لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أسوشيتد برس: ''داعش'' تقاتل للاستيلاء على موارد المياه في العراق

10:50 ص الثلاثاء 05 أغسطس 2014

مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية(داعش)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:

بعدما اجتاحوا مساحات شاسعة من العراق، يخوض مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية معركة حامية الوطيس للاستيلاء على أحد أهم موارد البلاد، المياه -بحسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.

ولفتت الوكالة إلى قيام مقاتلو التنظيم المسلح بشن هجوما على ثلاثة محاور يوم الأحد في مسعى للسيطرة على سد الحديثة غربي البلاد، وهو مجمع يضم ستة مولدات للطاقة يقع بجوار ثاني اكبر خزانات المياه في العراق.

في الوقت نفسه، يخوض التنظيم معركة للسيطرة على سد الموصل، أكبر سدود العراق الموجودة بشمال البلاد.

وأشارت الوكالة إلى ان السيطرة على السدود بالإضافة إلى خزانات المياه الضخمة التي يبسطون سلطانهم عليها بالفعل، سيمنحهم فرصة للسيطرة على المياه والكهرباء مما يمنحهم بدوره فرصة الحصول على دعم في المنطقة التي يحكمونها الآن بفضل السيطرة على الموردين الأكثر أهمية للسكان.

بل سيكون بمقدور التنظيم بيع تلك الموارد لتتحول لمصدر دخل مربح للغاية.

يمكنهم أيضا استخدام السدود كسلاح حرب بإغراق المدن والمناطق المطلة على المجرى المائي وبالتالي إبطاء حركة الجيش العراقي أو حتى إحداث شلل في حياة المواطنين، وهو ما فعلوه بسد صغير استولوا عليه قرب بغداد.

غير أن الحال يختلف مع السدود الكبيرة، فثمة قيود تحول دون اللجوء لذلك السلاح، إذ ستغرق المياه مناطق واقعة تحت سيطرتهم.

ويذكر أن مقاتلو الدولة الإسلامية شنوا هجوما الجمعة الماضي من ثلاثة محاور على مدينة الحديثة في محافظة الأنبار غربي العراق، وحاول انتحاريون تفجير حاوية نفط وعدد من الشاحنات المفخخة لكنهم فشلوا بحسب الوكالة.

وقال اللواء رشيد فليح، قائد عمليات الأنبار، للأسوشيتد برس إن الهدف كان القضاء على آخر خطوط الدفاع التي تحول بينهم وبين سد الحديثة على نهر الفرات.

من ناحية أخرى فإن العشائر السنية المناهضة للمسلحين التي تخشى على سلامتها إذا ما وقع السد في يد التنظيم أرسلت مقاتلين لتعزيز حراسة المدينة مما سمح للجيش بتحقيق نصر محدود.

ما لا يقل عن خمسة وثلاثين مسلحا قتلوا بالإضافة إلى عشرة من جنود الجيش، بحسب فليح.

غير أن مصادر عسكرية بارزة في محافظة الأنبار قالت إن المسلحين يشنون معارك يوميا منذ محاولة الاستيلاء على المدينة.

مسلحو التنظيم اقتربوا أيضا من سد الموصل - أو سد صدام كما كان معروفا من قبل- والواقع شمال الموصل ثاني أكبر مدن العراق، والتي كانت قد سقطت في قبضة المسلحين في العاشر من يونيو الماضي.

القتال ازداد ضراوة في المنطقة يوم الأحد بعد سقوط مدينتي زمار وسنجار في أيدي مسلحي التنظيم.

القوات الكردية المعروفة باسم البشمركة تمكنت من وقف تقدم المسلحين حتى الآن لكن تزايد قوة وحنكة المسلحين تصعد المخاوف بشكل كبير.

وقال الفريق جبار ياور المتحدث الرسمي للقيادة العامة لقوات أمن اقليم كردستان للأسوشيتد برس إن قوات البشمركة تتعرض ''لضغوط هائلة الآن'' فهي مسؤولة عن مواجهة جماعة تنظيم الدولة الإسلامية على الجبهة الحدودية لإقليم كردستان والتي يبلغ طولها مائة وخمسين كيلو مترا.

وأضاف ياور أن معارك شرسة دارت رحاها في وقت متأخر من ليل الأحد في مدن وقرى قرب السد على نهر دجلة.

ووصف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق الأمر بأنه ''حرب مياه''، ودعا القوات العراقية والقبائل المحلية للعمل كفريق واحد لاستعادة القنوات المائية العراقية.

وتعمل السدود بشكل مؤثر لتوليد الكهرباء في العراق، وتنظيم تدفق الأنهار وتوفير مياه الري. وتعد المياه سلعة ثمينة في هذا البلد الصحراوي الذي يقطنه 32.5 مليون نسمة. وقد أدى انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات خلال السنوات الأخيرة إلى نقص الكهرباء في البلدات الواقعة جنوب بغداد، حيث تعتمد المولدات الكهربائية تماما على مستويات المياه.

واستخدمت المياه كسلاح في الماضي. فبعد أن احتج الشيعة ضد الرئيس السابق صدام حسين في أعقاب حرب الخليج عام 1991، انتقم منهم عن طريق تجفيف أجزاء من الأراضي الرطبة في جنوب البلاد التي كان سكانها الشيعة يعتمدون على عائداتها الزراعية.

وليست المياه وحدها المصدر الوحيد الذي اقترب منه تنظيم الدولة الإسلامية بعدما اجتاح جزءا كبيرا من شمال وغرب العراق وأجزاء من سوريا خلال الأشهر الماضية. فقد استولى التنظيم على حقول وأنابيب نفط في سوريا وباع النفط الخام الذي تساعد عائداته في تمويل حملته عبر البلدين.

وإذا ما استولى التنظيم على السدود، فإنه من المرجح أن يحاول المتشددون استخدام موارد الكهرباء والمياه للحصول على دعم المواطنين في المناطق القريبة التي يسيطرون عليها، حيث غالبا ما يشكو السكان من نقص تلك الموارد. أو يحاولون الحصول على الكهرباء من أماكن أخرى - بحسب الوكالة.

ويقول بول ساليفان، الخبير الاقتصادي والخبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، إن أي اختلال في سد الموصل ربما يؤدي إلى ''زعزعة استقرار نظام الكهرباء في شمال العراق''، مضيفا '' هذه المحطة هي جزء لا يتجزأ من شبكة الكهرباء الكاملة في العراق''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: