لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيسك: الغرب وراء ظهور التطرف الإسلامي

06:06 م الإثنين 08 سبتمبر 2014

الكاتب البريطاني روبرت فيسك

كتبت- هدى الشيمي:

عرض الكاتب البريطاني روبرت فيسك أحد المواقف التي تعرض إليها عام 1993، عند سيره على كوبرى قصر النيل في القاهرة، فقال إنه قابل أحد الرجال الذي ظل يسأله هل هو مراسل؟ هل هو من البوسنة؟، وأكد له رغبته في السفر إلى البوسنة للزواج من سيدة بوسنية مسلمة، من بين السيدات اللاتي تعرضن للاغتصاب من قبل الصربيين، لكى يمنحها حياة نظيفة، نقية.

وتابع كلامه قائلا "حاولت أن أوضح له مدى صعوبة رغبته، وأنه لا يستطيع التحدث بلغتهم، وأن الكثير من السيدات هناك متزوجات بالفعل، ولكنه لم يستجب، وظل يكرر ما يريده"، مشيرا إلى قدوم أحد الضباط وأمره بالانصراف فورا.

وأشار فيسك إلى أنه بعد رحيل ذلك الرجل المصري، قال لنفسه ها هو أحد المصريين، الغاضبين من الجريمة البشعة، التي وقعت في البوسنة، والتي تم فيها اغتصاب حوالي 20.000 سيدة مسلمة في البوسنة، وفي المقابل لم يظهر الغرب أي تعليق أو رد فعل على هذه الجريمة الإنسانية، والانتهاك الآدمي.

وذكر فيسك أن الشيخ والداعية المصري يوسف القرضاوي، دعا الشباب المصري إلى السفر إلى البوسنة والزواج من السيدات البوسنيات، تقديرا لما حدث لهم، وتكريما لهم على صبرهم وقوتهم.

وأشار الكاتب البريطاني إلى أنه فحص الأرشيف الصحفي لكثير من المجلات والصحف اللبنانية، فوجدها مملوءة بالأخبار والمقالات التي تطالب بوقف ما يحدث في البوسنة، وتلوم على الأمم المتحدة تباطؤها، وعدم اتخاذها موقفا سريعا لإنهاء ما يحدث في البوسنة، وفي المقابل، لم تبد الأمم المتحدة، أو واحدة من الدول الأوروبية الكبرى أي تعليق على تلك المقالات، والدعوات الصحفية.

ولفت فيسك إلى رفض الرئيس الأمريكي بيل كلينتون العرض الإيراني، بإرسال قوات للقتال وانقاذ ما يمكن انقاذه في البوسنة، وبرر سبب رفضه بأنه تدخل في شئون أوروبا ليس له داعي، لكن لم يعترض أحد عندما أرسلت إيران قواتها للقتال هناك، وبعد إيران، ارسلت لبنان 150 قاتل متطوع إلى البوسنة، ثم الجزائر، وغيرهم من الدول العربية.

قال فيسك إن الوضع في الدول العربية والإسلامية كان مختلف كثيرا عما هو عليه الآن، حيث كانوا يسارعون لتقديم المساعدات لبعضهم البعض، فسافروا إلى البوسنة لمساعدتهم، ولم يفرقوا بين المسلمين والمسيحيين، مشيرا إلى أن نفس الفئات والجهات التي قامت بمساعدة البوسنة، هي التي سافرت إلى سوريا لمساعدة المتمردين على عزل الرئيس السوري بشار الأسد، قبل أن تتحول الثورة إلى حرب طائفية.

ومن جانبه، يرى فيسك أن قتل وذبح المسلمين في البوسنة منذ عشرات السنوات، يتشابه إلى درجة كبيرة مع ما تقوم به داعش حاليا، من قتل وذبح وخطف للأمريكان وغيرهم، وهم لا يخشون شيئا، ولا يتوقعون ردة فعل من قبل الدول الأوروبية أو الأمم المتحدة، بسبب عدم قيامهم بأي شيء عندما وقعت الكثير من الجرائم والانتهاكات في البوسنة.

واعتبر فيسك ما يحدث حاليا نوعا من التطرف الذى تحول إلى غسيل الدماغ، مشيرا إلى أن المسلمين الغربيين، الذين سافروا للانضمام إلى داعش، أكد أهلهم والمقربين منهم على تطرفهم قبل ترك عائلتهم وحياتهم، مبررا سبب ما قاموا به، بتركهم يعتمدون على أنفسهم، فلجأوا إلى مواقع الانترنت، الشيوخ المتطرفين، الذين علموهم ديانة لا تمت للإسلامية بصلة.

واختتم كلامه بالتأكيد على أن أسامة بن لادن الزعيم الراحل للقاعدة، كان واثقا قبل وفاته من أن طالبان وداعش، مجموعة من المتطرفين، يرتكبون جرائم، بدلا من محاربة أعداء الإسلام.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان