''فقدان السلام'' وعلاقة عائلة بن لادن بالرخام الإيطالي
(بي بي سي):
هيمنت متابعة تطورت الأوضاع الإنسانية في غزة ونتائج الهجمات الإسرائيلية عليها على تغطية الصحف البريطانية الصادرة الجمعة لقضايا الشرق الأوسط.
إذ كرس عدد من هذا الصحف مقالاته الافتتاحية لها، فضلا عن عدد من مقالات الرأي وتقارير المراسلين والمتابعات الإخبارية.
ونبتدئ من صحيفة الغارديان التي كان العنوان الرئيسي في صدر صفحتها الأولى : ''حصيلة القتلى في غزة تجاوزت 1400''. وأرفق بعنوان ثانوي يقول إن ''إسرائيل تنذر بمواصلة الهجمات حتى تدمير كل أنفاق حماس''.
وتنشر الصحيفة مع هذه العناوين تقريرا لمراسلها في غزة جاسون بيرك، يقول فيه إن هذه الحصيلة من القتلى فاقت بكثير جولتي القتال السابقتين بين إسرائيل وحماس، وكذلك الحال مع خسائر الجيش الإسرائيلي التي كانت أعلى بشكل كبير مما سبق.
وينقل المراسل عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إن عدد الجرحى وصل إلى 8200 جريح، وإن 80 في المئة منهم من المدنيين، حسب منظمات غير حكومية محلية والأمم المتحدة.
ويقدم المراسل في تقريره شهادات لغزاويين عما يجري في مناطقهم، ومنهم أبو احمد، البائع البالغ من العمر 65 عاما، الذي يقول إن الوضع أسوأ من أي وضع عرفه وهو الذي ''خبر كل شيء في حرب 1967 والانتفاضتين. نحن أحياء بالمصادفة، ولا ندري إن كنا سنموت الآن، اليوم أو غدا''.
ويقول المراسل إن الطاقة الكهربائية تقدم لأقل من ساعتين في اليوم في غزة ،وباتت المواد الطبية والماء الصالح للشرب في شح كبير. ويخشى المسؤولون من تفشي الأوبئة مع انهيار نظام الصرف الصحي .
ويتحدث المراسل عن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية، والخضروات والمحاصيل الزراعية، فسعر الطماطم بات خمسة أضعاف ما كان عليه قبل ثلاثة أسابيع.
''فقدان السلام''
وتخصص صحيفة الغارديان افتتاحيتها لتناول مقتل الأطفال في غزة قائلة إنه في الحروب يقتل الناس، وبضمنهم المعلمون في فصولهم والممرضات في مستشفياتهن ولكن أن يصل الأمر إلى موت الأطفال تحت وابل الجنود المدججين بالأسلحة فذاك أمر مشين.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن ثمة حاجة ماسة لاتفاق يضمن عدم تكرار العمليات في غزة. فوقف إطلاق النار يعد شيئا ملحا، لكنه لن يصمد دون التوصل إلى اتفاق أوسع.
وفي الاتجاه ذاته كرست صحيفة الإندبندنت افتتاحيتها التي حملت عنوان ''فقدان السلام''، والتي تقول فيها إن تصعيد القصف على غزة واستدعاء إسرائيل 16000 عنصر إضافي من احتياطيها العسكري وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير كل أنفاق حماس، تشير إلى أن هذه الحرب الدموية باطراد ستستمر في شهر آب/أغسطس.
وتضيف الصحيفة إن إسرائيل حددت هدفها في تدمير قواعد إطلاق الصواريخ ومصانع إنتاج الأسلحة والأنفاق التي تسمح للنشطاء الفلسطينيين بتصعيد هجماتهم ضد إسرائيل، إلا أن هذا النصر العسكري سيكون ذا قيمة محدودة إذا قاد إلى تسوية سياسية، وإلى غزة منهكة و محتقنة بالغضب، فضلا عن تصاعد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.
وتشدد افتتاحية الصحيفة على القول إنه لهذه الأسباب يتوجب على إسرائيل أن تحدد أهدافها ومطامحها، وعلى أصدقاء هذا البلد أن يضمنوا أن إسرائيل ستلتزم بحل سياسي طويل الأمد، حل ينظر إلى ما بعد هذه المعركة ضد حماس ويعترف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة تعيش في انسجام مع الإسرائيليين.
بن لادن والرخام الايطالي
وتنشر صحيفة الديلي تلغراف تقريرا لمراسلها في روما يتحدث عن شراء عائلة بن لادن لمحاجر تاريخية لإنتاج الرخام في إيطاليا، استخرج منها الرخام الذي استخدمه النحات الإيطالي الشهير مايكل أنجلو في منحوتاته وكذلك الرخام المستخدم في قوس ''ماربل أرتش'' في العاصمة البريطانية لندن.
ويضيف التقرير إن عائلة بن لادن أصبحت أكبر حملة الأسهم في الشركة المالكة لمحاجر توسكاني الإيطالية للرخام.
ويتوقع التقرير أن تستخدم عائلة بن لادن، التي عرفت في بناء المساجد في المملكة العربية السعودية، كميات متزايدة من الرخام المنتج في هذه المحاجر الذي سبق ان صنع منه أنجلو تمثال داوود الشهير وعدد من تماثيل رموز الديانة المسيحية.
وينقل التقرير عن أنتونيو منتشيني المحامي الذي يمثل مجموعة بن لادن قوله إن مجموعة المقاولات التي تديرها عائلة بن لادن تعد من أكبر زبائن شراء الرخام، إذ اشترت العام الماضي ما قيمته 40 مليون يورو، أي نسبة نحو 20 في المئة من مجمل انتاج المحجر الإيطالي.
ويضيف أنه يعتقد إن المجموعة تنظر إلى ذلك بوصفه استثمارا استراتيجيا. ولديها خطط لدخول مجال العمل على الرخام في الموقع وليس مجرد استخراجه من المقالع.
وكان أسامة بن لادن واحدا من بين 53 من أبناء محمد بن لادن مؤسس مجموعة بن لادن التجارية في السعودية.
ويرأس المجموعة اليوم بكر بن لادن وهو من أبناء محمد بن لادن و أخ غير شقيق لأسامة.
اعتذار السي آي أيه
واهتم أكثر من صحيفة، كما هي الحال مع الغارديان والديلي تلغراف، بمتابعة خبر اعتذار وكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن تجسسها على أعضاء في لجنة تابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي.
وتقول التلغراف إن اعتراف مدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان بتجسس وكالته على أعضاء لجنة مجلس الشيوخ، جاء في وقت يستعد فيه البيت الأبيض لإطلاق تقرير للجنة مجلس الشيوخ عن اتهامات للسي آي أيه بممارسة التعذيب.
وتقول الصحيفة إن مدير وكالة المخابرات المركزية أجبر على الاعتذار الخميس، بعد اعتراف موظفيه بالتجسس على أعضاء في لجنة شكلها مجلس الشيوخ الأمريكي في اتهامات استخدام التعذيب ضد مشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في السنوات التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
ويأتي هذا الاعتذار قبيل أيام من موعد كشف لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي عن خلاصة تقرير مفصل من 3600 كلمة عن برنامج السي آي أيه الاستثنائي لتسليم المعتقلين، المثير للجدل.
وكانت أول إشارة عن تجسس السي آي أيه على العاملين في لجنة مجلس الشيوخ قد وردت في مارس/آذار الماضي في حديث مثير لرئيسة اللجنة داني فاينستاين التي اتهمت الوكالة بمحاولة ''ترهيب'' لجنتها.
وكان برينان رفض للوهلة الأولى مزاعم التجسس هذه لكنه عاد الخميس ليصدر بيانا يؤكد فيه أن ضباطه قد دخلوا ''بشكل غير صحيح'' على أجهزة كومبيوتر أعضاء في مجلس الشيوخ.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: