''السفير'' اللبنانية: مخاوف دولية وإقليمية من تمدد داعش إلى شمال لبنان
بيروت- (أ ش أ):
ذكرت صحيفة (السفير) اللبنانية أن هناك مخاوف لبنانية وإقليمية ودولية من تمدد تنظيم (داعش) لشمال لبنان في محاولة من التنظيم للوصول للبحر المتوسط، موضحة أن العمليات الإرهابية التي تستهدف الجيش في شمال البلاد تأتي في إطار هذه المخططات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ''واسعة الاطلاع'' قولها إن ''اجتماعات أمنية غربية - عربية عقدت في الآونة الأخيرة في عواصم إقليمية، منها العاصمة الأردنية، ناقشت احتمالات قيام (داعش) بمحاولة للتمدد نحو بحر الشمال اللبناني، وهذه النقطة تحديدا ركز عليها قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في مقابلته الأخيرة مع صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية بإعلانه أن داعش يعتمد على خلايا نائمة في طرابلس وعكار وأن هذا التنظيم يريد إقامة ممر آمن إلى البحر''.
وأضافت المصادر أن ''مسئولا غربيا أبلغ مسئولين لبنانيين أن هذا الاحتمال هو خط أحمر بكل ما للكلمة من معنى ولا يمكن أن يحدث بأي شكل من الأشكال''.
وأشارت الصحيفة أن ما يضاعف المخاوف هي المعطيات التي تتحدث عن انتهاء وظيفة جرود عرسال العسكرية نتيجة وقوع المجموعات المسلحة بين فكي كماشة الجيشين السوري واللبناني ومعهما (حزب الله)، وبالتالي ازدياد الاحتمالات بأن تقدم على خيار البحث عن جبهات بديلة قد يكون الشمال اللبناني أبرزها، وطبعا، فإن ذلك يتطلب إعطاء الضوء الأخضر للخلايا النائمة بالتحرك في آن واحد، وهي نقطة كان قد حذر منها أيضا العماد قهوجي قبل نحو أسبوع.
وأضافت أن ''ما يزيد الطين بلة، أن أيا من الجهات السياسية أو العسكرية أو الأمنية اللبنانية لا تستطيع أن تقدر بدقة حجم هذه المجموعات المسلحة، أو أن تتعرف إلي هويتها وإمكاناتها، لا سيما في ظل وجود مئات المخيمات العشوائية للنازحين السوريين في عكار''.
وأشارت إلي أن المداهمات التي نفذها الجيش اللبناني مرارا لبعض مخيمات النازحين قد كشفت بأنها لا تخلو من السلاح والمسلحين، حيث أوقف 16 سوريا وصادر كمية من الأسلحة والعتاد في أحد المخيمات في الدريب الأوسط، أمس الأول، على خلفية استهداف العسكري الشهيد ميلاد عيسى في الريحانية.
وأوضحت أن ذلك يشير إلي إمكان وجود كتلة بشرية متدربة على حمل السلاح يمكن استخدامها في أي مخطط أمني قد تلجأ إليه (داعش) أو (النصرة) في الشمال، إضافة إلي المجموعات اللبنانية التي بدأت تكشف عن نفسها تباعا، وتتخذ من المواقف التحريضية، بشعارات مذهبية، ضد المؤسسة العسكرية، غطاء لممارساتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدم تحمل القيادات الشمالية مسئولياتها، سياسيا وإنمائيا، يساعد أكثر فأكثر على خلق مناخات تساعد على تسلل المجموعات المتطرفة إلي بعض البيئات الشعبية الفقيرة.
وقالت إن ''هذا يدفع هذا الواقع إلي رفع الصوت من احتمال تكرار ما شهدته عرسال وبريتال من غزوات، لكن هذه المرة في مناطق شمالية متعددة.. وتحذر مصادر مطلعة من أن الاستهداف الفردي يوميا للجيش وما يقابله من ردات فعل سياسية خجولة، برغم المشاركة الشعبية في تشييع الشهداء من العسكريين، كل ذلك يزيد من حجم المخاطر والتحديات''.
وطرحت الصحيفة تساؤلات عدة منها: ماذا لو قررت التنظيمات الإرهابية التحرك باتجاه شمال لبنان، وحركت معها كل الخلايا النائمة؟ كيف يمكن للجيش اللبناني أن يتصدى لها أو أن يصمد في مواقعه ومراكزه في ظل شعوره بعدم وجود بيئة جدية حاضنة له؟ وإذا كان (حزب الله) يقوم بدور مساند للجيش في البقاع، فمن يفعل ذلك الجيش في الشمال؟.
ورأت أن السيناريو الأخطر أن تجد الحكومة اللبنانية نفسها مرغمة على الاستنجاد بخيار بين أمرين لمنع انهيار الموقف في الشمال: إما (التحالف الدولي) أو النظام السوري، ما دام (حزب الله) ليس في وارد ترشيح نفسه لمهمة قد تجعل الشمال كله في حالة مواجهة معه!.
وقالت مصادر عسكرية لبنانية لـ''السفير'' إن الجيش يتمتع بجهوزية تامة للتصدي لأية هجمات يمكن أن تنفذها المجموعات الإرهابية''، وتشدد على أن الجيش لن يكون وحيدا في معركة من هذا النوع، لا بل أن أبناء الشمال سيقفون إلي جانب مؤسستهم العسكرية كما فعلوا من قبل في مناسبات عدة، أبرزها معركة مخيم نهر البارد حيث سقط عشرات الشهداء من كل أقضية محافظة الشمال في مواجهة مجموعات (فتح الإسلام) الإرهابية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: