مقابلة - عمرو موسى: جماعة الإخوان المسلمين تسعى للانتقام
القاهرة - (رويترز):
قال المعارض المصري البارز عمرو موسى يوم الاثنين إن جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة تحاول الانتقام من القضاء لسنوات من السجن والاستبعاد السياسي لكنها تهاجم الهدف الخطأ.
وقال رجل الدولة المخضرم لرويترز إن مصر تواجه أزمة استثنائية هي ''إما أن تكون أو لا تكون'' وهي أسوأ من هزيمتها في يونيو حزيران 1967 أمام إسرائيل وإن من الأفضل للرئيس محمد مرسي أن يعمل من أجل الوحدة الوطنية لا الفرقة.
وبدا أن مرسي تراجع حين اتفق يوم الأحد مع رؤساء الهيئات القضائية على السعي إلى حل وسط بشأن إصلاح القضاء بدلا من المضي في تعديل قانوني يقترحه حلفاؤه الإسلاميون سيؤدي إلى إنهاء خدمة أكثر من ثلاثة آلاف قاض.
وقال موسى (76 عاما) الذي عمل في السابق أمينا عاما لجامعة الدول العربية وقبل ذلك وزيرا لخارجية مصر إن الهجوم على استقلال القضاء لم يكن ينبغي أن يحدث من الأساس.
واضاف في مقابلة أجريت معه في مقر حزب المؤتمر الليبرالي الذي يرأسه ''هذا ليس تنازلا (من الإخوان). هذا ما كان يجب فعله من البداية'' مضيفا أن السبب في تراجع مرسي هو الرفض العام القوي.
وسُئل عن السبب في شن الحملة على القضاء فقال ''أعتقد أنه شعور غريب بالانتقام للعقاب (الذي نزل بالإخوان). البعض يقول إن القضاة مسؤولون عنه. الحقيقة أن هذا ليس صحيحا. لقد حصلوا على الكثير من الأحكام بالبراءة من القضاة.''
وتم حظر جماعة الإخوان أغلب فترة وجودها التي زادت على 80 عاما وتكرر سجن أعضاء فيها وتعذيبهم ومنعهم من النشاط السياسي في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي أُطيح به في انتفاضة شعبية مطلع عام 2011 .
لكن كثيرا ما ألغت أيضا محاكم أوامر اعتقال أو أحكام بمصادرة أموال صدرت ضد أعضاء في الجماعة.
وقال موسى إن الإخوان المسلمين يخطئون حين يصفونه بأنه ''من فلول'' النظام القديم لمجرد أنه شغل منصب وزير الخارجية لعشر سنوات في حكومة مبارك.
وهذا لم يمنع مصريين كثيرين من التصويت له في انتخابات الرئاسة التي جاء فيها خامسا العام الماضي.
وقال موسى ''مصر ليست مُقسمة بين الإخوان المسلمين والآخرين أو بين ناس الأمس وناس اليوم. مصر لكل المصريين... النظام السابق انتهى. ذهب.''
وعلى الرغم من أن مبارك يحاكم الآن في أكثر من قضية قال موسى إن الإخوان المسلمين يبدو أنهم خائفون من ''أن الرئيس السابق يمكن أن يعود مرة أخرى. هذا هراء.''
وقال حين سُئل عما إذا كان واجبا عقاب الرئيس السابق أو العفو عنه في قضايا الفساد وقتل المتظاهرين ''عندي ثقة بالقضاء المصري وأن الأشياء ستوضع في نصابها الصحيح.''
وقال إن هناك سوابق خطيرة في التاريخ المصري تدخل فيها حكام في سلطة القضاء. ويشير موسى بذلك إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي عزل نحو 100 قاض عام 1969 فيما عرف وقتها بمذبحة القضاة.
وتقدم حلفاء مرسي بمشروع تعديل قانوني يخفض سن إحالة القضاة للتقاعد من 70 عاما إلى 60 الأمر الذي يعني إنهاء خدمة نحو ثلث القضاة الذين يصل عددهم إلى 13 ألفا بجرة قلم وتعيين آخرين في مناصبهم.
وأشار موسى الى ان نوعية القضاة الجدد ستكون غير معروفة. وقال ''هل سيكونون قضاة بالمعنى الصحيح للكلمة أم سيكونون تابعين سياسيا لا أكثر؟''
وقال إن عددا متزايدا من المصريين يشعرون بالغضب إزاء الوضع السياسي والاقتصادي لدرجة أنهم بدأوا بطالبون بعودة الجيش للحكم. وأضاف أن هذا فشل لكل من الحكومة والمعارضة.
وقال ''هذا يبين آثار السياسات الخاطئة التي انتهجها الإخوان المسلمون. لقد أحيت رغبة الناس في حماية الجيش من السياسات التي لا يتفقون معها.''
وقال موسى وهو عضو في جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أحزابا ليبرالية ويسارية إن الجيش ليس لديه رغبة في العودة للعمل السياسي لكنه لا يستبعد تماما عودة الجيش.
وقال إن القوات المسلحة يمكن أن تشعر بأن عليها مسؤولية للتحرك ''إذا ومتى دخل البلد في مواجهة كبيرة أو انهيار كامل أو شيء من هذا القبيل. لكننا لسنا في هذه المرحلة.''
وقال ''الانطباع العام في البلد أن الحكومة غير قادرة على القيادة.
فيديو قد يعجبك: