيرا إلى ضرورة استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا، وخلق علاقات جيدة مع المواطنين في تلك الدول.
أما العنصر الثاني، وهو مكافحة الإرهاب، سيكون أسهل كثيرا في حالة قيام جهاز الاستخبارات بدوره على أكمل وجه، بحسب زكريا، الذي أشار إلى أن العنصر الثالث وهو الدمج أو التكامل، متوفر في الولايات المتحدة الأمريكية ونجحت في القيام به بعد أحداث 11 سبتمبر، لقدرتها على دمج المسلمين بالمجتمع، ونقل الاحساس بالمسئولية إليهم.
وقال زكريا إن الدول الأوروبية لم تنجح في دمج المسلمين بمجتمعاتها، ولا تزال تكافح حتى الآن من أجل تقوم بذلك، وتشعر المسلمين بأنهم ابنائها.
وأخيرا، المرونة، على المجتمعات المكافحة للإرهاب تجاهل العمليات الإرهابية، والتوقف عن تسليط الضوء عليها، والتعامل معها بهدوء، والعودة إلي استئناف الحياة بشكل طبيعي، وكأنها لم تتم، فهذه هي أفضل طريقة لضمان فشل الجماعات المتطرفة في تحقيق أهدافها المرجوة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: