واشنطن بوست: الأحداث في مصر مؤشر على تراجع الديموقراطية وسيادة القانون
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية في افتتاحيتها إن مصر تنحدر بصور واضحة جدا نحو عدم الاستقرار والتطرف، وذلك بعد الانقلاب الذي قام به المجلس العسكري لعزل الرئيس السابق محمد مرسي من الحكم.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاحداث التي وقعت في مصر مؤخرا تعد مؤشرا لتراجع الديموقراطية وسيادة القانون، وعودة نظام أكثر وحشية واستبداد.
وأشارت الصحيفة أن المجلس العسكري استخدم نوع من أنواع القوة الوحشية من أجل استعادة السلام والاستقرار لمصر مرة أخرى، واستعمل القمع ليكون وسيلة للتحول الديموقراطي، وظهر ذلك في حبس المعارضين السياسيين.
ونقلت الصحيفة عن تقارير منظمة العفو الدولية أن أكثر من 1400 شخص قتلوا في أحداث فض اعتصام رابعة العدوية وحتى الآن، كما تم اعتقال الالاف من المحتجين والمعارضين.
ورأت الصحيفة أن ''مرسي'' وجماعته ارتكبوا أخطاء جسيمة أثناء تواجدهم في الحكم، إلا إنهم وصلوا إلى الحكم بطريقة شرعية ونتيجة لانتخابات ديموقراطية نزيهة، لذلك كان يجب عزله من الحكم عن طريق نفس الوسيلة التي سمحت له بالمشاركة في الحياة السياسية وهي ''صناديق الاقتراع''.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة المدعومة من الجيش فضلت عزل مرسي من الرئاسة وإنهاء حكم الاخوان عن طريق شن حمالات عنيفة وشرسة عليهم، وظهر ذلك في اعتقال كل قيادات الاخوان ومن يدعمهم ويؤيدهم، بالإضافة إلى حظر نشاط جماعة الاخوان المسلمين وإعلانهم جماعة إرهابية.
وأكدت الصحيفة أن النظام حاليا يسمح لمن يدعموه بحرية التعبير والكتابة، لكن الذين يعارضوه ويعارضون الدستور الجديد يتم اعتقالهم ويتم النظر إليهم على إنهم خونة، مشيرة إلى أن اعتقال ومحاكمة حوالي 20 صحفي يؤكد على تدهور حرية الاعلام.
وعلى الرغم من الحملات الشرسة التي يقوم بها النظام حاليا ضد كل المعارضين له، إلا أنه فشل في استعادة الاستقرار، فلا تزال تحدث مظاهرات حاشدة كل يوم تقريبا.
وأكدت الصحيفة أن الاسلوب الذي تتبعه الحكومة الحالية يؤدي إلى المزيد من الانقسامات الاجتماعية داخل المجتمع المصري، واتضح ذلك عندما قامت إحدى الأمهات بالإبلاغ عن ابنها لانتمائه لحركة 6 إبريل، وابلاغ زوج عن زوجته لانتمائها لجماعة الاخوان المسلمين.
وذكرت الصحيفة أن وسائل الإعلام في مصر تقوم حاليا بتصوير السيسي على أنه البطل المنقذ الذي استطاع انقاذ مصر من حكم جماعة الاخوان المسلمين المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أن وصول السيسي إلى الرئاسة سوف يزيد من العنف والانقسام الذي يحدث في مصر.
كما رأت الصحيفة أن الحل الوحيد للمضي قدما والوصول إلى حل هي السماح للجميع بالمشاركة في الحياة السياسية، وبذل الكثير من الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية، ويتحقق ذلك عن طريق عدة خطوات أهمها اطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإنهاء التحريض والحث على كراهية المعارضة، والتوقف عن استخدام وسائل القمع المختلفة للمتظاهرين والمحتجين، وبدء حوار سياسي جاد للتوصل إلى حلول سياسية دبلوماسية مرضية لجميع الاطراف.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة التي كانت الراعي الأول لمصر على مدى سنوات طويلة، يجب علها رفض الاستبداد الذي يحدث في مصر، والتوقف عن التصريحات التي تبدو متناقضة جدا والتي تقول ''إن مصر تسير على خارطة طريق واضحة جدا، وتسير في خطوط مستقيمة نحو الديموقراطية''.
كما طالبت الصحيفة رئيس الوزراء الخارجية الأمريكي ''جون كيري'' أن يؤكد لقيادات مصر أن الولايات المتحدة لا تستطيع تمويل ودعم النظام الذي يقتل المتظاهرين السلميين، ويعذب المعتقلين السياسيين، ويعتقل الصحفيين ويخنق المعارضة من أجل استعادة الحكم العسكري القمعي الديكتاتوري.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: